Al Jazirah NewsPaper Tuesday  29/01/2008 G Issue 12906
الثلاثاء 21 محرم 1429   العدد  12906
هذرلوجيا
إبداع الغش!!
سليمان الفليح

ذات مرة كنا مجموعة من الكتاب الصحفيين نجلس في صالة التحرير بالجريدة التي كنا نكتب ونعمل بها، فدخل علينا مواطن يبدو على محياه الغضب فأخرج على الفور من جيبه كيساً من النايلون ونثر أمامنا عدة قطع من العود الكمبودي وقال لنا: ماذا تقولون بهذا الصنف الجيد؟! حقيقة ظننا في بادئ الأمر أنه بائع بخور يريد تسويق بضاعته علينا فسأله أحد الزملاء بكم تبيع (التولة) - أو الأوقية!! فقال أنا لست بائعاً ولكنني مستهلك (مضحوك) عليه، فقال زميلنا الآخر وقد تفحص إحدى القطع: إنه نوع جيد وثمين و(يستاهل) أي سعر فقال: أنا لا أتحدث عن السعر ولا عن النوع فهو نوع جيد وثمين ولا شك، ولكنه مغشوش، فتناول الزميل القطعة ثانية وتفحصها وقال قطعاً هي ليست من الخشب ولكنها عود كمبودي حقيقي فأين يكمن الغش؟! قال المواطن: أنا لست بائعاً ولا مشترياً أيضاً، فأنا رجل مهمتي أن أكشف لكم لكي تكشفوا للناس أغرب أنواع الغش التجاري، فهذه القطع قد ملئت فراغاتها وشقوقها بالرصاص السائل(!!) لتبدو ثقيلة أثناء الوزن!! ثم أخرج عدسة مكبرة وأرانا (حشوة) الرصاص في قطع العود.. فقلنا يا الله إلى هذا الحد وصل الغش وموت الضمير!! ثم تولى أحدنا متابعة الموضوع.

* * *

وذات مرة أعجبني كيس من (البازيلا) الخضراء فتناولته من على رفّ وناولته إلى أم البنين وقلت لها ضعيه مع (طبخة) اليوم ثم أكملت تسوقي وعدت إلى البيت وعادت أم البنين إلى المطبخ لتجهيز وجبة الغداء وبعد مدة ليست بالطويلة نادتني أم البنين وأرتني إناء صغيرا مملوءا بسائل أخضر تطفو عليه بعض حبات (البازيلا) الخضراء وقالت لي ألا ترى إلى أين وصل بهم (فن الغش؟!) إن حبات البازيلاء مصبوغة باللون الأخضر!!

* * *

هذان مثالان بسيطان لأنواع الغش التجاري مع أن الذاكرة تحتشد بأمثلة كثيرة من أنواع الغش التجاري الذي ينتاب أبسط وأضخم المواد التي يستهلكها المواطن بدءاً من حبة البازيلاء إلى العمارات الضخمة التي يغش في بنائها المقاولون ناهيك عن الآلات الميكانيكية الهائلة التي تكلف المبالغ الطائلة، وبالطبع لم تكن هناك أية جهة تحمي المستهلك المسكين، واليوم وحينما أعلن عن جمعية حماية المستهلك فإننا نأمل أن تقوم بدورها (الوطني) النبيل وتحمي الوطن وأبناء الوطن من الغش والغشاشين لأنه وكما قال الحديث الشريف: (من غشنا فليس منا).



لإبداء الرأي حول هذا المقال أرسل رسالة قصيرة SMS  تبدأ برقم الكاتب 7555 ثم إلى الكود 82244

 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد