«الجزيرة» - وهيب الوهيبي

أعلن صاحب السمو الملكي الأمير عبدالعزيز بن سلمان بن عبدالعزيز المشرف العام على جمعية الأمير فهد بن سلمان الخيرية رعاية مرضى الفشل الكلوي عن التوسع في إنشاء مراكز خيرية لغسيل الكلى لتشمل احتياجات المرضى في مختلف مناطق المملكة وذلك وفق خطة عمل مدتها خمس سنوات مقبلة.

جاء ذلك في مؤتمر صحفي عقده صباح أمس في فندق الفورسيزونز بمناسبة اليوم العالمي للكلى بالتعاون مع وزارة التربية والتعليم بحضور نائب وزير التربية والتعليم لتعليم البنين الدكتور سعيد بن محد المليص وعدد من المسؤولين ومنسوبي الجمعية.

وقال سموه: حرصنا في الجمعية على أن تكون المناسبة فرصة لدراسة مشروع تعاون مشترك مع وزارة حول أهمية الوقاية والتوعية بأمراض الكلى.

وأوضح أن إطلاق التوعية عبر المدارس العامة له فوائده الممتدة على صحتنا وعلى كفاءة الإنفاق على الرعاية الصحية، فكما نعلم أن نسبة الأطفال والشباب في المملكة تبلغ أكثر من 60 في المائة من السكان، والبدء الجاد للتوعية بأمراض الكلى.

وأكد سموه أن المملكة تنفق أموالاً طائلةً على علاج الفشل الكلوي فمثلاً تنفق وزارة الصحة أكثر من (مليار ريال) سنوياً، وهذا المبلغ يغطي فقط تكلفة الأدوية والمحاليل المصاحبة لعملية الغسيل ولا يشمل إجمالي ما تنفقه القطاعات الصحية الحكومية أو الخاصة ولكم أن تتخيلوا حجم المبلغ إذا أضيفت إليه التكاليف الرأسمالية، مثل التجهيزات الطبية والقوى العاملة، وتكاليف الصيانة وتجهيز وبناء المنشآت وأيضاً لا ننسى التكاليف الاجتماعية والنفسية التي تترتب على الإصابة بالفشل الكلوي الاجتماعية والنفسية التي تترتب على الإصابة بالفشل الكلوي.

وأشار الأمير عبدالعزيز بن سلمان إلى أن الاحتفال باليوم العالمي للكلى يهدف إلى رفع الوعي حول الوظائف الحيوية التي تقوم بها الكلى في جسم الإنسان كما يهدف إلى إبراز أن مرض الكلى المزمن ليس عصياً على العلاج إذا توافرت المتابعة والاكتشاف المبكر لعمل وظائف الكلى وهذا المرض ليس حصراً على المملكة إذ يوجد أكثر من 500 مليون مريض في العالم وما يقارب 10 في المائة من البالغين يعانون مشكلات في الكلى؛ والحقيقة أن أكثر من 1.5 مليون شخص في العالم (من المرضى المصابين بمرض الكلى المزمن) ما زالوا على قيد الحياة إما عن طريق إجراء الغسيل الكلوي وإما زراعة الكلى ومن المتوقع أن يتضاعف عدد هؤلاء المرضى في غضون السنوات العشر المقبلة بسبب عدد هؤلاء المرضى في غضون السنوات العشر المقبلة بسبب عدد من العوامل مثل: أمراض الكلى، الالتهابات في الكلى أو المسالك، الإعاقة في المجاري البولية، الاضطرابات الموروثة مثل polycystic، مرض السكري، مرض ارتفاع ضغط الدم، والسمنة.

ولفت سموه أن مرض السكري من الأسباب المهمة للإصابة بمرض الكلى المزمن إذا لم تتم السيطرة عليه حيث يتوقع أن يصل عدد المصابين بمرض السكري في العالم إلى ما يقارب 300 مليون شخص في العام 2025 والدولُ النامية ستكونُ الأكثر عرضة للإصابة بهذا المرض.

وقال سموه: إن التوعية والوقاية ضروريتان لاعتبارات وحقائق لا بد من الإشارة إليها. ربما يخفى عليكم أن برنامج الغسيل الكلوي وبرنامج زراعة الكلى يحتاجان إلى ميزانيات باهظة، مما يشكل عبئاً اقتصادياً على ميزانية الرعاية الصحية في الدول المتقدمة وبشكل أبكر على الدول النامية، حيث من المتوقع أن تصل التكلفة التراكمية على مستوى العالم للغسيل الكلوي وزراعة الكلى إلى (تريليون دولار) خلال العقد القادم هذا ما لمسناه عبر (برنامج رعاية غسيل مريض فشل كلوي) حيث تقدر تكلفة علاج المريض الواحد في السنة في حدود 110 آلاف ريال، وطبقاً لهذا تنفق الجمعية أكثر من 27 مليون ريال لعلاج 250 مريضا.

ولإدراكنا بأهمية التكاليف وتصاعدها، عملنا على ضرورة تطوير موارد دائمة للجمعية. وفي هذا السياق صدرت فتوى سماحة المفتي العام للمملكة بجواز أخذ الزكاة الشرعية لصرفها على علاج المرضى الفقراء والمحتاجين. لذا قامت الجمعية بفتح حساب موحد لدى البنك الأهلي التجاري ومصرف الراجحي برقم 1100 للزكاة و2200 للصدقة.

كذلك تم استخدام الرسائل القصيرة sms لمن يرغب في التبرع لهؤلاء المرضى عن طريق إرسال رسالة فارغة إلى الرقم 5060.

كما قامت الجمعية أيضاً بإنشاء قناة النصائح العامة للوقاية من أمراض الكلى ويتم الاشتراك الشهري فيها بإرسال الرمز (1) إلى الرقم 5060. وقيمة الاشتراك 12 ريالاً.

أيضاً هناك برنامج التعليم والتدريب لمرضى الفشل الكلوي وذويهم حيث يوجد أكثر من 550 فرصة في كليات ومعاهد المؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني.

كذلك لدى الجمعية برنامج زراعة الكلى، حيث تتحمل الجمعية تكاليف الزراعة لأكثر من 60 مريضاً لمن لديهم متبرعون وهذا يتم عبر التعاون مع مستشفى سعد في الدمام، ونتمنى أن تتم الاستفادة من هذا البرنامج بالشكل الذي يخدم المرضى، وما زالت الفرصة متاحة للاستفادة من البرنامج في القريب العاجل.

أيضاً الجمعية تعمل على برنامج الأجهزة ويستهدف هذا البرنامج استبدال أكثر من 900 جهاز غسيل كلوي في مناطق المملكة المختلفة.

وفي إطار هذا البرنامج تم تسلم تبرعات عدد من المؤسسات والأفراد، ونسعى لزيادة التبرعات لتوسيع قاعدة البرناشمج.

وفي ختام المؤتمر كرَّم سموه المتبرعين بالأعضاء وسام الملك عبدالعزيز من الدرجة الثانية.