Al Jazirah NewsPaper Friday  29/02/2008 G Issue 12937
الجمعة 22 صفر 1429   العدد  12937
مقدمة العدد
تغيير الذات.. ورفض الفشل

ساقني إلى هذا أنه وقع لي منذ أمد ليس بالبعيد في (جلسة قضائية مستقلة) أن أحد كبار الموظفين زارني مبديا أنه غير مرغوب فيه من قبل: (مدير عام الشركة) وحين تركته يتحدث على سجيته والألم يعصره أدركت فعلاً أنه مُساءٌ إليه بحال ما، وقد (رُكن إلى الأعلى) بدون عمل لأنه كما قال: إنهم يقولون عنه: لا يُحسن العمل الإداري وأنهم جفوه دون ندب ولا انتداب).

لقد أبديت حقاً معه تاطفي تعاطفاً.. بعد ما علمتُ أن كافة من حول هذا.. المدير.. هم الذين يعملون وليس له إلا الحضور والتوقيع ولكون هذا المسكين يحضر مبكرا وله جهود كبيرة في الأداء مقتوه، وأخيراً قرر ترك الشركة وبعد سنين كما حكى لي بنفسه مات لمدير عام هذه الشركة (ابنان) والثالث مريض وآخران معه حالتهما حالة، وهما يعملان بمكتبة من البيت فقط.

لقد جاءني شاكياً.. ومُستشيراً كيف يصنع؟

إنه ذو ألم وكثير الدعاء والحسرة وهو الآن دون عمل.. فعلاً.. إلا ممن يعرف حالته 100% فهم يواسونه سراً.

1. قال: كيف أصنع؟

2. كيف أقرر مصيري؟

وبعد ثلاث جلسات مطولة كانت الأخيرة لمدة (ساعتين) ناولته هذه الورقة والتي أفادته كثيراً بعد توجيه له كيف يتعامل معها، ولما كانت هذه الورقة ذات أثر بالغ فإني أنقلها هنا لما قد يكون من الحاجة إليها جاء فيها مايلي:

(إن العمل لتحوير المصير الفردي والبدء في تنظيمه ولا يبالغ في العداوات لأنه لا يبلغ أهدافه من جهة نفسه لا بتحصيل ميزات شخصية أولية تجعل المرء قابلاً للمياه وأشجانها من جهة، قادراً على إخضاع القوى العمياء في نفسه وفي محيطه من جهة ثانية.

والميزات الشخصية المطلوبة لتنظيم المصير جملة وتحويره كما يلي:

1. وفرة الطاقة العصبية اللازمة لأداء المهام فمن المعلوم أن الصحة صحة الجسم أساس كل نشاط وكلما كان المرء معافى استطاع أن يبذل من نفسه الجهود التي تلزمه في تحقيق أغراضه).

هذه هي الأولى

ثم جاء في الورقة كذلك: (إن عادة التأمل وعادة التماسك، وتجنب الثرثرة، والابتعاد عن كل ما يهيج، والتفكير قبل التقرير، وقلة الاهتمام بالشهرة والظهور. والسير المنتظم في تنفيذ خطة عملية مدروسة -كل ذلك مما يزيد في الطاقة العصبية ويجعلها في متناول المرء ساعة يحتاج إليها).

2. التفكير اليومي في الأعمال اليومية:

لا غنى لمن يطمح إلى تبديل مصيره عن ربع ساعة يخصصها في كل يوم للتفكير في شؤونه الخاصة بحيث يصرفها تصريفاً واعياً.

3. مقاومة القوى العمياء:

القوى العمياء هي: الجهل، الاسترسال الشهوات، الحرص، حب المضاهاة، نشدان الاستحسان، البغض، التكسب بالدين، الحسد، التجارة باسم الغير، طلب اللذة، عدم الاهتمام بالمستقبل.

4. الهدوء أمام الصعوبة:

حاول دوماً أن تكون: هادئاً لا تجعل لأحد مهما علا مقامه سبيلاً إلى زعزعة أعصابك واضطراب تفكيك، ولا تجعل لحادث سبيلاً إلى إشاعة الفوضى في كيانك النفسي). إلخ.

(سلطان الإرادة)
لخصه/أ. عبداللطيف شرارة نقلتها بتصرف
وأذكر كثيراً كم أفادته هذه الكلمات حين ترجمها إلى واقع عملي واع مستمر بتقوى وورع، ويشبه واقع هذا الأستاذ الفاضل واقع آخر وكان في موقع ممتاز جداً وفي حال غفلة ما استخرج له ولزوجته وولده وثلاثة من أبناء زوجة أبيه أراضي بمساحة (900م) بل نال: مادة ضخمة متدرجة وحين أفاق ضاق ذرعاً بحيلته واستغلاله مركزه متى أعاد ذلك كله وهو اليوم بعد نظر ما رسمته له في حياة صالحة شعر أنه يلقى الله جل وعلا وهو في خير وحمله خفيف.

والمهم في هذا كله هو أن يتفاءل الإنسان أن يبتهج للحياة أن يعيش يومه أن يحذر ما وسعه الحذر من الإساءة للغير أو أن يكون (أداة يستغله غيره) ثم هو يتجرع الندم أبد الدهر، ويتوقع ويُحس بع ذلك أن كل صيحة عليه أن ينطلق الإنسان من ثقة ووعي وإدراك لواقعه وتعنُّت جيد دون مبالغة أو تهويل أو يقصد حقداً ما أو إضراراً بأحد.

وفي (قصة يوسف) لمن تأملها ببصر ناقد وبصر واع مُحيط يجد كيف هي التفاؤلات اليقينية والصبر الواعي الجميل وحسن الظن بالله تعالى واستشعار عظمته وتسديده ونصره.

صالح بن سعد اللحيدان - جدة



 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد