Al Jazirah NewsPaper Wednesday  27/02/2008 G Issue 12935
الاربعاء 20 صفر 1429   العدد  12935
أضواء
غضب الله قادم
جاسر عبدالعزيز الجاسر

حذرت مراكز رصد الزلازل في الكيان الإسرائيلي وعلماء الجيولوجيا ومسؤولو الطوارئ من احتمال وقوع هزة أرضية تتركز في الأراضي الفلسطينية المحتلة منذ عام 1948 وتمتد إلى باقي أراضي فلسطين، وقد تطول الأردن وسورية وجنوب لبنان. الهزة الأرضية القادمة مثلما يشير العلماء في الكيان الإسرائيلي تؤخذ مأخذ الجد في إسرائيل.

وقد حذر رئيس سلطة الطوارئ الإسرائيلي (زئيف تسوك- رام) من أن إسرائيل ليست مستعدة لاحتمال وقوع هزة أرضية قوية قد تأتي على الأخضر واليابس.

وبحسب (زئيف) فإنه إذا كان الحديث عن 16 ألف قتيل، فيجب طرح التساؤلات (أين سيتم دفنها؟، وكيف يتم تخزينها إلى حين دفنها؟، وكيف يتم تشخيص الضحايا؟، وكيف يقدم العلاج الطبي لـ80 ألف شخص عندما لا تستطيع المستشفيات الإسرائيلية ذلك؟، وكيف يتم بناء (مدينة خيام) تتسع لـ400 ألف دون مأوى؟، وكيف سيقدم الطعام لهم؟).

وأضاف: المشكلة الأساسية هي في عدم وجود إجابة عن السؤال (من يصدر الأوامر ومن المسؤول؟).

وتأتي هذه التحذيرات على خلفية التنبؤ بوقوع هزة أرضية مدمرة، تشير التوقعات إلى أنها قد تؤدي إلى وقوع آلاف القتلى وعشرات آلاف الجرحى، وتدمير عشرات آلاف المنازل، بحيث يصبح ما يقارب 400 ألف شخص دون مأوى.

وتشهد المنطقة سلسلة من الهزات الأرضية الخفيفة المتواترة، كان آخرها قبل أيام في سورية ولبنان وشمال البحر الميت. الهزات الأرضية والزلازل والكوارث الطبيعية من عند الله، وهو شيء متوقع خاصة في المناطق التي تحتوي مكامن جيولوجية، والمنطقة المحيطة بالبحر الميت تحتوي على مكامن زلزالية لاحتوائها على تصدعات كثيرة، ولهذا يستند التخوف من حيث الدراسات العلمية.

إلا أننا نؤمن بأن الله إذا أراد أن يصب عذابه على قوم أو جماعة فلا حاجة إلى مسوغات علمية أو تغيرات جيولوجية أو غيرها من المتغيرات، ولكن وجود مثل هذه المبررات يعزز الفرضية لأصحاب التوجهات غير الإيمانية بإعطاء تفسير لما حدث والذي لا يخرج عن كونه عذاباً يوجهه الله لعباده الذين يتمادون في ارتكاب الآثام ومنها ممارسة الظلم والاستبداد وقهر الإنسان، والإسرائيليون طغوا وتمادوا في الطغيان.. والله يمهل ولا يهمل، وقد مد الله الإسرائيليين بكثير من وسائل القوة والمال وسخَّر لهم قوى دولية لحمايتهم والدفاع عنهم والتغطية على جرائمهم.

وبدلا من أن يعود الإسرائيليون إلى رشدهم ويرفعوا ظلمهم عن إخوة لهم في الإنسانية تمادوا.. وتمادوا كثيراً..

والآن جاء وقت الحساب إذ يعد تفشي الخوف والرعب الذي يسود أوساط الإسرائيليين -مختصون وعامة- عقابا نفسيا يسبق الزلزال.. وحتى إذا لم يحصل زلزال أو هزات فيكفي الرعب الذي يعيشه الإسرائيليون هذه الأيام.. عسى أن يتذكروا أن ظلمهم لن يدوم طويلاً.



jaser@al-jazirah.com.sa
لإبداء الرأي حول هذا المقال أرسل رسالة قصيرة SMS  تبدأ برقم الكاتب 11 ثم إلى الكود 82244

 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد