بعد أيام سيحل على محافظة ثادق ضيف عزيز كريم طالما تشوقت المحافظة بكل مراكزها للقياه والاحتفاء به فهو الراعي الحقيقي لتلك المحافظة وبقية محافظات منطقة الرياض وهذا الضيف الكبير هو سمو الأمير سلمان بن عبدالعزيز الغني عن كل تعريف لما يملكه من صفات الزعامة والرعاية الأبوية لكل فرد من أفراد هذا الشعب الكريم في محافظات المنطقة وكافة المناطق الأخرى وهذا الزائر الكبير يزور المحافظة بعد غياب دام سبع وثلاثين سنة عندما احتفت به المحافظة في عام 1392هـ وهذا الغياب غياب بالجسم فقط وإلا فالرعاية مستمرة. وحين ذاك ألقى الشاعر والأديب الكبير الشيخ عبدالله بن خميس قصيدته العصماء مشاركا أهالي المحافظة فرحتهم بالأمير سلمان بن عبدالعزيز حيث أشار فيها إلى أن المحافظة (ذات عهد مع الكفاح القديم.. يوم فصل القضاء لحكم البنادق) ولم يتجاوز الشاعر عين الحقيقة حيث كان لرجال المحافظة وقفة عظيمة مع المؤسس لهذا الكيان العظيم الملك عبدالعزيز - طيب الله ثراه - فقد قال - رحمه الله عليه - مقولة عظيمة وهي (قربوا أهل ثادق مني فأنا أعرف قدرهم عندي).
وما أشبه الليلة بالبارحة حيث يلتقي الابن البار سلمان بن عبدالعزيز بأبناء أهالي المحافظة مجددا روح التواصل المستمر بين الآباء والأبناء على مدى الزمن.
وهذه هي صفة أبناء المؤسس لهذا الكيان من خلال خدمتهم لأبناء شعبهم وهذه الزيارة فرصة عظيمة ليطلع رجل المنطقة الأول عن كثب على نتائج زيارته الأولى التي أثمرت عن افتتاح العديد من الدوائر والمؤسسات الحكومية التي عمت معظم الجهات والتي كان لها أعظم الأثر في شق الطرق وافتتاح عدد من المشاريع التنموية لمدينة ثادق وبقية المراكز التابعة لها بصفة عامة.
ولا شك أن سموه الكريم رأى بثاقب بصيرته أنه لابد للراعي أن يتفقد أحوال رعيته وإعادة تقييم كافة المشاريع المنفذة بحيث يتسنى له تقدير الدعم اللازمة لمختلف المشاريع السابقة ويرى ما تحقق منها وما لم يتحقق على الطبيعة فقد كان سموه يضطلع على ذلك عبر من عهد إليهم متابعة تلك المشاريع باستمرار. ولكنه هذه المرة أبى إلا أن يطلع بنفسه ويقيِّم بنفسه جهود العاملين في المحافظة ومدى قيامهم بما أوكل إليهم من خدمة لأبناء المحافظة وأن يتابع التطور المصاحب لعجلة التقدم الحضاري في كافة المحافظات - حفظ الله - سمو الأمير سلمان في حلّه وترحاله وأعانه على تحمل المشاق في سبيل خدمة أفضل.
