Al Jazirah NewsPaper Tuesday  12/02/2008 G Issue 12920
الثلاثاء 05 صفر 1429   العدد  12920
من المحرر
هل ينجح تجديد الرخصة بالبريد؟!!
عمرو بن عبدالعزيز الماضي

كتبت قبل أكثر من 15 عاماً عن أهمية تجديد رخص القيادة والسير وإنجاز بعض الإجراءات الحكومية الأخرى عن طريق البريد، وبعد مرور ما يقارب من عقدين من الزمان نرى أن الفكرة تشارف أن ترى النور. لقد أصبح بالإمكان تجديد رخصة القيادة وسير المركبة عن طريق البريد. فقد باشرت إدارة مرور الرياض بتدريب عدد من موظفي البريد على استقبال طلبات تجديد رخص القيادة أو السير عبر خدمة البريد، في توجه جديد نحو الحد وتقليل الحضور الشخصي لإدارات المرور في الرياض. ولا ندري هل إن هذه الخطوة ستؤدي إلى تخفيف مراجعة أكثر من 30 ألف مراجع لأقسام المرور في الوقت الحاضر كما سبق وأن صرح به العقيد عبدالرحمن المقبل مدير مرور الرياض. أم أن الأمر لا يتعدى تحويل المراجعات من إدارات المرور إلى مكاتب البريد، وبدلا من أن ينجز المرور المعاملة يقوم موظفو البريد بالعمل فتطول الإجراءات وتزيد الرسوم التي ستدفع للبريد جراء هذه الفزعة!!. فهل سيتحول كل هؤلاء إلى مكاتب البريد ليقفوا في الصفوف، ويعانوا من ملل الانتظار، وتكرار المراجعات، وأكاد أجزم أن نجاح واستمرارية هذه الخطوة الحضارية يرتبط بمن تكل لهم هذه المهمة، فالأمر يعتمد على نوعية الموظفين الذين سيتم تدريبهم، ونوعية من دربوهم، وأتمنى ألا يعيد موظف البريد الصورة لأن العقال مفتوح، أو أن صاحب الصورة (متميلح) ومبتسم أو أن خلفيتها غامقة وغير مناسبة، أو أن البطاقة صورت بورق A3 بدلا من ورق A4 ، وأخشى أن تفشل هذه الفكرة بسبب الكثير من الخطوات غير الضرورية، فلماذا يشترط عند الرغبة في التجديد الحضور إلى أقرب مكتب بريد بمقر إقامة المستفيد، ما فائدة الخدمة الجديدة إذن إذا كان المراجع سيحضر إلى البريد؟ فبدلا من ذلك يمكن للمراجع أن يذهب إلى إدارة المرور ويستخرج الرخصة في عشرين دقيقة بدلا من أن يراجع البريد أكثر من مرة، ويبقى في الطابور والانتظار، وبعد ذلك يظل أسابيع في انتظار رخصته التي قد تصله في البريد أو حتى قد لا تصله بسبب الملاحظات التي قد يضعها الموظف على المستندات، أو حتى البريد الذي قد يشترط الاشتراك في خدمة (واصل) لكي تصل من خلاله الرخصة، ليتفاجأ المواطن بأن ملفه يعود له بعد مدة من الزمن، ليدفع رسوماً إضافية، أو حتى يذهب مرة أخرى في مراجعة جديدة لاستلامها في قسم الرسائل المسجلة التي لا يفتح أبوابه في البريد أي وقت!! إننا لم نرَ حتى الآن أي خدمة حقيقية للمواطن، فما تم هو عبارة عن قيام موظفي البريد بإنجاز المعاملات بدلا من أفراد المرور مقابل دفع رسوم للبريد!! إننا نريد خدمة تختلف عما هو حاصل الآن نريد أن توضع النماذج على موقع البريد، ويمكن للمراجع الدخول من خلال شبكة الإنترنت إلى الموقع وتصويرها وتعبئتها وإرساله إلى البريد من أي موقع ومع أي شخص، وتصل الرخصة إلى بريد المواطن، ووضع نوع من الموظفين لا يترصدون النواقص البسيطة، ويكون هناك هاتف خاص يمكن الاتصال به بصاحب المعاملة، إذا وجد نواقص ضرورية، بدلا من إعادتها إليه بالبريد. إن البريد يتحمل الكثير من مسببات نجاح أو فشل هذه الفكرة، فلو فشلت -لا سمح الله- فإنني وبعد أكثر من 15 عاماً من الفكرة الأولى أسوق فكرة أخرى ستؤدي إلى تخفيف الأعباء عن المواطن من خلال تعبئة النموذج، وإرسال المستندات إلى إدارة المرور من خلال (البريد الإلكتروني) ومنها الصور بدلا من البريد الذي يبقى أياماً طويلة، ويتم استلام الرخصة بعد التجديد من خلال البريد الذي أعلم أنه لن يميل مع هذا التوجه الذي سيفقده الكثير من الرسوم، وأتمنى أن تنفذ هذه الفكرة في القريب العاجل وخاصة بعد أن انتشرت وتوسعت خدمة ال (دي اس ال) وزادت سرعات الإنترنت، إضافة إلى التوجه إلى الحكومة الإلكترونية، فإذا أراد البريد والمرور أن تنجح هذه الفكرة الحضارية والرائعة وتستمر فلا يجب أبدا أن نجد الطوابير في البريد، فإن الكثير ممن اعتادوا على عبارة (راجعنا بكرة) أو عبارة (جب لي ورقة من المدير) أو (المعاملة ناقصة) إذا وضعوا في إنجاز هذه الفكرة سيفشلونها،. ولابد لكي ينجح البريد أن يستعين بالبريد الإلكتروني حتى لو أدى إلى أن يفقد جزءاً من الرسوم، حتى تتم مسايرة التطور الذي أصبح أكثر سرعة من تطبيق الأفكار والخطط وإصدار القرارات.



لإبداء الرأي حول هذا المقال أرسل رسالة قصيرة SMS  تبدأ برقم الكاتب 5324 ثم إلى الكود 82244

 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد