Al Jazirah NewsPaper Monday  03/03/2008 G Issue 12940
الأثنين 25 صفر 1429   العدد  12940
خطبة الجمعة ليست محاضرة

الخطبة (بضم الخاء) كلمات موجزة بليغة، وألفاظ قليلة تحمل المعنى الواسع، والفائدة الجليلة، هدفها إيصال المعلومة للمتلقي بيسر وسهولة، على أن يكون هناك تحفيز للانتباه، وشد للذهن، ومراعاة لحال المستمع مع تفادي الأسباب المعوقة أو المبددة للمعلومة المراد وصولها إلى ذهن المتلقي. وخطبة الجمعة ملتقا ثقافيا وعلميا إسبوعيا لأهل الحي والأحياء القريبة المجاورة. لذا لا بد من إفراغ الوسع في الاهتمام بها وبمضامينها.

وخاصة ملائمتها للعصر وقضاياه بالأسلوب المحبب والسهل، والطرح المتعقل، وللخطبة خصائص وصفات، وعوامل نجاح وفشل، وقد تطرق لبعضها ضمنياً التحقيق الذي أعده الأستاذ وهيب الوهيبي في عدد الجزيرة رقم 12925 الصادر يوم الأحد 10-2-1429هـ وهو تحقيق وافي وجيد وقد أعجبني قول الشيخ عائض القرني حفظه الله في التحقيق المشار إليه (ومن الخطباء من حول خطبة الجمعة إلى محاضرة فطوّل على الناس وشق على المأمومين وخالف السنة) فإطالة الخطبة تصيب المأموم بالملل والتذمر ومن الصعوبة بعدها أن تستقر المعلومة في ذهنه. قال الشيخ بن عثيمين رحمه الله في كتابه الشرح الممتع المجلد الخامس (باب الجمعة) (فالأولى أن يقصر الخطبة لأن في تقصير الخطبة فائدتين:

أ - أن لا يحصل الملل للمستمعين، لأن الخطبة إذا طالت لا سيما إن كان الخطيب يلقيها إلقاء عابراً لا يحرك القلوب ولا يبعث الهمم فإن الناس يملون ويتعبون.

ب - أن ذلك - أي تقصير الخطبة - أوعى للسامع أي أحفظ للسامع لأنها إذا طالت أضاع آخرها أولها، وإذا قصرت أمكن وعيها وحفظها، إنتهى كلامه رحمه الله. وعن عمار بن ياسر رضي الله عنه قال: أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بإقصار الخطب) رواه أبو داود فالمأمومين في صلاة الجمعة فيهم الضعيف والسقيم وذا الحاجة والكبير فالإطالة خلاف السنة ومضيعة للفكرة ومبددة للفائدة ومحرجة لصاحب العذر. قال جابر بن سمرة رضي الله عنه: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لا يطيل الموعظة يوم الجمعة إنما هن كلمات يسيرات) رواه أبو داود.

كلمات يسيرات يسر الله علينا وعليكم في الدنيا والآخرة.

سليمان بن صالح الدخيل الله - بريدة



 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد