Al Jazirah NewsPaper Thursday  28/02/2008 G Issue 12936
الخميس 21 صفر 1429   العدد  12936
القيمة الاجتماعية للتربية
سعد بن محمد السبيعي

كثيراً ما يسأل الطلاب، وبعض أولياء أمورهم عن السبب في دراسة أبنائهم لكثير من المواد الدراسية، وإن رضوا ببعض المواد إلا أنهم يرفضون البعض الآخر، وهذا ما يقال عنه السهل الممتنع، ومفتاح إجابته مع المعلم التربوي، الذي يؤدي دوره من خلال فهم محتوى التربية وفلسفتها، وليس مجرد موظف يرى أن ما يقوم به مجرد وظيفة يتقاضى راتبها آخر كل شهر. لو استطاع كل معلم إقناع طلابه بأن كل مادة لها قيمة اجتماعية، توظف هذه القيمة في حل أو فهم إشكاليات الحياة اليومية، من خلال تطبيقها خارج أسوار المدرسة، وأن المعارف تزداد أهمية كلما تعدت حدود المدرسة إلى الحياة، وأنها ليست مجرد معارف يمتحن الطالب فيها نهاية العام، لو استطاع تطبيق هذا بمهنية احترافية، لتغيرت نظرة كثير من الطلاب للمدرسة وأهميتها. فمادة النحو مثلاً، ليست كماً هائلاً من القواعد النحوية التي تحفظ عن ظهر قلب، وإنما قواعد نوظفها يومياً عند قراءة القرآن الكريم، أو عند الاختلاف في سبب مجيء آية من الآيات بهذا السياق النحوي، أو عند كتابة خطاب من الخطابات، أو حتى جملة من الجمل التي نحتاجها يومياً، فإذا ربط الطالب ما تعلمه بهذا الموقف الاجتماعي الذي حدث له خارج المدرسة، لتغيرت نظرته تماماً لهذه المادة. والرياضيات، من منّا لا يتعرض لموقف للحساب في أي مكان، لو عرف الطالب بأن المدرسة التي يدرس فيها، أو البيت الذي يسكن فيه هو عبارة في مجمله عن الرياضيات التي يدرسها لأدرك أهميتها، ويسري هذا المفهوم الفلسفي على جميع المواد الدراسية التطبيقية والنظرية، لو آمن المعلم بهذا المفهوم معرفة وتطبيقاً، لتغيرت نظرة كثير من الطلاب نحو دراستهم، ولحرصوا على إتقان المهارات التي يمرون فيها في مدرستهم، وقد صدق المثل القائل فاقد الشيء لا يعطيه، فلا كثير من المعلمين يعرف مثل هذا، ولا الطالب يعرف لماذا يدرس هذه المواد، وإنما يتوقع أن الهدف دراسة وحفظ، واختبار في نهاية العام، ثم شهادة تؤمن له مستقبله الوظيفي.

نعم، هناك كثير من المعلمين بحاجة لإعادة تأهيل تربوي إجباري، وليس باختيارهم؛ حتى يدركوا مفهوم العمل الذي يقومون به.




 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد