Al Jazirah NewsPaper Friday  07/03/2008 G Issue 12944
الجمعة 29 صفر 1429   العدد  12944
فيما زينت مائدتها العريكة والمبثوثة والمشغوثة
الفل والكادي يزينان (القرية العسيرية) بالجنادرية

«الجزيرة» - الرياض

زهرة زرعت في أرض الجنادرية, منذ بداية انطلاق المهرجان وحتى يومنا الحالي.

هي زهرة فواحة بريح الفل والريحان والكادي.

هي زهرة سُقيت بمُزن عسير الماضي.. عاكسة ما حبى الله به هذه المنطقة من خير وجمال للطبيعة الخلابة.

إنها قرية عسير

فكعادتها الجنادرية في مثل هذه الأيام من كل عام تخطف عقول عشاق التراث والموروث الشعبي ومحبي الحنين للماضي، لاسيما وأن الوصول لجميع موروثاتنا القديمة يعد أمراً صعباً.

إلا في حال أن جمعت في صرح واحد يصف حقيقة ما كان عليه آباؤنا في الماضي.

وهذا ما حرصنا على تحقيقه في قريتنا (العسيرية).

وقال موسى بن علي العسيري المشرف على قرية عسير بالجنادرية: وبفضل من الله ثم بفضل جهود وتوجيهات صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن خالد بن عبد العزيز أمير منطقة عسير -حفظه الله.

وبتوجيه ومتابعة من وكيل إمارة منطقة عسير المهندس عبد الكريم الحنيني الذي قام في الأيام القليلة الماضية بزيارة إلى مقر القرية بالجنادرية واطلع على الاستعدادات القائمة في القرية ووجه ببعض المرئيات والتحسينات التي تم الأخذ بها، وكان لهذه الزيارة أثر طيب لدى جميع العاملين على تجهيز القرية لاستقبال زوارها لتكون في أجمل وأبها صوره.

وقد كان لدعم سمو أمير المنطقة الكريم غير المحدود المعنوي والمادي وتوجيهات سموه لجميع من يعمل ضمن هذه التظاهرة الثقافية والتراثية سواءً من أبناء المنطقة المكلفين بالقيام بالإعداد والتجهيز لهذه المشاركة أو أبناء المنطقة المقيمين في منطقة الرياض، حيث كان سمو يؤكد حرصه -حفظه الله- على ظهور مشاركة إمارة منطقة عسير في هذه التظاهرة مشرفاً ويعكس واقع منطقة عسير وموروثها الثقافي والتراثي على حد سواء، مذللاً -حفظه الله- في سبيل تحقيق ذلك كل الصعاب، وموجهاً بإبلاغ سموه عن أي عقبات إجرائية.

وقرية عسير تعتبر من أقدم وأبرز القرى في الجنادرية، إذ تحمل بين طياتها صوراً تاريخية تصف بقعة كبيرة من أرض عسير الممتدة من ظهران الجنوب وحتى محافظة الباحة شمالاً، إضافة إلى قبائلها المتناثرة هنا وهناك (في َسراتها وتِهامها وسهولها)، وهي تعد جسداً لروح الماضي القديم، حيث إن الزائر لتلك القرية يجد نفسه منذ أن يضع قدمه على أول عتبة من عتبات أبوابها في عالم تراثي عريق، إذ تقدم لزوارها التراث القديم بحلته الأصيلة الصادقة.

وتمتلك القرية عدداً من الحرفيين الماهرين الذين يعملون في نسج الألبسة الرجالية والنسائية, وعمل المشغولات الفضية المشهورة في المنطقة, وحياكة الصوف، وعدد من الأعمال والحرف اليدوية كالحدادة والنجارة ودباغة الجلود وصناعة الصحاف وصناعة السيوف والجنابي (الحربية والمزخرفة) التي يشتهر بحملها رجال المنطقة, وترميم الآثار.

كما تقدم القرية العديد من المأكولات التي تشتهر بها كل مدينة من مدن عسير, فها هي العريكة تجذب الزائر لمطبخ القرية الشهير, وها هي المبثوثة, والمشغوثة, والحنيذ, وأشهرها خبز التنور برائحته الزكية ومذاقه المتميز.

ومما تقدمه القرية أيضاً أنموذج حي لطريقة استخراج العسل التي تعد حرفة توارثتها الأجيال في المنطقة, حيث يعتبر العسل العسيري عملة نادرة -كما يقال- خارج حدود المنطقة, إذ يعد هدية قيمة يهديها أبناء المنطقة لزوارهم في الجنادرية. وتهتم القرية أيضاً بحرفة عصارة السمسم التي تعد من أبرز الحرف وأهمها.

كما تقدم القرية فنوناً شعبية وتراثية متمثلة في عدد من الألوان المختلفة من العرضات الجنوبية, فقد حرصنا على انتقاء الفرق المُجيدة لتلك الألوان المتنوعة, فتبدأ تلك الفرق المشاركة بعرض هذا الفلكلور من بعد صلاة العصر حتى حلول المساء في كل يوم لتسعد الزائر.




 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد