Al Jazirah NewsPaper Tuesday  26/02/2008 G Issue 12934
الثلاثاء 19 صفر 1429   العدد  12934
لما هو آت
وما بعد كفاية الله تعالى...؟
د. خيرية إبراهيم السقاف

أول الرسائل التي تصبحت بها من فتاة الزلفي تقول فيها: (الله يسعدك نريد الزاوية غداً دفاعاً عن حبيبنا المصطفى مشكورة *بنت الزلفي)...

يا الله وما تفعل الكتابة عن سيد المرسلين الذي كان يخاطب الناس بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم...؟...

ولكن:

متى يخاطب بالحسنى...؟

وكيف يكون الخطاب...؟ ولمن يكون...؟ ومتى يكون...؟ بل أين يكون...؟

عندما كانت قضية المسلمين الأولى هي دينهم... يحبونه ويؤمنون به... وبه يحبون ربهم تعالى فيحبون رسولهم صلى الله عليه وسلم... تحقق بالحب الأمثل هذا أن قامت دولة الإسلام قوية يهاب أفرادَها الجميع من القريبين منهم والبعيدين عنهم ويلتزمون معهم بشروط العهود وبنود المحالفات وشروط الجوار على أي دين يكون أولئك...

فكيف بهم لا يهابون رسوله العظيم...؟

لذلك انتشر الإسلام ولذلك قويت مكانة المسلمين وكان بالإمكان أن يبقى لهذا الدين ومن يدينون به المهابة ذاتها لو بقيت قضيتهم واحدة... لكن التاريخ يشهد بوهنهم وبما لحقهم من التمزق والشتات وما خضعوا له من الضعف والفقد للثقة في أنفسهم بل في دينهم فعصفت بهم أنواء السياسات والتوجهات وهيمنت عليهم القوى على اختلاف مصطلحاتها... وأصبح كل له أمره...

والمسلمون عندما أصبح المرجع لهم ليس قدوتهم الأول محمد بن عبدالله... بعد أن غدا المصدر لهم ليس كتاب الله... أخذتهم البوصلات لكل الاتجاهات فدانوا بضعف للقُوى التي أخذت بسُدة كلِّ تقدم وتطور... ومن ثم سخَّرت نواياها ضدهم...

فمن يكون أول المعرضين لهذه النوايا...؟ أليس رسول الله صلى الله عليه وسلم...؟

وما دام الله تعالى قد تكفل بكفايته فإنه فاعل...

أما الأقوال وصهيل الأقلام فليست غير تظاهرة يا فتاة الزلفي وأنا لا أحب التظاهر...

فحب رسول الله صلى الله عليه وسلم حين تتشربه القلوب وتروى به شعاب الأوردة والشرايين فإن الرد على أي هازئ ليس الكلام... والشاعر العربي قد قال:

(إذا نطق السفيه فلا تجبه

وخير من إجابته السكوت)

والسكوت هنا بنية الإجابة بالتنفيذ...

وأنتِ بلا ريب تعلمين إن لم تكن الإجابة فعلاً نافذاً فلا جدوى منها...

فما الذي نملك من الفعل يا فتاة الزلفي...؟

ألا تعلمين بأن الله تعالى قد بدأ كفايته لرسوله العظيم فعلاً...؟

إن أول كفاياته صلى الله عليه وسلم من ربه سبحانه وتعالى هي ما نقل عن أن المستهزئ الساخر بريشته التي سيصطلي بها يوم القيامة إن لم يشأ الله تعالى له التوبة والهداية قد شتته الله فلا مأوى له كما يخبرون إذ طُرد من سكنه وترفض جميع الفنادق والإيواءات أن يقطن فيها أو ينزل بقربها...

فالله تعالى كما وعد يمهل ولا يهمل...

وإن رسول الله صلى الله عليه وسلم في حماية ربه تعالى الذي يكفيه بعد موته كما كفاه في حياته..

ما يبقى هو أن يتنبه المسلمون إلى أن شتاتهم الآن قد زادهم ضعفاً لا قوة...

والضعيف جبهة للريح...

وما يبقى الآن هو أن يعرف النشء في البيوت المسلمة كيف يحبون ربهم ودينهم ورسولهم عليه الصلاة والسلام...

وهذا مناط القوة وعودة المياه لوجوه قد اعتلتها غربة الشتات.

والقوة درع أمام الريح...

فاللهم قوِ المسلمين وزدهم إيماناً وثباتاً وصلاحاً...

واجعلهم ريحاً تَدُك...

لا جبهة تنقَضَّ...

اللهم آمين...

***

سأغيب عنكم لأيام...

تقديري لكم ولرئيس التحرير وهو خير من يتحمل طوارئ الكتّاب في جزيرته...



لإبداء الرأي حول هذا المقال أرسل رسالة قصيرة SMS  تبدأ برقم الكاتب 5852 ثم إلى الكود 82244

 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد