Al Jazirah NewsPaper Friday  15/02/2008 G Issue 12923
الجمعة 08 صفر 1429   العدد  12923

صرح الهدى ما أعظمه!
شعر: عبدالرحمن صالح العشماوي

 

أمر الرسول صلى الله عليه وسلم (وَبْر بن يَحنَس) الأنصاري ببناء مسجد صنعاء في بستان باذان عند الصخرة المُلَملَمة، وأمره أن يستقبل به القبلة من جهة جبل (ضِين) الضخم، وأثبتت الخرائط الحديثة كما أشار إلى ذلك بحث كتبه الشيخ عبدالمجيد الزنداني أن اتجاه قبلة مسجد صنعاء متجه إلى الركن اليماني بدقةٍ عجيبة، فكان هذا دليلاً مضافاً إلى عشرات الأدلة على صدق نبوة محمد صلى الله عليه وسلم الذي لم يزر صنعاء ولم يعرف جبل ضين، ومع هذا حدد القبلة هذا التحديد الدقيق.

صورة هزَّت أغصان شجرة المشاعر فتناثرت منها هذه الأبيات:

صرح الهدى، ما أعظمه!

صرح علا مصافحاً

من الفضاء أنجمه

كواكب الفضاء في

ثيابه كالأوسمه

ذُراه بالغيوم في

آفاقها معمَّمه

صرح تمر الريح من

أمامه مستسلمه

والبحر يطوي موجه

وروحه مهشَّمه

كم موجةٍ عارمةٍ

ترتد عنه مرغمه

صرح تتوق الشمس في

عليائها أن تلثمه

تهدي إليه نورها

ضاحكة مسلِّمة

كأنَّها فاتنة

عاشقة متيَّمه

***

صرح الهدى ما أعظمه!

صرح بنى شموخه

في أرضنا وقوَّمه

من جاء بالهدى لنا

والسنة المعظَّمه

مبلِّغاً عن ربِّه

شريعةً منظَّمه

بلَّغها صافيةً

كاملةً متممه

***

صرح الهدى ما أعظمه!

بناه خير مرسلٍ

رب العباد كرمه

أوحى إليه وحيه

فهَّمه وعلَّمه

فلم يكن عن الهوى

ينطق أدنى كلمه

ظلَّ نبياً باذلاً

في نصرة الحق دمه

بنى لنا الصرح الذي

أتقنه وأحكمه

وحينما أكمله

إلى الرجال سلمه

***

صرح الهدى ما أعظمه!

مضى الزمان راكضاً

وللعصور حمحمه

وللحياة ضجة

وللخطوب دمدمه

ففرقة سائرة

على الطريق مسلمه

وفرقة كافرة

سادرة مستوخمة

وصرحنا مازال في

شموخه، ما أعظمه!

كل الصروح حوله

واهنة مهدمه

ولم يزل معبِّراً

عن أمةٍ مكرمه

***

صرح الهدى ما أعظمه!

يا من يعيش غافلاً

شيطانه قد أوهمه

أما ترى في عصرنا

أدلةً مقدمة

إن كنت في تذبذب

والنفس منك محجمه

فانظر إلى الكون لكي

تدركه وتفهمه

في كل علمٍ نافعٍ

قضية مسلمه

في الأفق، في الأرض، وفي

عمق البحار المعتمه

يكفيك منها شاهد

يطرد عنك الغمغمه

في مسجد، آثاره

بما حوته قيمه

ترفع صنعاء به

هامتها مبتسمه

ميزه عن غيره

أن الرسول صممه

دل على مكانه

بثقةٍ وقسَّمه

محدداً قبلته

بدقةٍ منتظمه

لم يرها ماثلةً

لكن ربي فهمه

حقيقة ثابتة

خيولها مسومه

تنطق صنعاء بها

والصخرة الململمه

***

صرح الهدى ما أعظمه!

تساقطت من حوله

كل الصخور المظلمه

وظل صرحاً شامخاً

للمكرمات معلمه

يكفيه فخراً أن من

حدده وعلمه

خير الورى محمد

رب العباد قدمه

فضله عن غيره

وباليقين أكرمه

صلى عليه ربنا

من قالها زكَّى فمه

لإبداء الرأي حول هذا المقال أرسل رسالة قصيرة SMS  تبدأ برقم الكاتب 5886 ثم إلى الكود 82244

 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد