Al Jazirah NewsPaper Wednesday  27/02/2008 G Issue 12935
الاربعاء 20 صفر 1429   العدد  12935
أوتار
نبض الشارع
د. موسى بن عيسى العويس

ضربة خاطفة للبنان، واستدعاء للسفير السوداني في بريطانيا، ومنع المحجبات من دخول الجامعات في تركيا، وإقفال مدرسة إسلامية في كندا، ونشر صور مسيئة للرسول في الدنمرك. هذه أبرز محاور الحروب النفسية التي ينتهجها أباطرة السياسة في الدول العظمى، أو الأحلاف السياسية والعسكرية الكبرى، ويتحينون الأوقات المناسبة، والظروف الملائمة لإثارتها، وهي بذلك الأسلوب تعد لوناً من ألوان الحروب، ونمطاً من أنماط اختبارات الذكاء والقياس والتقويم للدول النامية وشعوبها، ومعاهد البحوث والدراسات في تلك الدول ترصد وتراقب وتحلل وتجرّب على ما يسمى بدول العالم الثالث، أو مافي حكمها من الدول الناشئة.

* من المؤكد أن لكل شعب من شعوب العالم العربي والإسلامي وترٌ يداعبون به، فشعوب دول المواجهة تحركها الحروب، وشعوب الدول الدستورية تلهبها السياسة، والفقيرة يستثيرها الاقتصاد، والمتدينة يدفعها الدين، ولكل حكومة من الحكومات طريقتها في التعاطي مع الهيجان العاطفي لشعوبها؛ إما بالقوة والقمع، أو التخدير الوقتي، أو إغراقها بملذات الحياة وملاهيها. وهم بذلك يحسبون أنهن يحسنون صنعا.

* مما يلفت النظر، ويدعو للاستغراب أن بعض الدول المستهدفة لا ترى حرجاً في استخدام هذه الأنماط، أو مايشابهها مع شعوبها، إما بوعي منها، أو بدون وعي، فتمارس سياسة الإقصاء لنشطاء الأحزاب والكتل السياسية، وتفرض الحظر على بعض أقاليمها ذات التوجه، وربما ضيّقت على بعض الطوائف والأقليات على أراضيها. ومن الطبيعي أن يتمخَض عن هذه السياسات والمغامرات غير المحسوبة أجواء متوترة، وشعوب تمتليء صدورها بالبغضاء والحقد، وتفيض بالعداوة والمشاحنة، ومن الطبيعي كذلك أن ينشأ عن ذلك توقفٌ في مسيرة الإصلاح، وتعطيلٌ لمسارات التنمية على جميع المحاور.

* بعض الدول لاتلقي بالاً، أو لنقل تستهجن رأي الشعوب في بعض فترتها أو فتورها، إما بدافع التعالي، أو الاعتماد على قوى خارجية أسهمت في قيامها، أو الركون إلى قوة التنظيم السياسي الداخلي. والتاريخ يثبت أن الشعوب تغفو حينا من الدهر، لكن يقظتها سريعة، وتبعات تهورها أحيانا كبيرة.

* كبار الساسة يدركون أن الأمة العربية لها تاريخ واحد، وحضارة مشتركة، وأن الاستهداف والإبتزاز ليس موجها لدولة واحدة، بل هي رسالة للشعوب، وللقادة السياسيين، تضع وحدتهم ووطنيتهم وعقولهم، وقواهم المادية المعنوية والعسكرية على المحك. لا أدري، هل أدرك الجميع هذه الرسائل ؟. أ ه



dr_alawees@hotmail.com
لإبداء الرأي حول هذا المقال أرسل رسالة قصيرة SMS  تبدأ برقم الكاتب 7789 ثم إلى الكود 82244

 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد