حسب ما جاء في جريدة الحياة بدأت دولة الكويت استقبال طلبات السعوديين الراغبين في الوظائف التعليمية للعمل في دولة الكويت وقد حددت السلطات الكويتية أن الحد الأدنى للرواتب هو 4500 ريال. هذا الخبر يتناقض مع مفهوم كان سائداً عن أحقية توظيف السعوديين في دول التعاون الخليجي. يشاع أن هناك اتفاقاً بين دول المنطقة وبين المملكة بعدم توظيف السعوديين إلا بإذن خاص من السلطات السعودية. ويبرر هذا الإجراء بحاجة المملكة لأبنائها بسبب التفاوت بين كمية الوظائف المتاحة في المملكة وقلة عدد السعوديين المؤهلين لشغل هذه الوظائف. الواقع القائم يقول إن هذا قد انتهى، إذا كان صحيحاً، فالوظائف في المملكة لم تعد تكفي عدد الراغبين في العمل. لا أريد أن أعود وأتكلم بحنين عن الأيام الخوالي عندما كان الناس يساقون بالقوة لشغل الوظائف ولا تقبل استقالاتهم إلا بدفع كامل مصاريف الدراسة أو الابتعاثه ألخ.

بدون إحصائيات يمكن القول إن شاغلي وظائف التعليم في المدارس الخاصة هم من غير السعوديين وبدون إحصائيات يمكن القول إن المدارس الأهلية تشكل حصة الأسد مقابل المدارس الحكومية وبدون إحصائيات أيضاً يمكنني القول إن رواتب المدرسين في المدارس الأهلية أقرب إلى رواتب العمال البنغاليين منها إلى رواتب العمال الفلبينيين وإذا استمر التعليم الأهلي على هذا المنوال سيأتي اليوم الذي نحتاج فيه إلى تغيير لغة التعليم في المدارس الأهلية إلى اللغة البنغالية حتى تسمح وزارة التعليم للعمال البنغاليين سرعة الانتقال من البطحاء إلى المدارس الأهلية لمزاولة مهامهم التعليمية. ليست المشكلة في استلام الأخوة البنغاليين مهام التعليم في المدارس الأهلية فهذا تحصيل حاصل إذا استمر مستوى الرواتب في المدارس الأهلية على حاله ولكن المشكلة في السعوديين الذين سوف تنعدم أمامهم فرص العمل نهائياً. هل سينتقلون إلى البطحاء لسد الفراغ الذي سوف يحدثه البنغاليون أم ستفتح أمامهم الوظائف في الدول المجاورة.

يشير الخبر أن عدد الوظائف التعليمية المتوفرة في الكويت ألف وظيفة مطلوب شغلها بموظفين من مواطني مجلس التعاون. لا أعتقد أن مدرساً في الإمارات سيركض للبحث عن وظيفة براتب 4500 ريال. من الواضح أن المقصود بها السعوديين. إذا لم تتدخل وزارة التربية والتعليم لتساوي بين رواتب المدرسين في المدارس الأهلية والمدارس الحكومية مع ضبط أسعار التعليم في المدارس الأهلية فالصورة البنغالية المعتمة سوف تكون حقيقة في غضون السنوات القليلة القادمة ومشاهد الاكتتاب في دانة غاز في دبي سوف تتكرر كثيراً في دول مجلس التعاون ولكن من طالبي الوظائف هذه المرة الذين سيدورون بملفاتهم الخضر العلاقي. علينا أن نتذكر أن الجزء الأكبر مما يكسبه ملاك المدارس الأهلية هو في الواقع حقوق المدرسين السعوديين الذين سوف يتقدمون للوظائف في الدول الأخرى. المعروف أن أي منشأة تجارية حتى في أشد الدول رأسمالية هي قسمة عادلة بين ملاكها وبين العاملين فيها إلا المدارس الأهلية بالمملكة.