Al Jazirah NewsPaper Saturday  01/03/2008 G Issue 12938
السبت 23 صفر 1429   العدد  12938
أضواء
كليات مجتمع لتخريج أطباء
جاسر عبدالعزيز الجاسر

رفعت وزارة الصحة رواتب الأطباء غير السعوديين الذين يتم التعاقد معهم من خارج المملكة, والسبب الذي دفع الوزارة هو المنافسة من قبل جهات خارج المملكة ودول تواجه نقصا في الأطباء والعاملين في الأجهزة الصحية كالممرضات ومساعدي الأطباء, وقد كشفت مصادر طبية أن وفوداً من أستراليا ونيوزلندا وصلت إلى المملكة ونشرت إعلانات في الصحف الناطقة باللغة الإنجليزية تطلب فيها مقابلة الأطباء والممرضات من جنسيات معينة من أجل إبرام عقود معهم للعمل في تلك الدول, ويذكر المصدر أن تلك الوفود تعرض ضعف الرواتب التي يتسلمها هؤلاء الأطباء والممرضات بالمملكة, ولهذا فقد تقدم الكثير منهم باستقالاتهم من أجل العمل في أستراليا ونيوزلندا.

وهؤلاء الأطباء والممرضات اللواتي اقتنصن الفرصة لا لوم عليهم وعليهن, فهؤلاء لم يتركوا بلادهم من أجل سواد عيون السعوديين بل من أجل تحسين دخلهم ورفع مستواهم المعيشي, وسوق العمل يخضع للعرض والطلب, وبما أن المعروض من الأطباء والممرضات قليل وقليل جداً من أبناء البلد بسبب بيروقراطية القبول والتعليم في كليات الطب وقلة كليات التمريض, فإن الطلب يزداد وسوف يزداد بصورة مطردة لزيادة معدلات السكان في المملكة, وإذا كان المستهدف توفير طبيب لكل عشر أسر فإن المملكة محتاجة إلى عشرات الآلاف من الأطباء وضعفهم من الممرضات, وفي ظل ما هو معمول وفي ظل نقص وقلة كليات الطب وكليات التمريض فإن رفع مرتبات الأطباء والممرضات غير السعوديين لا يمكن أن يحل المشكلة لأن كل زيادة ستتبعها زياده وهلم جرّا.

إذن ما هو الحل؟

الحل هو التوسع في إنشاء كليات الطب وكليات التمريض, والتخفيف من شروط القبول في هذه الكليات, هذه الشروط أشبه بالتعجيزية وسبق أن انتقدها وزير الصحة الدكتور حمد المانع, ولوزارة التعليم العالي تجربة رائدة وناجحة أدت إلى التوسع في التعليم الجامعي من خلال إنشاء كليات المجتمع التي تقدم خدمات رائعة, أولاً بقبولها آلاف الطلبة والطالبات, وثانياً تأهيل هؤلاء الطلبة للدخول إلى الجامعات والتخصصات التي حالت معدلاتهم دون الدخول إليها, ورفد سوق العمل بخريجين من أبناء البلد.

كليات المجتمع عالجت القصور في نظام الاختبارات وضعف التعليم العام فهناك الكثير من الطلاب وجد الفرصة في كليات المجتمع للتفوق وأخذ نصيبهم في الجامعات بعد أن تفوقوا في التعليم الجامعي عن طريق كليات المجتمع.

ولهذا فإن هذه التجربة وسيلة ناجحة لتعميم كليات طب على غرار كليات المجتمع, والتوسع في إنشائها في جميع المحافظات والمدن الكبرى، تمنح دبلومات يتخرج طلبتها مساعدي أطباء أو ممرضات، والذي يتفوق يكمل دراسته في كليات الطب ليتخرج طبيباً يجعلنا نستغني عن الطبيب غير السعودي.



jaser@al-jazirah.com.sa
لإبداء الرأي حول هذا المقال أرسل رسالة قصيرة SMS  تبدأ برقم الكاتب 11 ثم إلى الكود 82244

 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد