محمد بن سيرين من الرعيل الأول أصحاب الكلمات الرائعة والتي يصفها مترجموه بأن فيها من نور من مشكاة النبوية يقول ابن سيرين: (إذا رأيت الرجل يقول فيك من الخير ما ليس فيك، فلا تأمن أن يقول فيك من الشر ما ليس فيك).. هذه الجملة واضحة ورائعة فبعض الذين يمدحونك بما ليس فيك فلا تأمن أن يقلبوا لك ظهر المجن يوماً، ويقولوا فيك من الذم والنقد والهجاء ما ليس فيك.

أقول هذا الكلام وأنا من أكثر الناس حماسة للثناء على من يستحق الثناء وبخاصة في وجهه لأن في هذا دعماً معنوياً وتشجيعاً له لا يقدر بثمن. كلنا يحب الثناء والثناء في كثير من الأحيان يفوق غيره من أوجه التشجيع مثل الدعم المادي، لكن هناك من يستغفلك حين يمدحك ويعيطيك منزلة ليست فيك.

بعض الثناء يكون من باب التشجيع كأن تمدح الغني المقصر مالياً بالكرم ليقوم بواجبه الاجتماعي في النفقة، لكن أن تعطي أحد الناس من صفات المدح ما ليس فيه فهذا فيه خديعة للمدوح، وتهكم بالسامع والقارئ.

قضية الثناء والمدح له أوجه كثيرة ما بين الشرعي والاجتماعي، لكنها تبقى منهجاً تربوياً رائعاً تقوم به شرائح من المجتمع لإيصال رسالة نبيلة.

وتبقى بعض الصور المبالغ فيها صورة مذمومة لا تخدم الممدوح بل قد تضفي له العداوات لا سيما من أقرانه ومنافسيه.