Al Jazirah NewsPaper Friday  29/02/2008 G Issue 12937
الجمعة 22 صفر 1429   العدد  12937
حول المعلمة!
سلمان بن عبدالله القباع

كثيراً ما تلقيت عبر البريد الإلكتروني مسائل تتعلق كثيراً بالمعلمة، نجد أن تلك المسائل لا تتعدى حقوقها، وخاصة المعلمة في المدارس الأهلية!.

الطالبة وهي في المرحلة الجامعية تسمع وتقرأ كثيراً عن معاناة المعلمة في المدارس الأهلية، تلك المعاناة تنعكس سلبياً ويقف الطموح وتبدأ حالة يأس المعلمة للتقديم بعد التخرج.

ولعل مسألة الأجر الشهري الذي تتقاضاه المعلمة هو ما يهم المعلمة، أجر شهري لا يتعدى (2000) ريال شهرياً، هذا الأجر لا يوفي بحق المعلمة وهي تقف لأكثر من أربع إلى خمس ساعات يومياً تجتهد وتعطي الرسالة التعليمية حقها، غير أنها ليست (رسمية) أي يجدد العقد حسب (مزاجية) المسؤول في المدرسة!.

إن المعلمة لا نعلم ما هي الأسباب الحقيقية لإعطائها أجراً شهرياً قليلاً، هل هو لقلة المردود المادي للمنشأة التعليمية التي تعمل بها؟.

هل هي السياسة التعليمية التي تتخذها المنشأة (الكسب المادي فقط) من الأجر السنوي من الطلاب والطالبات؟.

لقد قامت الحكومة الرشيدة - حفظها الله - بدعم تلك المدارس سنوياً لتغطية ما يجب وتخفيف الضغوط على المدارس الحكومية، ومع ذلك المعاناة تزداد سنوياً، حقوق ضائعة للمعلمة في المدارس الأهلية، لا يوجد نظام أو مرجعية بأنظمة توضح للمعلمة ما لها أو عليها!.

تختلف المعلمة في المدارس الأهلية عن المعلمة في المدارس الحكومية، تأتي تلك الاختلافات عن طريق المسمى فقط، (معلمة رسمية) والأخرى (غير رسمية) مع تشابه الأداء الوظيفي فيما بينهما من توصيل المادة التعليمية للطالبات، وقد تحدثت مع القريبات وتقول بالحرف الواحد: أخرج من المنزل الساعة السادسة وأرجع الساعة الواحدة ظهراً، في اليوم ثلاث حصص وفي بعض المرات 4 حصص، آخذ يومين فقط في الفصل الدراسي الواحد ما هو مسموح به، وعند غيابي - لا قدر الله - يحسم من راتبي يومين!!.

المرأة معرضة للغياب لأسباب عدة وراتبي لا يتعدى 1800 ريال شهرياً وتخصصي الحمد لله مطلوب ولكن الشكوى لله!! معاناة نتحسر لها كثيراً.

هذا غيض من فيض أعزائي، كم معلمة لدينا في المدارس الأهلية؟. والمشكلة أن كل مدرسة لها نظام، وكل نظام ليس له مرجع وثابت من وزارة التعليم!!.

من يحميهن من القرارات التي تتخذ مكتب المديرة مرجعية لتلك القرارات؟.

احتضان معلماتنا من المفترض أن يكون من اهتمامات من يملكون تلك المدارس، فهناك معلمات قدر الله لهن أن يعلن أسرتهن، ولا يملكن إلا الأجر المُعطَى (القليل) لصرفه على الأسرة، وهناك من تعاني لا حول لها ولا قوة!

ضالة المعلمة في الأجر الشهري المعطى، هو ما يطفئ النار، كثير من المعلمات يتنقلن من مدرسة إلى أخرى بسبب الأجر الشهري، وكل مدرسة مع الأسف لا تبحث عن التخصص بقدر ما تهتم كثيراً بعملية زخرفة المدرسة وإعطاء المظهر الخارجي للمدرسة عناية خاصة!.المعلمة في المدارس الحكومية أقل تقدير لها إجازات سنوية واضطرارية وحقوق ويكفي أنها (مثبتة ورسمية)، مع أننا نطالب كثيراً بتقاعد المعلمة بعد 15 عاماً من الخدمة وإعطائها نصف الراتب، وتتفرغ بعدها للمنزل وأولادها. بعكس ما هي عليه الآن (20 سنة و 21 سنة وتقبض نصف الراتب)، ولعل المعلمة في المدارس الخاصة أو من يجلسن في بيوتهن ينتظرن (رنين الهاتف من تعليم البنات) هن المستفيدات من تقاعد المرأة مبكراً لكي تتاح لهن الفرصة.المعلمة في المدارس الأهلية نتمنى كثيراً أن ينظر في وضعها، لكي يكون لديها مردود إيجابي ويساعدها على توصيل الرسالة التعليمية على أكمل وجه.



* s.a.q1972@gmail.com

 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد