Al Jazirah NewsPaper Friday  07/03/2008 G Issue 12944
الجمعة 29 صفر 1429   العدد  12944
رئيس الجمعية الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم بالمدينة المنورة ل(الجزيرة):
الجمعيات صمام أمان للأمة.. والقرآن لا ينتج عنه إلا فكر مستنير

المدينة المنورة - خاص ب(الجزيرة):

رأى فضيلة الأستاذ الدكتور محمد سالم بن شديد العوفي رئيس الجمعية الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم بمنطقة المدينة المنورة أن الأفكار الغالية والمتطرفة لا يكاد يخلو منها مجتمع من المجتمعات ولا زمن من الأزمنة، ودين الله تعالى هو بين الغالي فيه والجافي عنه، وهو دين الوسطية والاعتدال، لأنه الدين الحق الذي ارتضاه الله - عز وجل - للبشرية، وماذا بعد الحق إلا الضلال، مشدداً على أن الجمعيات الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم قامت على أساس متين وقويم، ألا وهو تخريج أجيال حافظة لكتاب الله تعالى ملتزمة بكتاب الله تعالى وسنة رسوله - صلى الله عليه وسلم - على منهج السلف الصالح، وهو المنهج الذي سارت وقامت عليه حكومتنا المباركة منذ تأسيسها وحتى اليوم.

****

وأكد أن قيام الجمعيات بأداء هذا الواجب والحرص عليه هو صمام أمان للأمة، ونشر للوعي والفهم الصحيح، لأن القرآن الكريم نور يضيء الطريق ويشرح الصدور، فلا ينتج عنه إلا فكر مستنير، وحرص على الخير لجميع الأمة، والإكثار من حلقات تحفيظ القرآن الكريم ومتابعة الإشراف عليها واختيار المدرس الكفء الواعي كلها عوامل تصد منافذ الأفكار المنحرفة والجافية على حد سواء، وحسب ظني أن هذه الأفكار الغالية كانت نتيجة للبعد عن العلم الشرعي الصحيح وارتجال في الفهم يغذيه عاطفة غير منضبطة بفهم العلماء الربانيين، وقد رأينا وسمعنا أن أكثرهم غرر بهم، نتيجة لجهلهم وعزوفهم عن مجالس العلماء.

جاء ذلك في حديث ل(الجزيرة) للدكتور العوفي تناول فيه عددا من المسائل المتعلقة بجمعيات وحلق تحفيظ القرآن الكريم ورسالتها تجاه المجتمع المسلم، وأثر المسابقات القرآنية على الناشئة والشباب المسلم، مؤكداً أن الجمعية تولي أمر المسابقات القرآنية اهتماماً كبيراً، لما لمسناه من إيجابيات كثيرة على المتسابقين وعلى غيرهم، وتعتبرها الجمعية فرصة ثمينة تعبر بالأفعال لا بالأقوال عن تيسير الله - عز وجل - للأمة حفظ هذا الكتاب الكريم بصورة صحيحة ومتقنة، قال تعالى {وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ}، مؤكداً أنه يتم الإعداد لهذه المسابقات عبر عدد من الخطوات منها تخصيص فصول تمهيدية لطلاب وطالبات المسابقة، ينتقل الطلاب والطالبات بعدها إلى فصول المسابقة إذا وصلوا إلى مرحلة معينة من الإتقان، لافتاً إلى أنه يشرف على هذه الفصول معلمون ومعلمات على قدر كبير من الإتقان والتميز، كما خصصت الجمعية حوافز مادية ومعنوية للمعلمين والمعلمات والدارسين والدارسات في هذه الفصول.

ووصف رئيس جمعية تحفيظ المدينة المنورة، المسابقة المحلية على جائزة الأمير سلمان بن عبد العزيز لحفظ القرآن الكريم بأنها مسابقة مباركة كان لها أثر كبير وملموس على سائر جمعيات تحفيظ القرآن الكريم ويدل على ذلك كثرة المشاركات الفعالة من كل مناطق المملكة بل ومن المناطق النائية، وهذا يعطينا دلالة على الزخم الذي وصلت إليه المسابقة بعد أن كانت المشاركة فيها مقتصرة على بعض الجمعيات العتيقة حتى غدا مستوى هذه المسابقة يتطلب من الجميع جهوداً كبيرة، لنيل مستويات متقدمة. ومن خلال واقع طلابنا المشاركين في هذه المسابقة فإنها تعد مفتاحاً لهم تؤهلهم إلى التخصص والبروز الواضح في هذا المجال، بل أصبح منهم من تأهل للإمامة في المسجد الحرام ومنهم من عين معيداً أو محاضراً في الجامعات.

واقترح فضيلته لتفعيل دور هذه المسابقة وتطويرها إشراك الجمعيات المتميزة في إدارة هذه المسابقة بحيث تشكل لجنة عليا من هذه الجمعيات لوضع الضوابط واختيار لجان التحكيم والإشراف على المسابقة وتطويرها، وأن يضاف إلى لجان التحكيم الحالية عناصر من الفائزين المتميزين في هذه المسابقة الذين مضى على فوزهم فترة زمنية كافية وواصلوا تخصصهم في هذا المجال، مشدداً على أهمية الدقة في اختيار لجان التحكيم بصورة دقيقة تراعي التخصص الدقيق للمسابقة، داعياً إلى إيكال الإشراف في مسابقة البنات إلى إدارة القسم النسوي في الجمعيات التي يوجد لديها قسم خاص بالبنات أسوة بقسم البنين، وذلك مراعاة للتخصص والدقة في اختيار المرشحات.

وعن عدد الدارسين والدارسات في الجمعية بين الدكتور العوفي أن مجموعهم يصل إلى (40.002) طالب، منهم (17.225) طالبة، وعدد الذين أتموا حفظ كتاب الله تعالى هو (2.948) حافظاً وحافظة، موضحاً أن الجمعية تعمل جاهدة لإيجاد مصادر دخل ثابتة، لتغطية النفقات المتزايدة يوماً بعد يوم.

وفي ذات الصدد أفاد فضيلته أن من الأوقاف التي أنشأتها أو هي في طريقها إلى الإنشاء ومنها: (وقف القرآن الكريم بجوار المسجد النبوي الشريف)، حيث تم إنشاؤه وبدأت الجمعية تجني ريعه والحمد لله، مضيفاً أن من الأوقاف التي تعتزم الجمعية إنشاؤها: وقف فوزية البنا، وقف الدكتور محمد العُمري، وقف سالم القثامي، وهي عبارة عن مبان سكنية سيتم تأجيرها بعد الانتهاء منها لصالح الجمعية، وهذا بالطبع إضافة إلى استثمارات أخرى غير وقفية.

وأشار إلى أن العقبات التي تواجهها الجمعية يتم التغلب عليها، لأننا في بلد دستوره القرآن، فالوعي والإدراك متأصلان في هذا البلد المعطاء الذي عم خيره أرجاء المعمورة، ونحن نطمع في المزيد من التفاعل لأن أهدافنا طموحة والأعباء تتزايد يوماً بعد يوم، لافتاً إلى أن العقبات التي واجهتها الجمعية: عدم استمرار مجموعات كبيرة من الدارسين والدارسات في مسيرة حفظهم لانشغالهم بالدراسة أم انصرافهم إلى نواحي الحياة المتعددة، إضافة إلى عدم استقرار كثير من المدرسين، ويلاحظ أن دعم أهل الخير خف عن ذي قبل مع كثرة الأعباء التي تتطلب مزيداً من الإنفاق، مشيراً إلى بعض الوسائل المساعدة لتجاوز هذه العقبات، الاستعانة بالله - عز وجل - أولاً وأخيراً، ونشر الوعي بين المجتمع من خلال وسائل الإعلام المرئية والمسموعة والمقروءة، والسعي إلى زيادة الدخل حتى يمكن صرف مكافآت مناسبة للمعلمين.

وفي نهاية حديثه، قال الدكتور العوفي نحن حريصون على إيصال جهود الجمعية إلى كل القرى والمراكز التابعة للمدينة وفي طريقنا - إن شاء الله تعالى- إلى نشر بعض الكتب المتعلقة بالتجويد وبإدارة الحلقات القرآنية، وهي من نتاج الجمعية، إضافة إلى بعض المشروعات الوقفية وإقامة مجمع تعليمي متكامل لمدارس التحفيظ الأهلية.




 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد