Al Jazirah NewsPaper Tuesday  12/02/2008 G Issue 12920
الثلاثاء 05 صفر 1429   العدد  12920
أوتار
خلف الكواليس
د. موسى بن عيسى العويس

عامٌ مضى أو يزيد، ومليار ونصف المليار صرفت، أو هكذا يفترض، ويبقى السؤال حائراً على شفاه (المديرين، والمعلمين، والمشرفين، والطلاب) إلى أين وصل الأمر ب(مشروع الملك عبد الله بن عبد العزيز لتطوير التعليم)، ولماذا يفرض عليه إلى الآن هذا السياج المتين من التعتيم أمام الإعلام والمجتمع؟ ولماذا ترفض الأطروحات والمشاركات التي ترفع لهذا الشأن؟ ولماذا تلغى محاور النقاش فيه بالملتقيات الرسمية؟ كأن هذا المشروع ليس منحة عامة لهذا المجتمع الذي طال ترقبه لمثل هذه المنح الإنمائية من الحكومة ولقطاع من أهم القطاعات.

* تسير الأيام، وتكثر الأقاويل، وتتبدد الإشاعات، فمن قائل إنه يسير لكن بسياسة البعد عن الأضواء في القول والعمل، تاركين الإنجازات تتحدث عن نفسها، والسنوات كفيلة بكشف الرغو من الصريح، وهذا جزء من سياسة الوزارة. وآخرون يخوضون في الإجراءات المالية الطويلة التي أعاقت هذا المشروع وغيره. وفريق يرى أن (البنات) استأثرن به لحاجة ذلك الميدان له، أو لكون المستقبل لهنَّ، والعين عليهنَّ، والعالم معهنَّ، أو ربما لقدرة المرأة أكثر من غيرها على مواكبة الجديد والتجديد. ناهيك عن أقاويل أخرى تخرج عن هذا وذاك، وبخاصة لدى الفضوليين من الناس، ومع ذلك يبقى الشاهد:

قد قيل ما قيل إن صدقاً وإن كذبا

فما اعتذارك من قولٍ إذا قيلا

* بالتأكيد نكاد نتفق أن الميدان وهو المستفيد الأول والمستهدف الأخير لم يلمس شيئاً جوهرياً من معطياته إلى الآن.

* باعتقادي أن بعض تلك الاحتمالات واردة إن لم تكن كلها، ويقيني أن هذا المشروع لم يكن الأول ولا الأخير الذي تأخذ به أحاديث الآخرين كل مأخذ، ومن طبيعة المشروعات العملاقة والرائدة أن همم وطموحات القائمين عليها تسبق واقع الحال، ويتطلعون في تفعيلها إلى المحال، فهم يسعون في سبل تنفيذها إلى الخروج من روتين التقليد في التطوير والإبداع والابتكار، ويحاولون كسر روتين النظام وإجراءاته القاتلة في هذا السبيل، والمجتمع المراقب من حولهم قد لا يتفهَّم مثل هذه الرؤى.

* الأيام لا تقف، والمجتمع يتطلع، والعالم يتسابق، والمنظمات أو الهيئات تحلل والساسة يراقبون، فأين المسؤولون في هذا المشروع عن هذه الدوائر الست، فمن المؤكد أنها لن تقف مكتوفة الأيدي، أو ملجمة اللسان، وكلما طال الأمد طالت التساؤلات، وكثرة التأويلات، وتلاشى وهج التفاعل، وسيطر اليأس والتشاؤم.

* حتى ولو كان العمل في هذا المشروع يدار من (خلف الكواليس)، هناك جهود جبارة، وتخطيط - فيما يبدو - بعيد المدى، وتطوير مستمر ومتواصل في (التدريب والمناهج، وتقنيات التعليم)، وهي في الحقيقة مدخلات أساسية وسابقة لكنها تصب في هذا المشروع وتخدمه، وأبطأ السحب سيراً أحفلها بالماء كما يقال، وقد يكون مع المستعجل الزلل.

* المأخذ الوحيد على التربويين أنهم يسلكون مسلك المتأدبين، أو يلتزمون المثالية مع الغير، ولا يدافعون عن مواقفهم، ويبرزون جهودهم وإنجازاتهم، والعقبات التي تواجههم من الجهات الأخرى إلا إذا هوجموا وتناولتهم أسهم الشانئين والشامتين بالنقد والتجريح الذي يخرج أحياناً عن حدود الأدب، وشرف المهنة، وأمانة الكلمة.

* المشروع ليس مشروعاً شخصياً، أو المعني والمستفيد منه وزارة التربية والتعليم، بل هو مشروع وطني للجميع. إذن فلتتضافر الجهود لإنجاحه وإنجازه وإبرازه إلى حيّز الوجود، والإخفاق فيه إخفاقٌ لأكثر من جهة حتى ولو تنصَّلت.



dr_alawees@hotmail.com
لإبداء الرأي حول هذا المقال أرسل رسالة قصيرة SMS  تبدأ برقم الكاتب 7789 ثم إلى الكود 82244

 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد