Al Jazirah NewsPaper Sunday  10/02/2008 G Issue 12918
الأحد 03 صفر 1429   العدد  12918
ساعات في النادي المثالي
يا رؤساء أنديتنا.. زوروا نادي الشباب
عبدالرحمن سعد السماري

** لا شك أن هناك مسافة بين الأندية الرياضية والصحافة.. بل إن الكثير من الأندية الرياضية لا يحبون الصحافة ولا التواصل معها.. ولا يريدون من الصحفيين أن يقتربوا من النادي ولا من منسوبيه.. بل ربما هم يحاربون وجود أي صحفي داخل أو حتى حول مقر النادي.. بل إننا نسمع أحياناً.. أن هذا النادي أو ذاك.. طرد هذا الصحفي أو ذاك طرداً.

** بعض منسوبي الأندية.. يريدون أن يجعلوا ما يدور داخل النادي من فئة (المستور) أو (المسكوت عنه) أو (المغلف) لأنه في الحقيقة (ما يواجه) أو أن هناك جوانب قصور أو إهمال أو أي أمور أخرى (تفشِّل) ولا يريدون أن تظهر أو تطفح على الساحة.. ذلك أن الأمور داخل النادي ليست على ما يرام.. - وكلمة الأمور ليست على ما يرام - يدخل تحتها الكثير من المشاكل المالية والإدارية والفنية ثم الرياضية.. ومن هنا.. جاءت محاربة الصحافة ومحاربة أي جسر تواصل معها.. ومن هنا أيضاً.. جاءت كراهية الصحافة والصحفيين.

** لكن الأندية التي تتمتع بقيادات صادقة مخلصة.. قيادات جادة عملية.. قيادات عطاء وعمل وإنتاج.. تفرح بالصحفيين وتفرح بكل جسر يسهم في إبراز كل ما يدور داخل النادي.. حتى ولو كان سلبياً.. لأنها تدرك أن ذلك خير ما يعينها على إصلاح كل خطأ.. وخير ما يعينها على إقامة كل معوج مهما كانت درجة اعوجاجه.

** الذين يعملون في النور.. والذين يعشقون الشفافية والوضوح.. هم دوماً.. الذين يعملون بصدق ومسؤولية.. والذين يرتاحون للرأي الآخر مهما كان.. والذين يتقبلون النقد.. هم الذين نجحوا وتفوقوا.

** إننا نسمع دوماً عن هذا النادي أو ذاك.. أنه مثالي.. ونسمع أن هذا النادي أو ذاك.. أوضاعه (حوسه) من الداخل ولكن.. لم نتمكّن من زيارة هذا ولا ذاك.. حتى يكون الحكم دقيقاً.

** نادي الشباب.. بقياداته الواعية المخلصة.. قرَّر أن يعمل شيئاً مختلفاً.

** قرَّر أن يدعو كل الصحفيين والإعلاميين والنقاد والكتَّاب لقضاء ساعات داخل النادي.. لزيارة النادي.. للتجول فيه.. للوقوف على كل نقطة فيه.. لبحث كل الخفايا داخله.. وللتحاور مع كل مسؤول فيه.. للاطلاع على كل شيء.. وكانت بالفعل.. الزيارة.. وكان الترحيب الكبير من جميع المسؤولين داخل النادي.

** خطوة كهذه تعكس أشياء كثيرة.

** تعكس أولاً.. ثقة هؤلاء القياديين في أنفسهم.. وفي عملهم.. وإدراكهم.. أنهم يعملون بصدق ومسؤولية وإخلاص.. وحرصهم على أن يكون عملهم وما يجري داخل النادي تحت المجهر.. وتحت الأضواء.. وظاهراً للجميع.

** ولأنه - ثانياً - لا يوجد لديهم شيء يستحون من ذكره أو شيء يستحون من أن يراه أحد.. ولأنهم.. يدركون أن الصحافة أيضاً.. مسؤولية ولها رسالة.. وبالتالي.. عليها أن تضطلع برسالتها وتقول كل ما تراه.

** عليها أن تقف على الحقيقة وتنقل كل ما تراه.. حتى ولو كان خطأ أو سلبياً.

** دخلنا هذا النادي المثالي الرائع.. ووجدنا فيه ما يبهج النفس ويسر الخاطر.

** ناد تحول إلى تجمع للشباب السعودي.. يخدمهم في كل اتجاه.. يستقطب الجميع.. ويتيح لهم فرص إمضاء أفضل وأجمل الأوقات.. مستفيدين من خدمات النادي المتعددة.. والتي جاءت في أكثر من ميدان.

** هذا النادي.. مثالي بكل ما تعني هذه الكلمة.. فتح أبوابه أمام شباب الوطن.. وسخّر لهم إمكانيات كبيرة تساعدهم على استثمار أوقاتهم.. وتبعدهم عن مظان الفساد بكل أشكاله وأصنافه واتجاهاته.

** لقد وجد الشباب السعودي في هذا النادي العريق المثالي.. كل ما يريدون.. فوجدنا النادي وقد امتلأ فعلاً بالشباب.. الذين استفادوا من خدمات النادي المتعددة.

** لقد شاهدنا داخل النادي.. مشاهد (أقولها وبكل صراحة) لم نكن نتوقّعها.. لأننا لم نشاهدها.. أو لم نسمع عنها في أي نادٍ آخر.

** أنشطة رياضية متنوِّعة.. وأنشطة ثقافية.. وأنشطة اجتماعية.. والمجال لا يسمح هنا للتوسع في الحديث عن كل منشط على حدة.

** أما معسكر النادي.. الذي يُقال إنه في بعض الأندية.. أشبه بغرف السكن في محطات الطرق الطويلة.. فهو في نادي الشباب يفوق الفنادق ذات الخمس نجوم.. شيء لا يكاد يُصدق.

** لا أدري هنا.. هل أتحدث عن ما شاهدته داخل هذا النادي.. من مشاهد تسر وتبهج.. بل تذهل.. أم أتحدث عن الأندية الأخرى.. التي أغلقت أبوابها أمام الصحافة.. بل التهبت الأجواء بينها وبين الصحافة.. وهدمت كل الجسور.. لأن ما يجري في داخلها (ما يشرّف).

** هل أتحدث عمّا رأيناه في نادي الشباب.. أم أتحدث عن الفارق بين نادي الشباب والآخرين؟

** نادي الشباب.. هذا النادي العريق.. هو بالفعل.. ناد مثالي في كل شيء.. وناد أيضاً.. محظوظ بأن كان صاحب السمو الملكي الأمير خالد بن سلطان بن عبد العزيز من المحبين لهذا النادي.. بل رئيسه الفخري والداعم القوي له.

** أليس هو محظوظ؟

** نادٍ فيه خالد بن سلطان.. لا شك محظوظ.. ولا شك أنه سيكون كما رأيناه.

** ورئيس النادي.. الصديق خالد عمر البلطان.. من الذين كسبتهم الحركة الرياضية.. ومن الذين أسهموا في هذه النقلات الكبرى في مسيرة الرياضة.. ومن الذين صنعوا مسيرة النجاح.. ونادي الشباب.. ونادي الحزم.. أنموذجان حيّان لما نقول.

** إنسان يقود نادياً كبيراً عريقاً بصدق وإخلاص وجد ومسؤولية..

** انصرف للعمل والعطاء والإنجاز.. وترك المهاترات والمشادات والملاسنات لأصحابها.

** لم نسمع.. ولم نشاهد.. ولم نقرأ له.. تصريحاً أو كلاماً غير مسؤول.. ولم نسمع أنه داخل في عراك مع أحد.. بل كان كل هاجسه.. العمل والعطاء والإنتاج..

** إن أي نادٍ يتمتع بمثل هذه القيادات.. لا شك أنه سيكون مثل نادي الشباب.

** إنني أدعو بعض مسؤولي الأندية الأخرى.. أن يزوروا نادي الشباب ويطلعوا عن قرب.. على ما يجري فيه ويستفيدوا منه.

** دعوة لهم.. ليروا.. كيف يعمل الرجال المخلصون الصادقون بصمت ومسؤولية.

** دعوة لهم.. ليشاهدوا.. كيف تُدار الأندية العملاقة؟

** كيف تكون محاضن الشباب.. وكيف يُربى الشباب هناك.

** كيف تحوّلت الأندية إلى مناشط ثقافية واجتماعية.. وكيف استقطبت الشباب.. كل الشباب.. بصرف النظر عن ميولهم.

** كيف وجد فيه الشباب.. المكان الملائم للعطاء والإبداع.. وإمضاء وقت الفراغ في محضن آمن.. يصقل مواهبهم ويكسبهم الكثير من الإبداع والعطاء.

** لا أريد الحديث هنا.. عن الرئيس الفخري للنادي.. ولا عن رئيس النادي.. فيكفيهما شهادة ما رأيناه رأي العين وعن قرب.. فالشاهد العملي خير شاهد.

** إن نادي الشباب بهذا العطاء.. وبهذا النجاح.. وبهذا التطور الكبير.. وبهذه القفزات.. سيستقطب آلاف الشباب.. سيكسب عشاقاً جدداً.. سيكسب مشجعين.. ستكون الأمور مستقبلاً.. شبابية.. سيستحوذ على مساحة أكبر من المشجعين وعشاق (شيخ الأندية).

** سيكوّن قاعدة جماهيرية عريضة فوق ما تتخيلون.. وسترون ذلك قريباً.



لإبداء الرأي حول هذا المقال أرسل رسالة قصيرة SMS  تبدأ برقم الكاتب 5076 ثم إلى الكود 82244

 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد