Al Jazirah NewsPaper Saturday  08/03/2008 G Issue 12945
السبت 30 صفر 1429   العدد  12945
فيما أزمة الدقيق (تطحن) الأسواق
جدوى المزارعين الاقتصادية تحوِّل (القمح الأخضر) علفاً للحيوان!

وادي الدواسر - قبلان الحزيمي

بات (الحيوان) مدللاً بعد أن تجددت خياراته الغذائية مؤخراً، فبعد أن كان (الدقيق) يتصدر وجبته في الأيام الماضية نتيجة لارتفاع أسعار الشعير وشحها في الأسواق، اختار اليوم غصون القمح الخضراء قبل جفافها وذهابها لإخوانه من البشر.

التنوع الغذائي الجديد اختاره مزارعو محافظة وادي الدواسر بعد أن أعياهم ارتفاع تكلفة الإنتاج مقابل سعر توريد القمح إلى صوامع الغلال والمحددة منذ أعوام بريال واحد للكيلو جرام والارتفاع الحاد في أسعار الأسمدة التي تجاوزت 400% خلال الفترة الماضية عدا تكاليف الآلات الزراعية ووسائل نقل المنتج بشاحنات خاصة تعد بحسب المزارعين ذات تكلفة عالية.

المزارعون رأوا أن جدواهم الاقتصادية لا بد أن تتغير في ظل الظروف المحيطة بهم واختاروا الطرق المشروعة في تقليل التكلفة عبر حصاد سنابل القمح الخضراء، قبل موسم حصادها وبيعها إلى أصحاب المواشي.

ماجد بن منصور بن قطيم أحد المزارعين بوادي الدواسر أشار إلى أن ظاهرة استخدام القمح كعلف أخضر للحيوانات ظاهرة استجدت على مزارعي المحافظة في هذا الموسم لعدة أسباب منها أن الزراعة شكل من أشكال التجارة ويحق للمزارع التصرف في محصوله متى ما رأى أن ذلك يقلل التكلفة عليه أو مربحاً حسب طور المحصول المزروع. ويضيف: يشكل ارتفاع سعر الأسمدة من شركة (سابك) سبباً آخر في رفع تكلفة الإنتاج على المزارعين.

كما تطرق إلى المبيدات الزراعية وعدم وجود (مراقبة صارمة) على مدة صلاحيتها وجودتها التي تسببت هي الأخرى خسائر على بعض المزارعين، مؤكداً أن سعر القيمة الشرائية من الدولة للقمح لا يغطي تكاليف إنتاجه بسبب ارتفاع مدخلات الإنتاج في هذا المحصول.

ويقول المزارع رشيد بن محمد الهدلاء: ليس أمامنا سوى بيع محصول القمح قبل أن يستوي كأعلاف وذلك لاختصار الوقت والتقليل في التكلفة. وأضاف: نأمل من المسؤولين عن مراقبة أسعار الأسمدة والمبيدات إزالة حيرتنا في هذا الأمر.

أما عضو الجمعية التعاونية الزراعية وعضو المجلس البلدي بالمحافظة فيصل الخضاري فيقول: القمح هذا الموسم تحول إلى أعلاف في المحافظة وهذا زادنا ألماً في أن يتحول مصدر الغذاء بالمملكة إلى أعلاف خضراء تتغذى عليها الحيوانات بدلاً من أن تورد للصوامع والتي تقوم بدورها بتحويلها إلى عدة صناعات منها البر الأسمر، ولقد سمع كل مواطن وأدرك أن هناك أزمة عاشها الجميع في نقص الطحين بسبب لجوء أصحاب المواشي إلى إطعامها مواشيهم وذلك بسبب ارتفاع الأعلاف وغيرها من الأسباب وسرعان ما أدركت الصوامع الأمر ووضعت العديد من الحلول العاجلة منها افتتاح مطاحن جديدة في بعض المناطق.

ويضيف: رغم اعتماد إنشاء مطاحن إلا أن هناك سؤالاً يتبادر إلى الذهن: كيف يتحول القمح إلى أعلاف قبل أن يصل إلى الصوامع؟.

ويؤكد أن المزارعين اضطروا إلى زراعة القمح استناداً على كروت الصوامع الصادرة من وزارة الزراعة وقاموا قيام المثقل بالديون تحسباً لتدخل المسؤولين في خفض أسعار الأسمدة التي تنتج فقط من شركة سابك السعودية العملاقة في مصانعها (عالية السعر) حتى وصلت الزيادة إلى 400% رغم أن مقومات الصناعات لديها (محلية). ويضيف: إن هذا تسبب في إثقال كاهل المزارع وهو يعيش على أمل ارتفاع سعر القمح حتى يتلاءم وسعر تكلفة الإنتاج إلا أنه لم يحصل على شيء من ذلك مما اضطر عدداً من المزارعين إلى بيع مزارع القمح كأعلاف خضراء وذلك بتعويض بعض خسائرهم واختصار الوقت لديهم إلى حوالي من 80 إلى 90 يوماً من الزراعة كون موسم القمح يمتد لأكثر من أربعة أشهر، فبدراستهم للجدوى الاقتصادية لزراعة القمح، وجدوا أنه لا يغطي تكلفة إنتاجه في حال توريده لصوامع الغلال بالسعر الحالي، مشيراً إلى خطورة الاستمرار في هذا التوجه الذي سيقلل من كميات القمح المفترض أن تؤمنها الصوامع لهذا الموسم ولن يكون أمام الصوامع سوى الاستيراد من خارج المملكة بالسعر العالمي والذي يتجاوز 2.70 ريال للكيلو تقريباً لسد النقص المتوقع بسبب تحويل القمح إلى أعلاف خضراء.

وعن تكلفة إنتاج الهكتار من القمح حالياً قال الخضاري: تتجاوز 4500 ريال لمالك الأرض بخلاف المستأجر فيما يبلغ متوسط الإنتاج لهذا الهكتار 4.5 أطنان من القمح يدخل فيها الشوائب والزكاة وتكلفة النقل ومضي عمر الآلات والمعدات الزراعية.




 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد