Al Jazirah NewsPaper Saturday  15/03/2008 G Issue 12952
السبت 07 ربيع الأول 1429   العدد  12952
يارا
عبد الله بن بخيت

يشرفنا هذه الأيام الكاتب المصري جمال الغيطاني. يحل ضيفاً على معرض الكتاب والنادي الأدبي بالرياض وبعض الجهات السعودية الأخرى. وقبل أن أبدأ الترحيب بالغيطاني أحب أذكر القراء بحادثة القاهرة المرورية التي ارتكبتها امرأة سعودية وراح ضحيتها مصري وأذربيجاني. كان للإعلام في مصر دور بارز فيما تعرضت له تلك المرأة. كتبت عن تلك الحادثة في حينها. لم يكن الابتزاز الذي مارسته بعض الصحف المصرية مصدر غيظي أو سبباً للكتابة فالصحف المصرية اعتادت على مثل هذا التوجه ومن حقها أن تقول ما تراه صواباً ويخدم توجهاتها. كانت القضية التي طرحتها تتعلق بتعاملنا نحن مع هؤلاء الذين يكنون الحقد والكراهية لكل ما هو سعودي، وقلت بالحرف الواحد. (لم يسع الإعلام السعودي ولم يبذل أي محاولة لتصحيح الصورة التي غرسها إعلام جمال عبدالناصر في أذهان العرب بل العكس هو الذي حدث. أسهم الإعلام السعودي في تكريس هذه الإيديولوجيا المعادية. عندما تهب مثل هذه الحملة لا يعمل الإعلام السعودي على مواجهتها بصلابة وقوة وحزم وإنما يذعن لها وينفذ ما تنطوي عليه من ابتزاز. لا يقوم الإعلام الوطني المستثمر في الخارج بمقاطعة من قام بالحملة بل بالعكس فكل من قام بحملة معادية ضد المملكة هو الذي يكسب. بعد فترة يدعى إلى المنتديات السعودية والمهرجانات وتسند له المهام الإعلامية المهمة في المملكة ويعطي أهم البرامج يقدمها أو يعدها ويصبح عزيزاً في حله وترحاله).

زيارة جمال الغيطاني للمملكة بدعوة رسمية والاحتفاء به أكبر مصداق لما قتله.. لم يجف بعد حبر حقده على المملكة وكراهيته لها ولأهلها. فهو الذي قال قبل عدة أشهر في محاضرة ألقاها في جامعة القاهرة موضوعها لا علاقة له بالسعودية ولكنه أقحم السعودية ليقول: (إن المال السعودي والثقافة الوهابية يعملان على تخريب الثقافة المصرية وأنه لا يتخوف من خطر إسرائيل على مصر والدول العربية بقدر تخوفه من غزو الوهابيين لقلب العروبة مصر المحروسة).

اليوم جمال الغيطاني بيننا ويحظى بحفاوة كبرى تليق بكلامه وموقفه من المملكة.

قد يتساءل البعض من دعا هذا الرجل إلى المملكة وماذا جاء يفعل في قلب الوهابية ولماذا يستضاف وهو يكره هذه البلاد وأهلها إلى درجة أن يعتقد أنها أخطر على بلاده والبلاد العربية من إسرائيل. أجيب هذا المتسائل بأن مسألة شتم المملكة وأهلها عمل مربح. لم تتكرس هذه الثقافة المسيئة للمملكة لأن هؤلاء يكرهوننا فعلا ولكنها تكرست لأننا نكافئ من يشتمنا. على كل حال لن أكون أكثر غيرة على المملكة من الأخوة في معرض الكتاب أو الأخوة في وزارة الثقافة والإعلام أو الأخوة في نادي الرياض الأدبي. مثلي مثلهم سأقول مرحباً بك يا جمال في بلاد الوهابية.

فاكس 014565576


yara.bakeet@gmail.com
لإبداء الرأي حول هذا المقال أرسل رسالة قصيرة SMS  تبدأ برقم الكاتب 6406 ثم إلى الكود 82244

 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد