Al Jazirah NewsPaper Friday  29/02/2008 G Issue 12937
الجمعة 22 صفر 1429   العدد  12937
حولها ندندن
جهود المحتسبات
د. جواهر بنت عبدالعزيز آل الشيخ

وردتني عدة استنكارات نسائية خطية وشفهية تحمل طابع أعمار مختلفة وتوجهات متنوعة، تحتج على من يتحامل على الداعيات في بلادنا الإسلامية العظيمة.

ورغم اعتراف الجميع في مجتمعنا المسلم بالدور الإيجابي الكبير الذي تقوم به أولئك الداعيات المصلحات في وطننا تجاه بنات جنسهن من إصلاح ودعوة لله وحث على الخير وتحذير من مخاطر المنكرات، بإشراف وقبول من الدولة - سددها الله - التي تعلم أن عزها من عز الدين.

بيد أنه تخرج لنا بين الفينة والأخرى أصوات نشاز، وإن كانت قليلة إلا أنها تحاول إلغاء هذا الدور النسائي الحيوي بجرأة عجيبة.

والغريب أنه يصدر من كاتبات نساء، فهل المرأة تغار من شقيقتها المرأة؟! أم أن المرأة نفسها أصبحت عدوة للمرأة؟! أم أنها جهود موجهة غير موفقة من حساد هذه البلاد لحرب الفضيلة وإيقاف جهود الدعوة لله؟

وكان من آخر هذه الاجتهادات غير الموفقة إحدى المقالات التي نُشرت في إحدى الصحف، كان الهجوم فيها على الداعيات عنيفاً، بدءاً من العنوان الاستفزازي الذي يقول دون روية: (أوقفوا هؤلاء الواعظات)؟.

ورغم أني لم أصدق هذا الأمر حينما أخبرت به في البداية، حيث تعلمنا من البحث العلمي وجوب التأكد من المعلومة قبل الحكم عليها بالصواب أو الخطأ، وهذا أيضاً هو منهج الإسلام في التثبت.

لذا فقد تأكدت من الموضوع للأسف بعد الدخول على موقع الكاتبة، ولكن الذي أبهجني هو تلك الردود القيمة العديدة من القراء والقارئات التي ردت بإيجابية وتنوع واعتراض على هذا الطلب الظالم المتسرع.

أَليس من الأولى بدلاً من أن نطالب بإيقاف جهود الصالحات المحتسبات، هو أن نطالب بإيقاف أصوات الضلال والانحلال التي ظهرت في وسائل الإعلام الخاصة المنتشرة بحرية نتيجة عصر العولمة؟ والتي تحتاج لمد إيجابي مضاد لمواجهة هذه الحروب الإباحية أو الشركية الشرسة.

وإن كان هناك مجال للنقاش في هذا الأمر الحيوي فهو المطالبة بالتركيز على جوانب الترغيب أكثر من جوانب الترهيب، وذلك لمواجهة إغراءات العصر المحمومة ولا سيما لدى صغيرات السن.

لأن كتاب الله الكريم لم يذكر آية تخويفية إلا أتبعها بآية تبشيرية، ولم يأتِ بآية تحذر من الناس إلا وأتى بعدها مباشرة بآية تشوق للجنة، والمتدبر للقرآن العظيم يلاحظ ذلك بوضوح تام، وأيضاً لأن الهادي البشير صلى الله عليه وسلم أمرنا قائلاً: (بشروا ولا تنفروا، ويسروا ولا تعسروا).

وهذا هو الذي تفعله معظم الداعيات الآن وفقهن الله تعالى سواء السبيل، ولا سيما أن معظمهن يحملن مؤهلات عليا عكس ما ذكرته الكاتبة.

ختاماً ما أحوجنا كلنا أن نأخذ في جميع آرائنا الكتابية والقولية بهديه الشريف عليه الصلاة والسلام القائل: (قل خيراً وإلا فاصمت).



g-al-alshehk@hotmail.com
لإبداء الرأي حول هذا المقال أرسل رسالة قصيرة SMS  تبدأ برقم الكاتب 9701 ثم إلى الكود 82244

 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد