سعادة رئيس تحرير الجزيرة الأستاذ خالد المالك المحترم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. وبعد:

فإن زيارة ملك السويد الأخيرة للسعودية كانت رحلة كشفية قام خلالها بالترويج للسلام، وبيَّن أن الزيارة أكّدت متانة العلاقة بين البلدين، مشدداً على ضرورة العمل على الاهتمام بالشباب ورعايتهم، وتطوير روح المبادرة والشخصية القيادية التي تستند إلى القيم النبيلة، والقادرة على تولي القيادة وإحداث التغيير اللازم لمستقبل أفضل.

وقد قلت لوسائل الإعلام ومنها (الجزيرة) عند توديع الملك كارل جوستاف السادس (عشر) بعد انتهاء زيارته للمملكة بإعجاب غير محدود، وتقدير كبير تابعت زيارة الملك كارل جوستاف السادس (عشر)، ملك السويد للمملكة.

(زيارة الملك السويدي لم تكن زيارة سياسية، ولم يحضر إلى المملكة للترويج للصناعات السويدية ولم تهدف الزيارة إلى نسج علاقات عامة، وأيضاً ليس لتحقيق مصالح لبلاده أو لشخصه، فالملك بكل بساطة يقوم برحلة كشفية، ويدعو لنشر السلام والترويج للمحبة والأخوة بين شباب العالم).

هذه العبارات البليغة التي صاغ بها الكاتب السعودي الكبير جاسر عبد العزيز الجاسر انطباعاته عن زيارة الملك كارل السادس عشر جوستاف تعكس الانطباع العام والشعور القوي والحقيقي الذي تركته هذه الزيارة في نفوسنا جميعا. والحقيقة التي أود التأكيد عليها هو أن هذه الزيارة لم تستهدف الترويج للصناعات السويدية أو تحقيق مصالح سياسية أو اقتصادية ببساطة لأن العلاقات بين المملكتين لا تحتاج لدعم أو تأكيد، بل هي علاقات راسخة ومتنوّعة وتغطي كافة المجالات: السياسية والاقتصادية والثقافية والتعليمية وغيرها.

ومن ثم فقد كان من المنطقي أن تكون زيارة جلالته معنية بالكشافة وجهودها، خصوصاً برنامج هدايا للسلام Gifts for peace ذلك البرنامج العظيم الذي أطلقه خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود والذي انتشر - خلال خمس سنوات فقط في 110 بلداً، حقاً كما قال جلالة ملك السويد: لقد سافرت رسالة السلام بسرعة، وهي الرسالة التي تربط بين المملكة العربية السعودية ومملكة السويد، فكلتاهما مملكة للمحبة وهدية للسلام.

وقد أظهرت الزيارة متانة العلاقات بين الشعبين والقيادتين، حيث أظهر خادم الحرمين الشريفين والملك كارل السادس عشر جوستاف، ملك السويد، التزاماً قوياً بنشر السلام والتآخي بين البشر، وبالعمل على الاهتمام بالشباب ورعايتهم، وتطوير روح المبادرة والشخصية القيادية التي تستند إلى القيم النبيلة، والقادرة على تولي القيادة وإحداث التغيير اللازم لمستقبل أفضل.

وختاماً فإن الحقيقة أن الملك كارل السادس عشر جوستاف ليس غريباً على المملكة، فقد قام جلالته بزيارة رسمية للمملكة العربية السعودية في 1981م، كما قام بزيارة خاصة في عام 2005م، و في كل مرة يعود بانطباعات رائعة عن المملكة قيادة وشعباً، وذكريات طيبة لا تغيض، وشعور يراوده بأن الزيارة كانت أقصر مما ينبغي.