Al Jazirah NewsPaper Friday  29/02/2008 G Issue 12937
الجمعة 22 صفر 1429   العدد  12937
نبض المداد
سب الرسول بين العصبية والصمت
أحمد بن محمد الجردان

بكل أسف أجد أن كثرة الإمساس أفقدت الإحساس لدى كثير منا ولكي أكون واضحا في حديثي إليك - عزيزي القارئ - هذه المرة جاء رد فعلنا كأفراد تجاه من سخروا بالرسول صلى الله عليه وسلم ضعيفا إلى درجة أننا لم نشعر به ففي المرة السابقة كان لها وقفة تجاه أولئك الذين سخروا من رسولنا الكريم محمد صلى الله عليه وسلم أما اليوم وقد سخر به أولئك القوم في عدد من صحفهم لا في صحيفة أو صحيفتين كما هي المرة السابقة نجد أن الحراك ضعيفا إلى درجة أنه لا يذكر.

لا شك أننا إن نصرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقد قمنا بالواجب علينا وإن لم ننصره - لا قدر الله - فقد خسرنا شرف الدفاع عنه عليه والصلاة والسلام أما هو فلن يضره ذلك السفه من أولئك القوم شيئا فالله رفع ذكره وحفظ رسالته ونصر متبعيه، والمحبة له عليه صلى الله عليه وسلم ليست شعارات فقط بل هي محبة عملية فلا أقل من أن نترجم هذه المحبة التي نكنها في قلوبنا له صلى الله عليه وسلم بأن نتبعه وننكر هذا التجاوز الخطير جدا في حقه عليه الصلاة والسلام دون أن نخالف التعاليم الشرعية والأنظمة المرعية وأن نعي أن المنكر لا يجب إنكاره إذا ترتب عليه منكر أعظم.

ونحن نعيش بداية ظهور العصبية القبلية الممقوتة في القنوات الفضائية وفي المسابقات الشعرية نرى ذلك الحماس وتلك الغيرة على القبيلة وعلى أمجادها أجدني أتساءل بكل صدق: أين هذه الغيرة عند أولئك حين تكرر المساس بشخص رسول الله صلى الله عليه وسلم من خلال تلك الرسومات؟؟!!

وأختم بتعجب كبير جدا وهو أين تلك الأقلام التي تكتب دون وجه حق فتنال كذبا وزورا وبهتانا من الدعوة والدعاة وجمعيات تحفيظ القرآن وهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ونحو ذلك، أين هي من نصرة رسول الله صلى الله عليه وسلم؟؟!!، لماذا هي صامتة ساكنة لا حراك لها؟؟!!، أم أن الأمر لا يعنيها فلا فرق لديها إن سب رسول الله صلى الله عليه وسلم أم لم يسب؟؟!!، ألا يسمعون؟ ألا يشاهدون؟ ألا يقرؤون؟؟!!، حقا إنه عجب لا ينتهي!!

لا أظن بمسلم يؤمن بالله واليوم الآخر يقدم أي شيء على رسول الله عليه الصلاة والسلام بل نفتديه بأرواحنا وأهلينا وما نملك، إلا أنني أجد وبكل أسف أن الناس بحاجة إلى من يحيي فيهم الغيرة على رسول الله على شرط أن تكون غير محمودة العواقب وكما ذكرت آنفا أن لا يترتب عليها منكر أكبر.



amaljardan@gmail.com

 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد