Al Jazirah NewsPaper Saturday  01/03/2008 G Issue 12938
السبت 23 صفر 1429   العدد  12938
ملاحم الزمان والشعور بالأمان
عبير بنت محمد النمر

إذا فكرنا مجرد تفكير بما يحدث اليوم وما المصير في هذا العالم!.

فسنجد أحداثاً وملاحم.. قد نستغربها أو ننكرها والمشكلة أنها وليدة زمن قديم، لكن -للأسف- من الصعب علينا أن نرضي الإنسان وأن نقنعه بأنه يعيش في وضع عاشه العالم منذ قرون غابرة.

وعيش نفسه منفصلاً تماماً عن الدمار وعن الأحداث، لكن لو نفكر من ناحية أخرى نجد إيجابية في التفكير لدى هذا الإنسان.. جميل أنه يملك أملاً مغايراً لقوانين الدنيا وقوانين هذا الكون الذي اعتاد المعارك واعتاد أنواع الظلم والأحزان، يصنع لنفسه قوانين ترسم له آمالاً لكن الأمل سيصير إلى الموت.

كيف يجد الأمل منزلاً ومكاناً في هذا العالم المتعطش إلى الأمل؟؟!!.. لن يعيش الأمل في هذا العالم حتى يتغير هذا الإنسان ويصبح إنساناً بحق في هذه اللحظة سيجد الأمل أبواباً تفتح له من كل مكان.

أين القلب الذي لا يظهر إلا في شاشات التلفاز في مسابقات الحب والغرام! ولم أجده إلا مرسوماً بإتقان! لكنني للأسف لم أجد له أثراً في عالمنا الواقع في المواقف التي تحتاج القلب الحقيقي الذي يهتم لما يدور حوله.

أين القلب الذي يألم لمنظر الدماء ويحترق لقطع الأشلاء, يقتل الطفل بلا أسباب, يقتل الظالم بلا حساب, وتقفل تلك الأبواب.. الأبواب التي لا أظن أنها ستفتح في يوم من الأيام. أتدري أن من طباع الإنسان أنه فنان كل شخص وله فنه.. الذي بالظلم فنان, وبالخير فنان.. والذي بجداره عاش إنسان.

سأوضح لك يا ابن آدم نقطتين.. أتعلم أن الصداقة لم يعد لها في هذا الزمان مكان!! كيف وفطرة هذا الكون لا تكتمل إلا بالصديق؟, لكن المشكلة أن الإنسان صار مثل النجم الساطع الذي كاد نوره يخفي ويغطي على نجوم الكون!!.

تأمل في الغيم من المحال أن تجده وحيداً! لابد من غيم بالقرب منه لحظة بلحظة إلى أن يتوارى عند المغيب، وإذا رأيته وحيداً سرعان ما يتلاشى ويختفي! وسأقول لك شيئاً آخر سأزيده ولكن لن أعيده.. إذا طلبت أن تعيش بفرح أيام وأيام دون دموع ودون حزن يكدرك, تذكر أنك إنسان تذكر أنك أتيت إلى هذه الدنيا باكياً بدموع حرقة وألم وأنت لا تدري لحظتها ما هي الدنيا هل هي مكان أنس أم حزن؟, لا تقل لي كانت تلك الدموع والبكاء صرخة حياة.. إذا كانت صرخة من غير حسرة أعدك أن أسكت ولا أفسر لك أي واقع.

لكن فطرتك أنت كإنسان أن الحزن منك وفيك, منك لأنك بشر، وفيك لأنك خلقت لدنيا كلها مشقة وتعب هي اختبار من ينجح ومن ينهار؟ أعطِ لنفسك فرصة للحياة على ما فطرها خالقها.. ابكِ واضحك وعشْ الواقع، لا تعش قصة بريء انظلم وعذبه سجان، عش قصة عبد مخلص لربه قوي بإيمانه مصيره الجنان.. صدقني أنت الفائز حينها وغيرك الخسران. أشعل هذا الكلام مصباحاً يضيء دربك ولا تدع نسمة الدنيا تطفئه إذا أتت لحظة موتك ستنطفئ معك.




 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد