Al Jazirah NewsPaper Monday  25/02/2008 G Issue 12933
الأثنين 18 صفر 1429   العدد  12933
الرئة الثالثة
نظرات حول التربية والمرأة والمرور!
عبد الرحمن بن محمد السدحان

(1)

تساءلتْ نفسي مرةً: هل من أمل يرجى لتنمية التربية في بلادنا؟

* فأجبْتُها: ولِمَ لا؟.. متى تخلّصتْ التربية من عُقد (الكمّ) في مضمونها وأدائها ومخرجاتها!

* متى تحوّلت من وسيلةِ (حقْنٍ) للذاكرة إلى أداة (اكتشاف) للمعرفة تعلُّماً تسيِّره مواهبُ العقل ونشوةُ الإرادة!

* متى غَدتْ وسيلةً لإشعال (غريزة) السؤال لدى صاحبها، وأغْرتْه بالبحث والتأمل والاستنتاج!

* متى صَارتْ جِسْراً يعبر عليه المرءُ إلى غدٍ يميّزُه عمّا كان، ويعينه على بلوغ ما يمكن أن يكون: عقْلاً ووجْداناً وسلوكاً!

* هنا قَاطعْتني النفسُ قائلةً: لكن هذه يا صاحبي (طوبائية) عسيرةُ المنال!

* فأجبْتُها: فلتَكُنْ كذلك كما تزعمين، ولكن، لنتّخِذْ من حدّها الأدنى غايةً تَسْتهْدي بها جهودنا، لا حُلماً تفسده فوضى اللاعقل في سلوكنا، وعشوائية الفوضى فيما نقدِّر ونقرِّر!

(2)

* وسُئلتُ ذات مرة: متى يفهمُ الرجلُ المرأةَ؟

* فقلت: متَى (اكتشف ) تضاريسَ مشَاعرها بشفَافيّة الصِّدق، ونُبْل السَّريرة، ونزَاهةِ الظنّ!

* .. متى أدرك حدودَ (القوامة) عليها، فلم يفرط ولم يغْلُ ولم يتجبّرْ، ليظلم نفسه ويظلمها معه نتيجةً لذلك!..

* متى أدرك ما له عليها من حق، وما لها عليه من حق، وكان كلُّ منهما بين ذلك قواماً!

(3)

* وسألتُ مرةً أحد المهتمين بشؤون المرور في بلادنا: ما سرُّ (تفوق) حوادث المرور عندنا على مثيلاتها في ديار أخرى؟

* فقال: السرّ هو (تفوّق) البشر في تلك الديار في تعاملهم مع السيارة.

* القيادةُ عندهم خلقُ أولاً، ومهارةُ ثانياً، ومسؤوليةٌ ثالثاً!

* أما القيادة عند بعضنا فتوجزها كلمات ثلاث: (حماقة) في الأداء، و(تسيّبُ) في الخلق، و(تجاهلٌ) لآدميّة (الآخر)!

(4)

* أخيراً، سألني مرةً صديق:

* لوْ لمْ تكن مَنْ أنتَ اليوم، فماذا كنت تتمنّى أن تكون؟

* فأجبْتُ:

* أتمنَّى لوْ كنتُ كَرَواناً يرسمُ بتغريده لوحةَ الوئام بين البشر، تجمع قسماتها بين رقة النسيم، وعذوبة الفجْر، ورَوْعة السَّحر! أو طائراً يسبح في الأجواء، فلا يضيره مطرٌ ولا قرُّ ولا عصفُ رياح، يمتصُّ رحيقَ الشجر، ويتنفسُ عبيرَ الجداول، يعانقُ الفجْرَ غُدُوَّاً، ويغفُو في حُضْن القمرَ ليلاً، ويشدُو بالفرح بينهما!

دعوة لابتسامة:

* قال عيسى بن زيد المراكبي: كان لي غلام من أكسل خلق الله، فوجهته يوماً ليشتري عنباً وتيناً، فأبطأ في العودة، وجاءني بعنب وحده، فقلت له: أبطأت، ثم جئتني بإحدى الحاجتين؟ فأوجعته ضرباً وقلت له: ينبغي لك بعد اليوم إذا استقضيتك حاجة أن تقضي حاجتين، ثم لم ألبث بعدها أن مرضت، فقلت له: إمضِ وجئني بطبيب على عجل، فمضى وجاءني بطبيب ومعه رجل آخر، فقلت له: هذا الطبيب الذي أعرفه، فمن هذا الآخر؟ قال: جئتك بطبيب ينظر إليك، فإن كان شفاؤك مرجواً، وإلاّ حفر هذا قَبْرَك!!



لإبداء الرأي حول هذا المقال أرسل رسالة قصيرة SMS  تبدأ برقم الكاتب 5141 ثم إلى الكود 82244

 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد