Al Jazirah NewsPaper Friday  29/02/2008 G Issue 12937
الجمعة 22 صفر 1429   العدد  12937

سيد الأخلاق
سليمان بن عبدالكريم المفرج *

 

الحلم سيد الأخلاق، وقد حث الإسلام عليه؛ لأنه صفة نبيلة من شأنها تحبيب الناس لبعضهم وإزالة الشحناء ودحر الشيطان والقضاء على كثير من المشكلات في المجتمع. وقد كان لرسول الله قصب السبق في هذا المجال، وما قصة عفوه عن المشركين يوم الفتح المبين (فتح مكة) بخافية على أحد؛ فقد ضرب مثالاً رائعاً سيبقى خالداً في ذهن كل مسلم بل وحتى الكافر.

لقد آذاه المشركون أذى بالغاً، نال دينه وعرضه وشخصه سنين عديدة، وجاء اليوم الذي مكّنه الله منهم وحان وقت الانتقام، فوقفوا في لحظة ذلة وهم يترقبون نوع الأخذ بالثأر، فسألهم رسول الله عن شيء يدور في أذهانهم: (ما تظنون أني فاعل بكم؟) فقالوا: أخ كريم وابن أخ كريم. وهكذا حصحص الحق، فالحسدة الحقدة يعرفون فضل المحسود والمحقود عليه، لكنهم لا يعترفون به إلا عند الأزمات الحقيقية، فيا لضعف نفوسهم وخبث طباعهم.. فقال لهم رسول الله: (اذهبوا فأنتم الطلقاء). هكذا يكون المؤمن الصادق الواثق ببراءته ونزاهته، الذي يريد وجه الله والدار الآخرة. ولك أن تتخيل ماذا يحصل بعد مثل هذا الحلم الرائع! إنه تغرورق له أدمع وتجيش نفوس وتسلم أفئدة، فهلا تحلينا بسيد الأخلاق وكان لسان حالنا:

إذا أدمت قوارصكم فؤادي

صبرت على أذاكم وانطويتُ

وجئت إليكم طلق المحيّا

كأني ما سمعت ولا رأيتُ

هذه خاطرة أوجهها لنفسي ثم لزملائي في الميدان.

* الجوف - دومة الجندل salmfrj@hotmail.com

 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد