Al Jazirah NewsPaper Friday  29/02/2008 G Issue 12937
الجمعة 22 صفر 1429   العدد  12937
المملكة وقضية فلسطين..جهود مخلصة ومواقف خالدة
مجاهد أبو دقة - الرياض

ظلت المملكة العربية السعودية تدعم قضية فلسطين منذ عشرات السنين، وتبذل الجهود الكبيرة من أجل استعادة الشعب الفلسطيني أرضه وحريته واستقلاله، وتساند هذه القضية التي شغلت أكثر من مليار مسلم في العالم، حيث قامت حكومة المملكة العربية السعودية، طيلة المراحل الماضية بتقديم كل الدعم المادي والمعنوي، واستمرت جهودها تتواصل حتى يومنا هذا، وسعت بمختلف الطرق والوسائل من أجل حل هذه القضية الشائكة والصعبة، وقدمت المبادرات الجريئة التي شهد لها العالم من أجل تحقيق السلام العادل، وتحقيق الأمن بقيام دولة فلسطينية مستقلة وعاصمتها القدس الشريف.

ولا يخفى على أحد ما قدمته المملكة بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز - حفظه الله - وسمو ولي عهده الأمين الأمير سلطان بن عبدالعزيز نائب رئيس الوزراء وزير الدفاع والطيران والمفتش العام، لهذه القضية المحورية لكل المسلمين، وذلك في مختلف الأصعدة المادية والمعنوية والفكرية والإعلامية وغيرها، مما وفر الجانب النفسي والاجتماعي والاقتصادي لأبناء فلسطين وهم يكابدون نير الاحتلال الظالم، بل يواجهون نيرانه المستعرة التي تحصد الأرواح البريئة الطاهرة بالعشرات بل المئات والآلاف، دون ذنب جنوه سوى أنهم يطالبون بحق مغتصب وأرض سليبة، ويريدون تطهير الأقصى الذي دنسته أيادي وأقدام اليهود، وهو أولى القبلتين وثالث الحرمين ومسرى المصطفى صلى الله عليه وسلم.لم تكتف حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز - حفظه الله - بالدعم المالي أو المعنوي التقليدي الذي تحاول كل الدول العربية والإسلامية القيام به للفلسطينيين، والذي يتجذر في وجدان كل الشعوب، حتى خارج إطار العروبة والإسلام باعتبارها قضية إنسانية ملحة، بل انتهجت المملكة - رعاها الله - نهجاً يفيض مصداقية وإخلاصاً، من خلال العمل على تقريب وجهات نظر الإخوة الفلسطينيين حتى يتوحد الصف الداخلي في مواجهة الاحتلال، لإدراكها أن الفلسطينيين لا يمكن أن يحققوا شيئاً وهم على خلاف، ولا أدل على ذلك من ميثاق (مكة المكرمة) الذي جمعت فيه قيادات الشعب الفلسطيني، من أجل جمع الكلمة ولم الصف وتوحيد الرأي ونبذ الخلافات، وتفويت الفرصة على العدو الذي يتربص بالجميع، ولا يفرق بين هذا أو ذاك.

أما الدعم المالي الذي تقدمه المملكة فهو ممتد منذ أجيال سابقة ولم يتوقف، لأنه نابع من مسؤولية إنسانية ودينية وأخلاقية، حيث تضع المملكة قضية فلسطين على رأس أولوياتها، وتبذل في سبيل ذلك كل ما يمليه الضمير الإنساني، من خلال الدعم المباشر والتسهيل على الفلسطينيين داخل أراضيها، وكذلك تسهيل مهمة اللجان الشعبية الفلسطينية التي تقوم بدور التنسيق والمتابعة وجلب الدعم الشعبي، وما إلى ذلك من مهام تصب في رصيد دعم القضية ومساندتها.

هذه المواقف الخالدة، والمبادئ الإنسانية العظيمة، والجهود المخلصة، ليست غريبة على المملكة، وعلى شعبها المتمسك بتقاليده الإسلامية التي تقوم على التكافل والتكامل والعون والأخوة الإسلامية، ولا على قيادتها الحكيمة التي تنظر إلى الأمور بنظرة ثاقبة وواعية وتضع الأمور في نصابها، وتلتزم واجبها الإنساني والإسلامي تجاه الدول والشعوب. ولا شك أن ما تقدمه المملكة من وقفات خالصة ودعم قوي، له مردود فاعل على صعيد تعضيد مواقف الفلسطينيين، وشعورهم بوقفة الأشقاء معهم في محنتهم، وتضامنهم معهم من أجل استرداد حقوقهم، وعلى رأسها إقامة دولة فلسطينية مستقلة عاصمتها القدس الشريف، وهذا ما تنادي به المملكة وتدعمه وتسعى إليه في كل المحافل، ونأمل تحقيقه في القريب العاجل بإذن الله، ونسأل الله أن يجعل ذلك في موازين الحسنات، وأن يحفظ خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين وكافة أبناء الشعب السعودي، وأن يجعل الأمن والأمان والاستقرار والرخاء والوفرة والتعاون سمات ملازمة لهذا البلد الطيب، والله ولي التوفيق.



mojahed11@windowslive.com

 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد