أغلب الأمراض الجلدية ليست بحالات إسعافية، لكن أي حالة مرضية في الجلد قد تكون علامة لمرض جسماني عام، مثلاً قد يعتبر الجلد الجاف أحد علامات الإصابة بخلل في الغدة الدرقية، والحكة الشديدة قد تكون علامة مصاحبة لأمراض الكبد أو أمراض الغدة الدرقية أو الكلى ونادراً ما تكون مترافقة مع الإصابة بالسرطان الجهازي.
أما تساقط الشعر فقد يكون مصاحباً لحالات مرضية مثل أمراض الغدد، فقر الدم الحاد، التأثيرات الدوائية، ونقص التغذية.
لذلك من الأفضل مراجعة طبيب أمراض الجلد عند الإحساس أو الشكوى من أي مرض جلدي، واليوم سنتطرق إلى الأمراض الجلدية التي تستوجب المسارعة بعلاجها كحالات إسعافية لا تحتمل التأخير.
أمراض الجلد الفقاعية
بالرغم أن أغلب الأمراض الفقاعية ليست بتلك الخطورة لكن يعتبر بعضها أمراضاً جلدية تحتاج إلى عناية ورعاية فائقة حتى تتعدى مرحلة الخطر. ومن أهم الأمراض الفقاعية الفقاع الشائع: وهو أحد الأمراض الفقاعية الذي يحتاج إلى رعاية طبية عاجلة، وهو مرض مزمن لكنه يبدأ في صورة حادة عند ظهوره، وهو ناتج عن تكون فقاعات مائية تصيب الغشاء المخاطي للفم وينتشر في بقية الجسم، لذلك يجب المسارعة في التشخيص والبدء في العلاج بجرعات عالية من الكورتيزون عن طريق الفم للحد من خطورة هذا المرض.
حروق الشمس: غالباً ما يحضر المريض للإسعاف باحمرار شديد يصاحبه التهاب جلدي يبدأ في الظهور على مدى ساعات قليلة بعد التعرض للشمس وقد يستمر بالزيادة حتى إلى بعد 12ساعة، قد يسهل علاج ذلك في المنزل بوضع كمادات باردة مع استخدام بعض كريمات الكورتيزون الموضعية، لكن في حالة تطور الحالة إلى تكوين الفقاعات الجلدية الكبيرة على سطح الجلد فيجب المسارعة كحالة إسعافية تحتاج إلى دخول وحدة الحروق حتى شفاء الجلد.
الالتهابات الجلدية المُعدية: تعتبر أغلب حالات الالتهاب الجلدي سطحية يسهل علاجها موضعياً أو عن طريق المضادات الحيوية، لكن عندما تكون الالتهابات عميقة وحادة فلابد من التدخل بصورة إسعافية ومثال ذلك:
التهاب النسيج الخلوي
CELLULITIS
فمن الممكن أن تكون هذه الحالة خطيرة جداً، تبدأ بالتهاب بكتيري عميق في أنسجة وخلايا الجلد، وتحدث لدى الأشخاص ذوي المناعة المنخفضة كما في المصابين بالسكري، وتكون صورته في البداية على شكل احمرار التهابي مع تورم وارتفاع في الحرارة ورعشة في الجسم، وتعتبر حالة إسعافية تعالج بالمضادات الحيوية سواء عن طريق الفم إذا أمكن أو الوريد في الحالات الحرجة لحماية المريض من التحول إلى درجة أشد أو ما يعرف التهاب الخلايا النخرية.
* الشرى (الارتكاريا): ويعتبر أكثر الأمراض الجلدية الإسعافية إذ يبدأ ببقع ولطخات حمراء شديدة الحكة ترتفع عن سطح الجلد على شكل تورمات جلدية قد تختفي خلال الأربع والعشرين ساعة اللاحقة، ثم يبدأ ظهور موجة جديدة منها.. وهكذا.
وأكثر أسبابها الضغط النفسي، حساسية الأطعمة والأدوية وغيرها، لكنها في حالة استمرارها فقد تكون علامة لالتهاب داخلي أو أمراض أخرى مثل أمراض الكبد، الغدة الدرقية، أمراض النسيج الضام مثل الذئبة الحمراء، لذلك ننصح دائماً بمراجعة اخصائي الأمراض الجلدية لتقييم ومتابعة الحالة.
وكحالة إسعافية تكون في شدتها عند تأثيرها على الغشاء المخاطي للفم والحنجرة، مما يسبب تورماً قد يعيق التنفس ويؤدي إلى الوفاة إذا لم تتم المباشرة في العلاج في قسم الطوارئ.
الحساسية المحدثة بالأدوية: وتبدأ رد فعل الأدوية على شكل طفح جلدي يشمل كامل الجسم، وقد يكون ردة فعل الأدوية (حساسية الدواء) ليست مباشرة بل خلال أسابيع، لذلك يجب التنبيه (أن من الممكن لأي دواء أن يسبب هذه الحساسية لدى أي شخص وفي أي وقت خلال استخدامه).
وقد تزول آثار حساسية الدواء بمجرد إيقاف استخدامه، لكن الخطورة تكمن عند معرفة المريض بوجود تلك الحساسية لذلك الدواء ولا يمتنع عند استخدامه لجهل المريض أو لعدم معرفة الطبيب بذلك، فإنه وبلاشك يؤدي إلى حالة خطيرة جداً تدعى (بفشل الجلد الحاد) Acute Skin Faliure بالإضافة إلى الطفح الجلدي قد يصاحبه تورم وتكون فقاقيع على الغشاء المخاطي للفم والأنف والعينين والجلد، وقد يصل أيضاً إلى درجة أشد من ذلك كما في TEN التي تعتبر أخطر أمراض الجلد الإسعافية إذ تؤدي إلى الوفاة إذا لم يتم التعامل مع هذه الحالة بالسرعة والكفاءة المطلوبة.
أخيراً أنصح الجميع بالمبادرة إلى اختصاصي الأمراض الجلدية في حالة تغير الحالة المرضية بسرعة أو إذا كان يصاحبها أعراض جهازية مثل ارتفاع درجة الحرارة أو الرعشة أو تكون طفح أو فقاقيع جلدية عامة.
استشاري الأمراض الجلدية والتناسلية وجراحة الليزر