Al Jazirah NewsPaper Thursday  28/02/2008 G Issue 12936
الخميس 21 صفر 1429   العدد  12936
ثلاثة أرباع مرتباتهن تذهب للتقسيط
سعوديات «يودعن» مدخراتهن في الأراضي والمنازل.. ويهجرن الذهب!!

«الجزيرة» - فوزية الصويان

لم يعد شراء وجمع الذهب من المقتنيات الثابتة التي تحرص عليها المرأة السعودية كما كان الحال في السابق، وأكدت بعض السيدات إن النظرة اختلفت لديهن وتوسعت بعض الشيء بتوسع مجالات الاستثمار المتاحة أمام المرأة والتي لم ترجح كفه الذهب أمام الكثير من الخيارات الأخرى؟!. حيث رأين بأن اقتناء المنازل والأراضي خير لهن من اقتناء الذهب، وعن مدى الإقبال الكبير على مثل هذه الخيارات واتجاه الكثير من الموظفات إلى تقسيط مرتباتهن ليحصلن على تملك خاص (أرض أوعقار) بهن فبعضهن يحرص على اقتناء الأراضي وتقسيطها لضمان الربح خصوصاً وأخريات من أجل الحصول على أصل ثابت أو منزل.

وتقول سميرة العسبلي (مدرسة) إن الذهب لم يعد ضماناً مستقبلياً للمرأة في الوقت الحالي وحاله حال الأسهم على حسب المؤشر يكون، ولكن امتلاك أرض أو منزل خير ضمان وتأمين لمستقبلها. مضيفة إلى أن أمكانية التملك من خلال التقسيط فتح المجال للكثير من الموظفات، الأمر الذي جعلها لا تتهاون بدفع ثلاثة أرباع مرتبها لتقسيط المنزل الذي تسكنه مع أطفالها والذي تقدر أقساطه بأكثر من مليون ريال.

وعن السبب الذي جعلها تخطو هذه الخطوة تبين العسبلي بأن الذهب صحيح سعره فيه ولكن ليس بكل الأحوال ولكن المنزل مهما دفعت به فالأخير سيكون ملكاً وضماناً للمستقبل خاصة بعدما معاناتها مع ارتفاع إيجار المنازل والشقق وضياع الكثير من مرتبها في هذه الإيجارات التي هي في تزايد مستمر مما جعلها تفكر بأن تضع لها حداً.

فيما تشير ريم المطوع (موظفة) إلى أن التوسع الكبير في طرح المخططات الجديدة بين الحين والآخر جعل الكثير من الموظفات إلى التفكير باقتناء أراضي ومنافسة الرجال عليها، سواء بالتقسيط أومن خلال ما يملكنه من سيوله. وذلك لأن العقار يعد من أفضل المجالات المهمة للاستثمار كون المخاطر فيه أقل من الاستثمار في الذهب أو الأسهم.

مبينة أنها حرصت منذ سنوات على امتلاك العديد من الأراضي في كثير من المناطق بمساعدة أخيها الذي يؤمن لها الأسعار المناسبة لكل أرض إلى جانب أنها تعتزم أخذ منزل بالإقساط الميسرة متى ما أتيحت لها الفرصة وانطبقت عليها الشروط وذلك لضمان مستقبلها.

وعن نظرتها للذهب وهل يعد اقتناؤه ضماناً مستقبلياً بالأخص بعد ارتفاعه خلال السنتين الأخيرتين تبين المطوع بأن الذهب ورغم ارتفاعه لا يعد مطلباً بهذا الوقت وأصبح مجرد (زينة) فقط لدى الكثير من السيدات، فكلما ارتفع سعره كان الإقبال عليه قليلاً والبيع أفضل على عكس العقار وتملك الأراضي والمنازل فمهما ارتفعت الأسعار يظل مجاله مرغوباً والمخاطر به قليلة أو شبه معدومة، مبينة أنها استطاعت شراء أرض لها منذ 9 سنوات بـ60 ألفاً في منطقة شبه معزولة والآن مطلوبة للشراء بأكثر من 200 ألف ريال فهذا هو الفرق بين تملك الذهب والعقار.

من الجانب الآخر تبين سيدة الأعمال منال العامودي بأن الاستثمار العقاري بات من أولى وأهم المجالات التي تحرص عليها المرأة السعودية ولها إقبال كبير من جميع الطبقات حتى من قبل شريحة الموظفات، لما له من عوائد ربحية سريعة ومرتفعة، بالإضافة إلى أن مخاطره قليلة مقارنة بالمجالات الأخرى إلى جانب أنه مجال وإن تطلب رأس مال كبير، فبإمكان أية سيدة الدخول فيه من خلال التقسيط على دفعات من مرتبها. فالملاحظ الآن إقبال الكثير من السيدات بالأخص العاملات على استقطاع بعض من مرتباتهن لدفع تقسيط أراض أو منازل خاصة بهن.

مبينة بأنها تنظر إلى هذه الخطوة نظرة إيجابية لأنها تبين للكثير بأن تفكير المرأة السعودية دائماً تفكير جيد وموفق ومواكب لكل ما يحدث من تغير وتطور، إلى جانب أنه دليل على أن المرأة وأن قلت السيولة بيدها فبإمكانها أن توفرها بأي طريقه كانت وذلك من أجل الاعتماد على نفسها والسعي إلى الربح المضمون وتأمين المستقبل.

وروت في نهاية حديثها بأن إحدى السيدات وجدت نفسها بلا مأوى بعدما تزوج عليها زوجها وطردها هي وابنها، ولم تستطع مقتنياتها من الذهب أن توفر لها سواء إيجار الشقة التي تسكنها والذي يقدر بأكثر من 22 ألف ريال، وها هي الآن تكابد المعاناة للحصول على منزل بالإقساط من خلال مرتبها الضئيل وفي المقابل هناك زميلات لها موظفات استطعن الحصول على أراض ومنازل بالإقساط بينما هي لم تكترث حينها إلا باقتناء الذهب والمجوهرات! وهذه الحادثة تبين سبب حرص الكثير من السيدات على تقسيط مرتباتهن للحصول على منازل أو أراض خاصة بهن.




 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد