Al Jazirah NewsPaper Saturday  15/03/2008 G Issue 12952
السبت 07 ربيع الأول 1429   العدد  12952
رحم الله فقيد وزارة الزراعة
د. عبدالله بن عبدالله العبيد

الحمد لله القائل {كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ} والصلاة والسلام على المصطفى الحبيب القائل عنه ربه عزّ وجّل {إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُم مَّيِّتُونَ ثُمَّ إِنَّكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ تُبْعَثُونَ}عليه وعلى آله وأصحابه أفضل الصلاة والتسليم.

في يوم الأحد الماضي غرة شهر ربيع الأول غيَّب الموت وهو حق على جميع الخلائق الأخ الفاضل عبدالعزيز بن سعد الشثري (أبوزياد) وكيل وزارة الزراعة لشؤون الزراعة بعد معاناة ليست بالقصيرة مع المرض أسال الله عزّ وجّل أن يجعل ما أصابه من ابتلاء تكفيراً لسيئاته ورفعة لدرجاته مصداقاً لقول المصطفى صلى الله عليه وسلم (إذا أحب الله عبداً ابتلاه).

وبفقدان أبي زياد تكون وزارة الزراعة قد فقدت قطباً من أقطابها عُرف بالإخلاص والعمل الجاد وحسن الخُلق وبذلك كسب ود ومحبة الناس داخل الوزارة وخارجها.

وليس أدل على ذلك من سؤال الكثيرين عنه خلال مصابه ودعائهم المتواصل له بأن يخفف معاناته وأن يلهمه الصبر والسلوان والاحتساب وثنائهم العطر عليه وعلى سيرته الحسنة وهنيئاً له ذلك، فإن الناس هم شهداء الله في أرضه.

لقد عرفت أبا زياد منذ أن صدر قرار تعييننا كوكيلين لوزارة الزراعة في شهر رمضان المبارك من عام 1420هـ ومنذ ذلك الوقت كانت علاقاتنا قوية ومتينة وكانت تكبر وتنمو مع الوقت وكنا كثيراً ما نناقش أمور الوزارة ونستشير بعضنا بعضاً وكان نعم الناصح الأمين حريصاً على أداء العمل وعلى تطويره حسن التعامل مع زملائه لا يرضى بالظلم لأحد، وأيم الله إنها لصفات حميدة أسأل الله أن ترفع مقامه في دارة الباقية. لقد ابتلاه الله بالمرض فكان صابراً محتسباً وقد اتخذ من الأسباب ما أمر الله به وكان ارتياحه كبيراً للرقى الشرعية من قراءة القرآن والأدعية المأثورة حتى وهو يرقد على السرير الأبيض في المستشفى. ونظراً لمسيرتنا المشتركة في الوزارة فقد كان قريباً مني وكنت قريباً منه وكان بيننا مودة خاصة أسأل الله عز وجل أن تكون خالصةً لوجهه.

لقد هاتفني - رحمه الله - في الصيف الماضي حيث كنت أقضي بعض إجازتي السنوية بصحبة الأسرة في المنطقة الشرقية وقال لي بصوت ملؤه المحبة والأُخوة بعد أن سلَّم عليَّ وسأل عن أحوالي وبادلته نفس المشاعر: هل تسمح لي ببعض الدقائق. قلت له: تفضل. قال: لقد رأيت البارحة رؤيا أريد أن أخبرك بها. وكان فرحاً مسروراً لأن في الرؤيا ما يسرني وقد توقع أنها خاصة بي وكانت رؤيا مفرحة تجمعنا جميعاً في مناسبة عامة، فقلت: الحمد لله. وبعد أن أنهى مكالمته اتصلت بمن أثق بدينه وعلمه لتفسير هذه الرؤيا، فقال المفسر إن هذه الرؤيا قد تخص الرائي نفسه (يعني أبا زياد) وقد تخصك أنت لكنني أُرجِّح أنها له وإنها لبشارة له بأنه سيغنم الكثير من الحسنات لبلوى تصيبه. ففرحت بذلك كثيراً ثم هاتفته، وقلت: أبشر أبا زياد إن هذه الرؤيا تخصك إن شاء الله وإنها لبشارة لك لتغنم الكثير من الحسنات على مرأى من الناس. وصدق - إن شاء الله - مفسر هذه الرؤيا، فقد اشتد على أبي زياد المرض، وكثر السائلون عنه والداعون له بالصبر والأجر وحسن الخاتمة إن شاء الله تعالى.

أحسن الله عزاءنا في فقيدنا أبي زياد.. جعل الله العاقبة الحسنة في ذريته من بنين وبنات وأحسن الله عزاء والديه وإخوانه وكل المحبين له. لقد رحل - رحمه الله - إلى الدار الباقية، التي نسأل الله عزّ وجّل أن يكون زاده فيها كثيراً وأن يجمعنا به في مستقر رحمته والحمد لله في مصابنا الجلل ولا نقول إلا ما يرضي الرب {إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ}؛ وصلى الله وسلم على نبينا محمد.

وكيل وزارة الزراعة لشؤون الأبحاث والتنمية الزراعية



 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد