Al Jazirah NewsPaper Wednesday  20/02/2008 G Issue 12928
الاربعاء 13 صفر 1429   العدد  12928
أوسكار كئيب لأفلام تفوح سواداً عكسها واقع مرير لأمريكا

لوس أنجليس - من آندي جولدبيرج - د.ب.أ

نصح أحد النقاد السينمائيين الأشخاص الذين ينوون مشاهدة الأفلام المرشحة (لجوائز الأوسكار)* هذا العام بتعاطي جرعة من الأدوية المضادة للاكتئاب. ووصف ناقد آخر الأفلام المرشحة بأنها تشبه رواية (قلب الظلام) للكاتب جوزيف كونراد التي حلل فيها الشر الإنساني.

وقد يبدو هذا الوصف مبالغاً فيه بعض الشيء بيد أنه ليس هناك من شك في أن الأفلام التي لاقت أعلى نسبة نجاح في الولايات المتحدة هذا العام تبعث على الكآبة. وتجبر هذه الأفلام مشاهديها على مواجهة مشاكل الحياة العصرية دون خوف.

كما يصفها المعلقون الثقافيون بأنها بمثابة الحالة التي يرثى لها لأقوى دولة في العالم. وتدور أحداث فيلم (نو كانتري فور أولد مين) أو (لا وطن للعجائز) الذي يتصدر ترشيحات أوسكار هذا العام بثمانية ترشيحات حول قاتل مختل ينغمس في حلقة من الانتقام بعد انكشاف أمر صفقة مخدرات ما يؤدي إلى سلسلة جرائم دامية في الغرب الأمريكي.

أما فيلم (ستكون هناك دماء) فهو ملحمة تدور حول أحد أباطرة النفط الجشعين. وحاز الفيلم على ثمانية ترشيحات أيضاً. وينتقد الفيلم القيم الأساسية للشركات الرأسمالية والتي يستند عليها النظام الاقتصادي للولايات المتحدة.

ويقدم فيلم الإثارة والتشويق (مايكل كلايتون) نقداً مماثلاً حيث يصور مجموعة من المحامين والعاملين في السلك القضائي يلقون بالأخلاق من النافذة كلما تعارضت مع مصالحهم الشخصية. ومن الأفلام المرشحة لحصد عدد كبير من جوائز الأوسكار هذا العام أيضاً فيلم (التعويض) وهو فيلم بريطاني يتناول قصة حب جرت أحداثها أيام الحرب العالمية الثانية كما يتعرض للخيانة والقتل. بل إن فيلم (ذا دايفينج بيل آند ذا باترفلاي) أو (الجرس الغاطس والفراشة) الذي رشح مخرجه جوليان شنابيل للفوز بجائزة أفضل مخرج هذا العام يتناول قصة حزينة لمحرر فرنسي في مجلة فرنسية يصاب بالشلل ويملي قصة حياته كاملة عبر حركات عينه بعدما تتسبب جلطة في إصابته بشلل كامل عدا عينه اليسرى.

وللمزيد من الكآبة رشحت الممثلة روبي دي لجائزة أفضل ممثلة عن دورها في فيلم (أميريكان جاجنستر) أو (رجل العصابات الأمريكي) حيث تلعب دور امرأة تصاب بالحزن لأن منزلها يتم شرائه بأموال دية في جريمة قتل.

ولا يتعلق الأمر بالمواضيع السوداوية التي تتناولها أفلام الأوسكار هذا العام فعادة ما تبتعد الجوائز عن أفلام الكوميديا الخفيفة أو أفلام المغامرات حيث تكسر غالبية الأفلام المرشحة القواعد وتأبى تقديم النهاية السعيدة الحتمية التي اعتاد عليها مشاهدو أفلام هوليود.

لذا تجد فيلم (سويني تود) لا يقدم نهاية تثير الأمل كما يصور فيلم (أواي فروم هير) أو (بعيداً عنها) قصة وفاة امرأة أصيبت بمرض الزهايمر أما فيلم (لا في أون روز) أو (الحياة الوردية) فيستعرض قصة حياة المغنية الفرنسية الأسطورة إديث بياف المليئة بالأشجان أيضاً.

ولم يفاجأ جيل جيتس منتج الحفل الثمانين لتوزيع جوائز الأوسكار بهيمنة تلك القضايا السوداوية على الأفلام المرشحة حيث قال: (نمر بأوقات غير مستقرة وتعكس الأفلام هذا الأمر).

وكان من بين أسباب هيمنة هذا المناخ الحزين على أفلام الأوسكار الأضراب الذي نظمه كتاب السيناريو في هوليود والذي استعصى على الحل حتى الإعلان عن المرشحين للجوائز. ويرى روبين جيفان من صحيفة (واشنطن بوست) الأمريكية أن ذلك يرجع أيضاً إلى المشاكل الأكبر التي تواجه الولايات المتحدة في بداية عام انتخابات الرئاسة المقبلة والتي أثرت على تفكير الجهات التي تختار المرشحين للأوسكار.

وأضاف جيفان (إن الأوقات التي نمر بها هي التي تعطينا الأفلام. وكأنما تريد هذه الأفلام أن تقول إنه في أوقات الحزن يكون آخر ما يريده المرء هو أن يحاول أن يستدر ضحكة من بين شفتيه. فأحيانا يكون الخلاص الأفضل هو البكاء).

* من المقرر أن يتم الإعلان عن الفائزين بجوائز أوسكار السينما 2008 يوم 24
فبراير الحالي (الأحد القادم)







 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد