Al Jazirah NewsPaper Monday  03/03/2008 G Issue 12940
الأثنين 25 صفر 1429   العدد  12940
مستعجل
اهتمامات.. وعقول النساء..
عبد الرحمن بن سعد السماري

يبدو أن الحديث عن المرأة بشكل عام أو خاص.. يأخذ مساحة كبيرة مما يُنشر في الصحف.. أو تقذف به وسائل الإعلام عموماً.

** المرأة.. أو على الأصح.. الحديث عن المرأة.. شكَّل نسبة عالية من المواد والمضامين الإعلامية.. والذي لم يتخذ مساراً واحداً.. بل إن الحديث عن المرأة.. أخذ أكثر من مسار.. منها ما هو جاد وصادق ومنها ما هو كاذب.. ومنها ما هو مبالغ فيه.. ومنها ما هو معقول ومقبول.. ومنها ما هو سيئ ومرفوض.

** والمرأة.. شقيقة الرجل.. هي الأم والبنت والأخت والزوجة.. وهي جزء مهم من كيان المجتمع.. وهي تقوم بأدوار مهمة للغاية.. لا يمكن أن يقوم بها سواها.. وهي تتولى رسالة من أخطر وأهم الرسائل والمهمات.. وهي التربية وتنشئة الأجيال.

** وهناك نساء متفوقات.. بل يتفوقن على الكثير من الرجال..

** وهناك نساء مبدعات في ميادين علمية مختلفة..

** وهناك شاعرات ومثقفات وناجحات في ميادين علمية شتى.. ولهذا.. فإن إطلاق الحكم.. على أن النساء كلهن فاشلات أو بسيطات.. هو حكم فيه الكثير من المبالغة.

** ولذا.. فقد قرأت فتوى شرعية نُشرت قبل أيام عن المرأة معنونة ب(الغالب في النساء.. هن ناقصات عقل ودين).

** ولعل فضيلة الشيخ في هذه الفتوى.. أجاب عن السؤال.. (ما معنى نقص العقل والدين عند النساء)؟!

** فقال فضيلة الشيخ في فتواه ما نصه:

** (صح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (ما رأيت من ناقصات عقل ودين أغلب لذي اللب الحازم منكن.. فقالت له امرأة.. يا رسول الله.. ما نقص الدين.. قال.. أَليس إذا حاضت المرأة لم تصلِّ ولم تصُمْ؟ قالت.. وما نقص العقل؟ قال: أَليست شهادة امرأتين تُعد شهادة رجل؟.) وهذا النقص - يرجع إلى خلقتهن التي خلقن عليها.. ولا يلحقهن إثم في ذلك.. ومن المعلوم أن من النساء من تفوق بعض الرجال في عقلها وقوة ذاكرتها.. وقد يكون من النساء من لا تحيض.. فالوصف من نقصان العقل والدين قد روعي فيه الغالب من حال النساء وما هو الأصل فيهن.. وهكذا تجري الأحكام العامة على ما هو الغالب من أحوال المكلفين.. فشهادة المرأة على النصف من شهادة الرجل.. وإن كانت قد تفوقه في الذكاء وقوة الذاكرة.. لكن الأحوال القليلة.. لا تخصص القاعدة العامة في التشريع.. وهذه الشريعة التي جاء بها محمد صلى الله عليه وسلم وما قبلها من شرائع الأنبياء تنزيل من حكيم حميد.. فيجب التسليم لحكم الله.. وألا يكون في الصدر حرج منه إيماناً بحكمته وعدله وأنه سبحانه أحكم الحاكمين والله أعلم).

** انتهت الفتوى.. وهي واضحة ولا تحتاج إلى شرح.

** لكن الملاحظ.. أن اهتمامات النساء (في الغالب) وليس على إطلاق اهتمامات دونية.. المرأة تهتم في الغالب بالتوافه.. ولذلك.. تجد أزياء النساء وزينات النساء هي التي تملأ المحلات التجارية.. وهي التي تشفط مليارات الريالات.

** والمرأة إذا كانت إزاء أي مناسبة.. حتى لو كانت ليست ذات أهمية فإنها تصرف ثلاثة أيام من وقتها ليل نهار للاستعداد لهذا الاحتفال الذي قد لا يعنيها بشكل مباشر وتصرف آلاف الريالات في اللبس والزينة أيضاً.. استعداداً لهذه المناسبة.. بينما الرجل لا يستعد لأي مناسبة مهما كان حجمها بأكثر من دقيقتين قبل الانطلاق لها.. ولا يلبس أكثر من ثوبه وشماغه المعتاد.. بينما المرأة تجلس أمام المرآة الساعات وراء الساعات لمجرد الزينة والتَّزين.. وقد تلجأ إلى كوافيرات وعاملات مكياج وتلجأ إلى مشاغل خياطة وتتردد على الأسواق لأيام.. لشراء مستلزمات أخرى لمجرد (حفلة) واحدة لا غير.. هي لا تعنيها.. قد تكون مجرد صديقة أو زميلة أو إنسانة بعيدة عنها.. ومع ذلك.. تصرف على هذا الاحتفال الشيء الكثير.. من وقتٍ.. وجهدٍ.. ومال.

** ثم إن غالب أحاديث وحوارات النساء - أقول في الغالب - هو في أمور تافهة... إما عن مسلسلات أو ستار أكاديمي بكل ما يحمل من سفاهة وتفاهة.. أو عن (وش حَطَّت فلانهْ) و(وش لبست فلانهْ) أو عن شيء من هذا القبيل.

** على أنني أعود مرة أخرى وأؤكد وجود نساء غير ذلك.. وهو ما أشارت إليه فتوى فضيلة الشيخ.. فالأمر هنا ليس للتعميم أبداً.



لإبداء الرأي حول هذا المقال أرسل رسالة قصيرة SMS  تبدأ برقم الكاتب 5076 ثم إلى الكود 82244

 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد