Al Jazirah NewsPaper Saturday  02/02/2008 G Issue 12910
السبت 25 محرم 1429   العدد  12910
مراكز توزيع المشاكل والإزعاج بالأحياء.. إلى متى ؟!
محمد بن عبد العزيز الفيصل

يخالجنا ذلك الشعور (المُرّ) الممزوج بكثير من الإحباط والتوتر.. عندما نُصدم بتلك السلوكيات المجتمعية (العابثة) النابعة منا, والصادرة من جوارحنا (المتفرقة), وشئنا أم أبينا سنظل مسؤولين عنها وعن كل ما يترتب عليها من مضاعفات (زمانية) مهما طال الزمن أو قصر، وستكون هي خير شاهدٍ

علينا وعلى كياننا الإنساني السعودي (الراقي) لِتَبُثّ وعلى الهواء مباشرة أحداث ماضٍ وشيك قد لا تعجبنا متغيراته، ليكشف عن جانب منا سواء أكان مضيئا أم مظلماً.. فستظل هي المرآة الصادقة (الصالحة) نتعرف من خلالها على أنفسنا وذواتنا (المختلفة).

ظلت هذه القطعة من الحي لسنين (وجيزة) محاطة بذلك السور الإسمنتي (العتيق)، فكانت تسير (صاخبةً) في رحلة الصمت والسكون فلا تحس فيها من أحد أو تسمع لها صوتا.. مرت الأيام وتوالت المبادرات والمطالبات الشخصية (الفردية) لإحيائها وبث الحيوية في حماها، وبالفعل - كان لهم ذلك - فلم تقصر أمانة مدينة الرياض أو تتوانى في تلبية هذا الطلب بل سارعت لإتمامه وإنجازه حتى اكتمل.. فأصبح هذا المرفق (الحديقة) بأبهى صورة وأحلى حلة، فلم ينقصها سوى ضحكات الأطفال البريئة وهم يلهون في جمالها.. فما هي إلا أيام معدودة حتى اكتست الحديقة بالخضرة لتتحول ومن دون مقدمات إلى منتجع شبابي (صاخب..!؟) بكل ما تحمله هذه الكلمة من معنى (إزعاج، وتفحيط، ومشاغبات..)، وما يبعث على الإشمئزاز والتوتر أن هؤلاء ليسوا من سكان الحي بل وفدوا من أماكن بعيدة (شاهقة) ليمارسوا أبشع أنواع العبث و(التنكيد).. هكذا بدت الحديقة الصغيرة والجميلة بعد افتتاحها.. ملخص لما كان يحدث فيها بشكل دوري بل (يومي..!) وبخاصة في أيام نهاية الأسبوع فلم يكن أي شخص من سكان الحي (الهادئ) قادراً على الاقتراب منها أو حتى النظر إليها؟!، فتلك العصابات (الشوارعية) هي من يسيطر عليها ويسرح ويمرح في حماها ليل نهار حتى أولئك الأشخاص الذين طالبوا وكافحوا لافتتاحها (مشكورين..؟!) لم يتمكنوا هم أيضا من الاستفادة منها بسبب سيطرة هذه (العصابات) عليها والغريب في الأمر أن جميع هؤلاء لا يسكنون داخل الحي بل يأتون من أحياء بعيدة جدا ويزعجون ويعبثون والسبب في كل ذلك (الحديقة)، فكم سنة علينا الانتظار والانتظار، حتى تشيخ هذه الحديقة وتعجز عن استقبال الناس وفي مقدمتهم العابثون (السياح) الذين سينتقلون إلى حي آخر بحثاً عن حديقة جديدة أخرى؟! ليكرروا السيناريو المعتاد لهم وبنفس الطريقة والأسلوب (البشع)، فبالإضافة إلى كون هؤلاء مصدر قلق وإرباك هم أيضا طرف رئيس في كثير من السرقات التي تحدث في هذه الأحياء! فهؤلاء يتجمهرون أمام هذه المرافق ليشربوا السجائر ويراقبوا منازل السكان على مدى (24) ساعة!، والغريب في الأمر أن هذه الحدائق بعد تجهيزها واكتمالها تدخل ضمن نطاق (التاريخ..!؟) فتهمل فلا صيانة ولا نظافة ولا أمان فهي تترك دون حراسة أو حتى تنظيم لتتحول إلى مجمعات شبابية (محظورة) فتحدث فيها جميع تلك المحاذير التي يخشى من وقوعها في السجون..!، فهي لا تزال ولن تزول إلا بمعجزة!، لتكون مصدر إزعاج (مستديم)، وفي خضم هذه الأحداث (المريرة) الكل يرفع يده من الموضوع فالشرطة لا تستجيب والأمانة تنتهي مسؤوليتها عند إنشاء هذا المرفق (الترفيهي) وتلقي باللوم على الشرطة التي لن ولم تستجيب أبداً لهذه الشكاوى (المرهقة)، والضحية في النهاية هو المواطن الذي لا حول له ولا قوة بما يدور حوله من تجاوزات!

لقد تحولت حدائق الأحياء من كونها متنفس (خفيف) للسكان إلى مصدر كبت وتضييق عليهم بل وتنفير من الحي، فمن المفترض أن تشكل لجنة من أمانة مدينة الرياض والشرطة لتدرس قضية هذه المنتزهات فمن أهم الأمور التي يجب توفيرها في هذه المرافق أن يكون هناك حراس أمن تشرف عليهم الجهات المسؤولة ولا مانع بأن يتحمل السكان مصاريفهم من خلال صندوق (خيري) يضمن لهم الراحة والهدوء، ليمنعوا تجمهر الشباب وتجمعهم فيها، ويشرفون على إغلاقها في ساعات معينة فلا تفتح إلا في أوقات الذروة وتغلق في آخر الليل... أمور نأمل وننتظر أن نجد لها حلاً..؟!



alfaisal411@hotmail.com
لإبداء الرأي حول هذا المقال أرسل رسالة قصيرة SMS  تبدأ برقم الكاتب 7448 ثم إلى الكود 82244

 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد