Al Jazirah NewsPaper Saturday  15/03/2008 G Issue 12952
السبت 07 ربيع الأول 1429   العدد  12952
خلال خطابه السنوي أمام الشورى اليوم
المليك يسلط الضوء على السياسة الداخلية والخارجية للمملكة

الرياض - سعد العجيبان

يفتتح خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز اليوم السبت أعمال السنة الرابعة من الدورة الرابعة لمجلس الشورى ويلقي خطاباً يتناول فيه سياسة الدولة الداخلية والخارجية عملاً بما تنص عليه المادة الرابعة عشرة من نظام المجلس.

وأعرب صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز أمير منطقة الرياض عن اعتزازه بما حققه مجلس الشورى من إنجازات خلال الفترة الماضية مؤكداً أن الجميع يلمسون تعاظم دور المجلس والتطور الذي يواكب أداءه مشيراً إلى أن ذلك يعزز الآمال بأن تبلغ المنجزات الحد الذي يرضي القيادة والمواطن.

وأوضح سموه أن المنهج الذي اتبعه المجلس في معالجة أوجه القصور في النظم واللوائح المعمول بها منذ سنوات، ومحاورة ومناقشة الوزراء والمسؤولية، كانا من أبرز إنجازات المجلس في السنوات الماضية. وأكد سموه في حوار خاص تنشره مجلة - الشورى - في عددها الذي يصدر اليوم فاعلية قرارات المجلس وحسن اختيار أعضائه ووصفهم بأنهم على قدر عال من المعرفة والعلم ولديهم خبرات متنوعة واطلاع وتفاعل مع ما يدور في محيطهم الداخلي والخارجي.

ودعا سمو أمير منطقة الرياض إلى تفعيل ثقافة الشورى في المجتمع السعودي مشيراً إلى أن الشورى مبدأ إسلامي متأصل في المجتمع، مؤكدا دور وسائل الإعلام في ترسيخ تلك الثقافة.. وحول الشورى كمبدأ ونهج في رؤية الملك المؤسس رحمه الله قال سمو الأمير سلمان الله سبحانه يقول {وَالَّذِينَ اسْتَجَابُوا لِرَبِّهِمْ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَأَمْرُهُمْ شُورَى بَيْنَهُمْ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ}(38)سورة الشورى. كما قال تعالى:{وَشَاوِرْهُمْ فِي الأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللّهِ إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ}(159) سورة آل عمران.

والشورى مبدأ إسلامي أخذ به الرسول صلى الله عليه وسلم وأصحابه والخلفاء الراشدون من بعده وأصبح من سمات الدول الإسلامية المتعاقبة، والملك عبدالعزيز رحمه الله أخذ بالشورى وأسس أول مجلس شورى عام 1345 هـ والدولة ولله الحمد سارت على هذا النهج، والملك عبدالعزيز رحمه الله حقق الشورى وكان يجتمع كل يوم مرتين مع مستشاريه لتصريف أعمال الدولة ويستعرض جميع الأعمال والمهام معهم ، وكان مستشاروه متواجدين معه في سفره وإقامته ويمارس الشورى رحمه الله حتى في شؤونه الخاصة وبين خاصته.

وعن إعادة تشكيل مجلس الشورى في عهد الملك فهد بن عبدالعزيز قال سموه: إن الملك فهد بن عبدالعزيز رحمه الله عندما قرر إعادة أعمال وإنشاء مجلس الشورى ونظامه الجديد وكان ذلك عام 1412هـ - ولي الشرف أنني كنت أحد أعضاء اللجنة المكلفة من قبله رحمه الله بإعداد نظامه واختيار أعضائه - وكان هدف الملك فهد - رحمه الله - هو مشاركة المواطن في تنمية بلده برأيه ومشورته وخبرته من خلال هذا المجلس. ونفى صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز أمير منطقة الرياض وجود ضعف في ثقافة الشورى لدى المجتمع السعودي لأن الشورى مبدأ إسلامي ومتأصل لدى المجتمع السعودي وقال: ولله الحمد هذا مبدأ قديم والمعروف أنه في الماضي كانت المدن والقرى يعمدون لكبار جماعتهم لأخذ رأيهم. أيضاً القبائل تأخذ برأي زعمائها وعقلائها.

والآن مع توفر وسائل الإعلام المرئية والمسموعة والمقروءة يمكن إعطاء المواطن الصورة الكاملة لدور الشورى وتعزيز الثقافة الشورية لديه. وحول العلاقة بين مجالس المناطق ومجلس الشورى لتبادل الآراء والوصول إلى احتياجات المناطق قال سموه: المعروف أن مجالس المناطق تقوم بدور على مستوى المناطق في المملكة فكل مجلس منطقة يقوم باقتراح أي عمل من أعمال النفع العام لمواطني المنطقة وتشجيع إسهام المواطنين في ذلك وتحديد احتياجات المنطقة واقتراح إدراجها في خطة التنمية للدولة وتحديد المشاريع النافعة حسب أولويتها واقتراح اعتمادها في ميزانية الدولة السنوية وكذلك متابعة تنفيذها بعد اعتمادها.. أما مجلس الشورى فهو وفق نظامه يبدي الرأي في الأمور التي تحال إليه من رئيس مجلس الوزراء وكذلك مناقشة الخطة العامة للتنمية الاقتصادية ودراسة الأنظمة واللوائح والمعاهدات والاتفاقيات الدولية وتفسير الأنظمة ومناقشة التقارير السنوية التي تقدمها الوزارات والأجهزة الحكومية الأخرى. فمجلس المنطقة مهامه محصورة في منطقته أما مجلس الشورى فمهامه على نطاق أكبر وأوسع وكلاهما ولله الحمد يعملان للنفع العام وبما يراه ولي الأمر.

وعن رضاه عما حققه المجلس وهو على مشارف عامه الخامس عشر قال سمو أمير منطقة الرياض نعم.

وفي الواقع نلمس التطور الذي يشهده المجلس وهذا يزيد من الآمال بأن تبلغ منجزات المجلس الحد الذي يرضي الله أولا ثم ولي الأمر والمواطنين. وأضاف سموه قائلاً: أما بالنسبة لأهم الملامح فلعل المنهج الذي اتبعه المجلس في دراسة النظم واللوائح المعمول بها منذ زمن ومعالجة أوجه القصور فيها وتعديلها أو استبدالها. ومحاورة ومناقشة المسؤولين والوزراء أسهم بدور كبير في تطوير صورة المجلس وإبراز صورته أكثر لدى المواطنين. وحيال تنفيذ قرارات المجلس وتوصياته أوضح سموه أن قرارات المجلس وتوصياته ترفع لولي الأمر وهو صاحب القرار والأمر له، وفي حالة اعتماد هذه القرارات تصبح واجبة النفاذ وذلك عبر الآلية الموجودة لدى مجلس الوزراء والواجب احترامها وتنفيذها عند اكتمال إجراءاتها. وحول تفعيل دور مجلس الشورى ومشاركته في صناعة القرار قال سموه: المجلس فاعل في قراراته والأعضاء الذين يتم اختيارهم لمجلس الشورى على قدر عال من العلم والمعرفة ولديهم خبرات متنوعة واطلاع وتفاعل مع ما يدور في محيطهم الداخلي والخارجي من تطورات وإحداث ولهم دورهم ومشاركتهم في صناعة القرارات في ظل ما يقدمه المجلس من آراء ودراسات ومقترحات.

واختتم سمو الأمير سلمان بن عبدالعزيز حديثه قائلاً: نلاحظ التطور والتنوع في الفترة الأخيرة للقضايا التي يعالجها مجلس الشورى حيث أصبح يناقش القضايا الاجتماعية المتنوعة إلى جانب مراجعته للأنظمة المعمول بها في الأجهزة الحكومية والأهلية والعمل على تحديثها ومعالجة أوجه القصور فيها.. وأرى في هذه القضايا جامعة لكل ما يهم المواطن ونأمل المزيد منها بما يخدم ديننا وبلادنا وشعبنا.

ورفع معالي رئيس مجلس الشورى الدكتور صالح بن عبد الله بن حميد تقدير المجلس واعتزازه بالرعاية الكريمة التي يلقاها من لدن خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين الأمير سلطان بن عبدالعزيز.

وقال معاليه إن المجلس وأعضاءه والمواطنين يتطلعون لهذه المناسبة التي يتفضل فيها خادم الحرمين الشريفين بافتتاح السنة الرابعة من الدورة الرابعة للمجلس والاستماع إلى ما يوجهه - حفظه الله - من كلمةٍ ضافيةٍ تُعد وثيقة تستلهم منها مواقف المملكة تجاه كثير من القضايا والمستجدات على جميع المستويات.

ورأى الدكتور ابن حميد أن مجلس الشورى يمثل نقلة نوعية في إطار تفعيل مبدأ المشاركة، وأداة فاعلة تستجيب مع تطورات العصر الذي نعيشه وتواكب مستجدات الحياة، مبيناً أن الشورى انعكاس أمين لرأي المجتمع انطلاقاً من شريعتنا الغراء، مشيراً إلى تواصل النهج الحكيم لولاة الأمر في هذه البلاد الطاهرة على ما اختطه المؤسس الملك عبدالعزيز بن عبد الرحمن آل سعود - رحمه الله - الذي اتخذ الشورى مبدأ وطريقاً لإدارة شؤون البلاد، وواصل المسيرة أبناؤه مسطرين صفحات مجيدة في سجل التنمية والتطوير تستوجب الشكر والامتنان لهذا النهج المحمود الذي حقق المكانة المرموقة للمملكة العربية السعودية على الصعيد الإقليمي والدولي كدولة رائدة وداعمة للاستقرار والأمن في العالم.

وأبان معاليه أن الاهتمام بالمواطن والتخطيط للمستقبل يأتيان في مقدمة الاهتمامات التي يضطلع بها المجلس فقد اهتم على مدى دوراته المنصرمة بالمشاركة الفاعلة في المسيرة التنموية، وقدم الآراء والمشورة وأصدر القرارات التي لامست هموم واحتياجات المواطن، وتوخت المصالح العليا للدولة والوطن من خلال دراسة مشروعات الأنظمة، والاتفاقيات والمعاهدات الدولية، وتقارير أداء الأجهزة الحكومية واستضافة المسؤولين وفق سياق يقوم على بحوث ودراسات نقاش وتداول للرأي ووضعٍ للمقترحات والتوصيات ومن ثم الخروج بالقرارات.

وأكد معاليه أن الدورة الرابعة لمجلس الشورى شهدت حضوراً مكثفاً من أصحاب السمو والمعالي الوزراء والمسئولين في الدولة تمَّ من خلاله استجلاء الكثير من الموضوعات التي تتعلق بأداء أجهزتهم حيال عدد من الجوانب، كما أجابوا على تساؤلات الأعضاء، كما تلقى المجلس آراء المواطنين ومقترحاتهم، حيث شهدت السنة الثالثة من هذه الدورة اهتماماً كبيراً بما ورد من مقترحات المواطنين وآرائهم ووجهات نظرهم تجاه العديد من القضايا التي تعزز مسيرة التنمية الوطنية.

وجدد معاليه التأكيد على أن ما تحقق للمجلس من إنجازات على مدى دوراته المنصرمة جاء بفضل من الله ثم بمساندة كريمة من خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين - حفظهما الله - وبتفاعل وتعاون أصحاب السمو الملكي والمعالي الوزراء والمسؤولين، وبتواصل مع المواطن عبر وسائل ونوافذ عديدة حيث إنه الدافع الرئيس والمستهدف في قرارات المجلس ورؤيته لمستقبل الوطن.

ودعا معالي الشيخ الدكتور صالح بن حميد المولى عز وجل أن يوفق قيادة هذه البلاد وعلى رأسها خادم الحرمين الشريفين، وسمو ولي عهده الأمين إلى ما فيه الخير والصلاح، وأن يسدد سبحانه خطى العاملين ويحقق للمملكة ما تصبو إليه من عزّ وسؤدد.

من جهته قال معالي نائب رئيس مجلس الشورى المهندس محمود بن عبد الله طيبة في هذا الوقت من كل عام يتشرف مجلس الشورى بحضور خادم الحرمين الشريفين - حفظه الله - للمجلس لإلقاء خطاب ملكي أمام المجلس يرسم فيه منهجاً ويخط فيه سياسة البلاد داخلياً وخارجياً، ويأتي هذا التشريف الذي يتزامن مع بداية أعمال السنة الرابعة من الدورة الرابعة مثالاً حياً على التواصل المستمر من أجل العمل البناء والاستمرار في الإصلاحات.




 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد