Al Jazirah NewsPaper Tuesday  12/02/2008 G Issue 12920
الثلاثاء 05 صفر 1429   العدد  12920
لقاء الثلاثاء
الهلال والنصر؟!
عبد الكريم الجاسر

في كل مرة يؤكد الهلاليون أنهم الأقوى والأفضل والأقدر على الفوز سواء أمام النصر أو غيره.. وفي لقاء الفريقين الماضي تابعنا كيف رفع النصراويون فريقهم قبل المباراة وجعلوه الأفضل والأكثر ترشيحاً للفوز وهمّشوا المنافس بشكل يعكس مشكلة النصر الحقيقية، وهي عدم الإلمام بالأمور الفنية وعدم القدرة على تقييم فريقهم أو منافسيه.. فالفريق النصراوي بعد عمليات التجميل التي خضع لها هذا الموسم هو نفسه الفريق غير القادر على تحقيق بطولة.. ذلك أن كل العناصر الجديدة هذا الموسم لا تختلف عن العناصر السابقة سوى بالاسم.. في حين تحتاج البطولات لنجوم حقيقيين ولاعبين دوليين قادرين على الفوز في المباريات الكبيرة، وهذا غير متوفر في النصر حالياً.

بينما الفريق الهلالي يعيش مرحلة من أفضل مراحله عناصرياً وتدريبياً ولولا الضغوط الموجهة ضده المتمثلة بضغط مبارياته وإرهاق نجومه مع ناديهم والمنتخب وإيقاف لاعبيه من جهة وغياب إدارته عن أداء دورها الحقيقي في تسيير العمل الإداري خلف المدرب ومساندته وتعزيز اختياراته وتوفير الأجواء المناسبة كل ذلك جعل الفريق يمر بهذه الحالة المتأرجحة رغم ما يضمه من عناصر جيدة.

من هنا أقول إن الخصمين اللدودين لا يجمعلها سوى التنافس الإقليمي وما يتبعه من اهتمام جماهيري..

أما على الصعيد الفني فإن أمام النصر مسافات طويلة حتى يلحق بالهلال فنياً ويكون قادراً على تجاوزه خصوصاً أن الأمور الآن وفي عصر الاحتراف لم تعد كما هي سابقاً حيث إن المؤثرات النفسية والتلاعب بالكلمات عبر الإعلام قد تحقق فوزاً أو تؤثر على المنافس وهذا ما كان يأمله النصراويون، فالمرحلة الحالية تعتمد على الأداء والقوة الفنية والنضج الفني للفريق كي يحقق الفوز، فعقلية اللاعبين حالياً مختلفة تماماً والمنافسات العديدة داخلياً وخارجياً قدَّمت جيلاً من المحترفين الذين يؤدون كرة قدم ويحققون الفوز وهذا ما فعله الهلال ولم يفعله النصر لعدم امتلاكه لأدواته.. ولكي يفوز النصر على الهلال أقول: هل لدى النصر نجوم بحجم الدعيع وتفاريس والزوري والغامدي وعزيز والشلهوب وياسر والتايب حتى يكسبوه..؟!

وللأسف أن النصراويين لم يكتشفوا ذلك سوى بعد المباراة.. أما قبلها فقد كانت العواطف والأحلام والآمال بالفوز هي المسيطرة!

المدني نموذج جديد لحكام اللجنة

** المستوى الفني الذي كان عليه ياسر المدني حكم مباراة الهلال والشباب الماضية في كأس الأمير فيصل بن فهد هو أحدث النماذج التي تقدمها لجنة الحكام للتحكيم السعودي.. حيث ظهر المدني في المباراة وكأنه أحد منسوبي نادي الشباب بقيادته المتحاملة ومجاملته للشباب وبشكل أثار الاستياء والخجل من وصول التحكيم لهذا المستوى والتأثير في نتيجة المباراة.

في مباريات سابقة شاهدنا نماذج سيئة لهذه النوعية من التحكيم.. كما فعل المدني حين يكرر السقوط ويقدم نتيجة المباراة على طبق من ذهب للشباب.. وأنا هنا أدعو لجنة الحكام بالعودة لشريط المباراة ومحاسبة نفسها على هذا الحكم قبل أن تحاسبه.. فاللجنة مطالبة بمتابعة حكامها وليس متابعة ردود الأفعال التي تصدر من الفرق حتى تعود لتقييم أداء الحكم.. فمن المؤسف أن يمر ما فعله المدني مرور الكرام لمجرد فقط أن الهلاليين لم يبدوا استياءهم ويرفعوا صوتهم بالصراخ والاتهامات.

** في الشوط الأول من اللقاء سمح المدني بألعاب خشنة ومداخلات عنيفة هدفها إرهاب اللاعبين وحدث هذا بالفعل وخرج لاعب الهلال محمد نامي بعد أربع دقائق بشعر في الساق ولم يتخذ تجاهها الحكم أي قرار.. وبخلاف الخشونة والضرب المتعمد كانت حالات المسك المتعمد وتعطيل الهجمات تنتهي بصافرة فقط دون عقوبة.

أما في الشوط الثاني فقد أجهز على الهلال تماماً حين تغاضى عن ضربة جزاء صريحة لسلطان السعود والنتيجة وقتها 1-1 وعاد ليحتسب أخطاء مثلها للشباب، بل ويمنح تجاهها بطاقات صفراء كما فعل مع الهليل.. وأكمل مساعدو الحكم المهمة بالتغاضي عن حالتي تسلل جاء منهما هدفان ومنح المدني خطأً (خيالياً) مقابل مرمى الهلال وفي المكان المفضل لكماتشو ليضيف منه الهدف الرابع.

هكذا فعل المدني وهكذا أثّر بشكل مباشر في نتيجة المباراة.. فهل الأمر مقبول لدى اللجنة؟! وهل سيعامل كما عاملت اللجنة حكم لقاء الهلال والحزم في المسابقة نفسها (القبيسي) حين سمح بحالات مماثلة من العنف وتغاضى عن طرد أحد اللاعبين، وألغى هدفاً هلالياً كان سيعدل النتيجة مع الحزم (2-2).. (الحزم فاز 2-1).

وكذلك ما فعله الحكم عبد الرحمن القحطاني الذي احتسب ضربة جزاء غير صحيحة إطلاقاً للاتفاق أمام الهلال في نفس المسابقة وفي وقت قاتل من اللقاء والهلال حينها كان متقدماً بهدف وحيد ليتم احتساب الإعاقة التي حدثت خارج المنطقة داخلها وضربة جزاء ظالمة تصدى لها حارس الهلال.

مثل هذه الأخطاء هل نربطها بحالات الدفع والمساندة التي يجدها الفريق الأولمبي النصراوي في مبارياته..

في لقاء الأهلي والنصر احتسب الحكم (الشهري) ضربة جزاء مضحكة للبيشي وهو يسقط (ممثلاً) خارج المنطقة لتحتسب داخلها ويُضاف لها هدف باليد من ريان بلال لتفاجئنا اللجنة بتكليف نفس الحكم للقاء الوطني والنصر في تبوك.. نعم كرّمت الحكم على ما فعله وأعادت تكليفه للنصر.. فهل يعقل ذلك؟!

حقيقة المتابع للوضع التحكيمي يُصاب بإحباط وخيبة أمل كبيرين حينما تظهر أخطاء مثل هذه وتكشف شيئاً مما يدور في اللجنة وعلاقاتها مع الأندية!!

لمسات

** أخيراً غادر جاسم ياقوت كرسي رئاسة مجلس إدارة نادي القادسية.. لكن هذه المغادرة جاءت بعد خراب مالطا وبعد أن أسهم في فقدان الفريق لنجوم وهبوطه المنتظر للدرجة الأولى.. فهل يتحمَّل من أصر على استمرار الياقوت ذلك؟!

* * *

* السماح بتواجد أعضاء الشرف مع الفرق داخل الميدان كما حدث في لقاء الهلال والنصر ينتج عنه بعض الأمور المؤثرة على اللاعبين كما فعل أحد أعضاء شرف النصر بتحديه لياسر القحطاني أن يسجل في النصر هدفاً.. وذلك قبل المباراة بدقائق.. فكيف هو انعكاس مثل هذا الأمر على اللاعب.. وماذا لو أن لاعباً غير ياسر هو من تعرض لهذا الاستفزاز كيف سيكون الوضع؟.. حقيقة الموضوع من الأهمية بمكان بحيث لا يتم السماح لهذا العدد الكبير من المنتسبين للأندية بالتواجد في أماكن لا يجب أن يكونوا فيها!

* * *

* بالقرارات الأخيرة للجنة الاحتراف المتمثلة بالسماح بانتقال من أكمل الـ23 عاماً من اللاعبين دون موافقة ناديه نكون فتحناها (مجرى) أمام الأندية الكبيرة لتفترس الأندية الصغيرة وتأخذ لاعبيها عنوة وبقوة النظام.. ولذلك انتظروا أن يكون لدينا مستويان في الدوري أربعة أو ثلاثة كبار والبقية في المؤخرة.. فأندية الوسط لا وجود لها مستقبلاً وستشاهدون..!

** استحق المنتخب المصري الشقيق الحفاظ على لقبه بطلاً لكأس الأمم الإفريقية.. فقد كان فريقاً رائعاً هزم كل من قابله بالروح والحماس والأداء العام فنياً ولياقياً وتكتيكياً.. فهنيئاً للإخوة في مصر وهنيئاً للعرب إنجاز الفراعنة.



لإبداء الرأي حول هذا المقال أرسل رسالة قصيرة SMS  تبدأ برقم الكاتب 6469 ثم إلى الكود 82244

 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد