Al Jazirah NewsPaper Saturday  09/02/2008 G Issue 12917
السبت 02 صفر 1429   العدد  12917
هبت هبوب الشمال وبردها شين!!!
محمد أبو حمرا

من يعرفون الأجواء جيداً يرون أن الرياح الشمالية في الشتاء هي المصدرة للبرودة الشديدة، وخصوصاً إذا جاءت فيما يسمى بالمربعانية أو الشبط التي تلي المربعانية، فيكون وقعها قاتلاً.

وقد عانت بيوت كثيرة في الشمال من البرد وغيره، وما بعضهم

من شدة البرد الذي لا يرحم صغيراً أو كبيرا، خصوصاً الذين يسكنون فيما يسمى الصفيح، وهي مبانٍ من الحديد تسترهم عن أعين الناس، فتتحول تلك المباني إلى ثلاجات ذات قوة عالية بالتبريد.

لم يغفل خادم الحرمين عن أولئك من أبناء شعبه، فقد أمر وزارة المالية بأن تصرف إعانات وكسوة الشتاء لمواجهة موجة البرد التي لم يسبق أن جاء مثلها منذ خمسين سنة كما يقول كبار السن.

تلك لفتة طيبة من خادم الحرمين، وعمل يشكر عليه لأنه هو والد الجميع، ولكن السؤال الذي يهز الناس بحجم وقوة هزة البرد القارس هو: أين تجار الشمال وغير الشمال عن أولئك البشر الذين هم إخوانهم في الدين والدم والوطن والعروبة؟

لماذا لا نعمل إلا بعد أن يصل الأمر إلى الذروة ويصل إلى أعلى الهرم الإداري أو إلى ولي الأمر الذي لديه من الأعمال السياسية والاقتصادية والفكرية ما يجعله مشغولاً كل وقته؟

ثم أين الإدارات المتخصصة في منطقة الشمال عن هذه الحالات التي هي من صميم عملهم، والتي يمكن أن يسيطروا عليها في بداية الشتاء أو قبله بوقت كافٍ يحفظ حياة الناس، وأين أثرياء الشمال عن أبناء جلدتهم؟

والتقصير كله مشترك بين أولئك جميعهم، وخصوصاً الذين يسكنون في بيوت معزولة ودافئة ويمارسون التجارة وكسب المال بينما إخوانهم لم يجدوا سوى الصفيح ليسكنوا فيه، ألا يوجد عند فاعلي الخير هناك حاسة قوية أو حتى أقل من عادية فيشاهدوا إخوانهم يتمرغون في الثلوج وهم يمرون عليهم صباحاً ومساءً، دون أن يتحرك قلب أحد منهم وهم يرون شيوخاً وأطفالاً يهزهم البرد بعنف؟

مشكلة بعض أثريائنا ولا أقول كلهم أنهم لا يحسنون إلا بعد أن يطلب منهم ذلك الإحسان، أما أن يبادر أحدهم بفعل الخير ومساعدة الغير فهذا قليل إلا من رحم ربي، بالرغم أني أعرف بعضاً من الأثرياء جزاهم الله خيراً يتبنون أسراً كاملة طوال السنة، وهؤلاء هم المحسنون وهم الذين نخرجهم من دائرة اللوم والتقصير في حق إخوانهم.

هل يوجد تسعيرة لضحكة طفل بعد أن يشبع ويدفأ ويحس بأن له من يهتم به، أو شيخ قد أنهكه الزمن وتعب من الكفاح في بناء أسرته، وهو يرى أن أطفاله في سعادة غامرة بعد أن تمتد إليهم يد الخير؟

إنها سعادة لا يماثلها سعادة أخرى وخصوصاً عند ذوي القلوب الرحيمة.

أيها الأثرياء.. مدوا أيديكم وزكاتكم لإخوانكم هناك وانتشلوهم من البرد.

فاكس 2372911


abo-hamra@hotmail.com
لإبداء الرأي حول هذا المقال أرسل رسالة قصيرة SMS  تبدأ برقم الكاتب 7257 ثم إلى الكود 82244

 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد