Al Jazirah NewsPaper Friday  15/02/2008 G Issue 12923
الجمعة 08 صفر 1429   العدد  12923

نبض المداد
بكر أبو زيد
أحمد بن محمد الجردان

 

هكذا هي الدنيا دار فراق وليست دار قرار، والموت فيها قدر محتوم لا مفر منه؛ فكلنا راحلون لا محالة، ورحيل علماء الأمة ليس كرحيل غيرهم؛ لأنهم ليسوا لأهلهم فقط بل هم للأمة جمعاء، والأمة تصاب بمصاب جلل عند فقد العلماء الذين ينيرون بعلمهم ظلمات الحياة، ونحن في هذه الأيام نعيش ألماً عظيما وحزنا كبيرا بفقد العالم الجليل الشيخ الدكتور بكر أبوزيد - رحمه الله - فسيرته زاخرة بالإنجاز تلو الإنجاز، وعطاؤه بلغ نفعه الآفاق؛ فإن جئنا لسيرته العملية فقد اختير للقضاء في المدينة المنورة كما عُين مدرسا بالمسجد النبوي الشريف، فدرس فيه الفرائض والحديث، ثم انتقل إلى الرياض حيث عُيّن وكيلا لوزارة العدل، كما أنه عضو لمجلس القضاء الأعلى، وقد مثل المملكة في مجمع الفقه الإسلامي الدولي، ثم عين رئيسا له، إضافة إلى أنه عضو في المجمع الفقهي برابطة العالم الإسلامي وعضو في هيئة كبار العلماء، وعضو في اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء.

أما إن جئنا لعطائه في التأليف فهذا العلم الشامخ في سماء العلم والعطاء والتعلم والتعليم والخطابة له مؤلفات كثيرة أثرت المكتبة الإسلامية، منها: (معجم المناهي اللفظية)، ويليه (فوائد في الألفاظ)، وكذلك كتاب (براءة أهل السنة من الوقيعة في علماء الأمة)، وكتاب (بدع القراء القديمة والمعاصرة) وكتاب (السبحة.. تاريخها وحكمها)، وكتاب (هجرالمبتدع)، وكتاب (خصائص جزيرة العرب)، وكتاب (حلية طالب العلم) وكتاب (بطاقة الائتمان)، وكتاب (تسمية المولود) وكتاب (الإبطال لنظرية الخلط بين دين الإسلام وغيره من الأديان)، وكتاب (درء الفتنة عن أهل السنة)، وكتاب (تصنيف الناس بين الظن واليقين)، وكتاب (حِرَاسَةُ الفضِيلَة).

الحديث عن هذا العالم الجليل لا تكفيه هذه المساحة، ولكن ما كتبته ما هو إلا وقفة تأمل عابرة في سيرته - رحمه الله - ووقفة وفاء صادقة أدعو في ختامها أبناء الشيخ وطلابه ومحبيه إلى حفظ علمه؛ وذلك بنشره في الآفاق من خلال مؤسسة علمية تحمل اسمه، تقوم على طباعة كتبه وإطلاق موقع على شبكة الإنترنت لمؤلفاته وكل إرثه العلمي وسيرته العطرة.

خاتمة

قال الشاعر صالح العمري وهو يرثي الشيخ بكر أبو زيد - رحمه الله-:

أبا زيد.. يا بكر المكارم والندى

رحلتَ وفي أكفانكَ العلمُ والمجدُ

وقد كنتَ للأيامِ قرّة عينها..

فيا ضيعة السلوى وقد عظُمَ الفقدُ

وقفتَ على صرح الفضيلة حارسا

وفي كفّك القرآنُ والعقلُ والرُّشدُ

amaljardan@gmail.com

 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد