Al Jazirah NewsPaper Monday  03/03/2008 G Issue 12940
الأثنين 25 صفر 1429   العدد  12940
جميع فئات المجتمع مسؤولة عن أمن البلاد

سعادة الأخ الأستاذ خالد بن حمد المالك - حفظه الله -

رئيس تحرير جريدة الجزيرة،،

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. أما بعد:

فقد اطلعت على ما حرره الأخ الفاضل الأستاذ سلمان بن محمد العُمري في جريدة (الجزيرة) في عددها (12909) الصادر يوم الجمعة 24 محرم 1429هـ تحت عنوان (مسؤولية الدعاة في مواجهة الإرهاب).

وقد أجاد الأستاذ سلمان في دعوته لجميع فئات المجتمع لأن تتحمل مسؤولياتها في الحفاظ على أمن البلاد واستقرارها جنبا إلى جنب مع رجال الأمن الذين أبلوا بلاء حسنا في هذه القضية الكبرى، كل بحسب موقعه.

وحيث إن الدعاة لهم من الدور والأثر ما لا يخفى، لكون أنهم يسهمون في صياغة الفكر وقيادة الرأي العام وتوجيهه بما يسهم في إجهاض الأفكار الضالة وتفنيدها ومنع سريانها في المجتمع، ولأن منطلقاتهم مستندة على نصوص من القرآن والسنة فإنها تقطع الطريق على العابثين أو الضالين، حتى وإن تحججوا بآيات من القرآن الكريم أو أحاديث من السنة الشريفة فهم ليسوا بأهل لأن يستنبطوا منها، وإنما يستبين هذا بتفنيد الدعاة لدعاويهم وردهم عليها.

ومما يؤكد الدور المحوري للدعاة أن الفكر الضال الذي أفرز عمليات الاعتداء والقتل والتفجير كان نتاج مفاهيم وقناعات لدى أصحابها بنوها على فهم مغلوط للمصطلحات الشرعية، فنزلوها على غير مواضعها من مثل مفهوم الجهاد والتكفير ونحوهما، وليس أحد أقدر على توضيح الدلالات الصحيحة لتلك المصطلحات والمفاهيم من الدعاة الذين تشرّبوا العلم الصحيح ونهلوه على أيدي العلماء الربانيين.

كما أن الدعاة لهم أثرهم الملموس في بث المفاهيم والآداب الإسلامية التي تحض على الإحسان إلى الآخرين، وتحذر من مضارتهم، وتؤكد على إنكار المنكر متى ما رآه أحد من الناس، ولا غرو أن يكون للدعاة تلك الآثار الخيرية وقد أوضح الله لهم المنهج الرشيد في قوله سبحانه: {قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَاْ وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللّهِ وَمَا أَنَاْ مِنَ الْمُشْرِكِينَ} (108)سورة يوسف.

كما بيّن النبي صلى الله عليه وسلم شمولية أعمالهم كما يبينه ما رواه البخاري في صحيحه عن النعمان بن بشير رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (مثل القائم على حدود الله والواقع فيها كمثل قوم استهموا على سفينة فأصاب بعضهم أعلاها وبعضهم أسفلها، فكان الذين في أسفلها إذا استقوا من الماء مروا على من فوقهم، فقالوا: لو أنا خرقنا في نصيبنا خرقا ولم نؤذ من فوقنا، فإن يتركوهم وما أرادوا هلكوا جميعا، وإن أخذوا على أيديهم نجوا ونجوا جميعا).

ولدى محاولة تقييم أداء الدعاة في مواجهة الفكر الضال وإجهاض أعمال التفجير والاعتداء فسنجد أنهم قد أدوا دوراً كبيراً.

فبدءاً من مرجعهم وهي وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد فإنها ما فتئت تعد الخطط وتوجه الدعاة إلى تناول قضايا الفكر الضال لتفنيدها والرد عليها وكف شبهاتها، وأتبعت ذلك بتنبيه الخطباء والأئمة وتوجيههم لتناول هذه القضايا في خطبهم وأطروحاتهم الشرعية.

علاوة على ما تبناه معالي وزير الشؤون الإسلامية من اللقاءات والمحاضرات العلمية التي ألقاها حول المصالح العليا للأمة وكيف أن الفكر الضال وما أفرزه من عمليات بغي واعتداء كانت مؤثرة على تلك المصالح وتعريض الأمة للخطر في دينها ومقومات وجودها.

وأتبعت الوزارة ذلك بعقد اللقاءات بين الدعاة والخطباء وكبار المسؤولين في الدولة ممن لهم الصلة بالقضايا الأمنية من أجل بحث الكيفية الصحيحة لمواجهة الفكر الضال، إلى غير ذلك من الجهود التي يصعب علي حصرها في هذا المقام لتشعبها وكثرة مجالاتها.

ومهما يكن من أمر فإن الدعاة قد أدوا أدواراً عظيمة في خيرية هذا الوطن العزيز ودرء المكائد عنه، وما زال المأمول منهم كثيراً بالنظر لعظم مكانتهم وتأثيرهم.

ختاماً شكر الله للأستاذ سلمان العُمري إلقاءه الضوء على هذا الموضوع المهم ونفع بجهوده.

وفق الله الجميع لما فيه الخير، وصلى الله وسلم على نبينا محمد.

د. خالد بن عبد الرحمن الشايع



 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد