جدة - خالد الصبياني
كشف فصل التيار الكهربائي عن عدد من المنازل في حي غليل الشعبي عن مأساة إنسانية يعيشها المعوزون من قاطني الحي وصلت بالبعض منهم إلى ترك منزله واللجوء إلى الأقارب وبالبعض الآخر إلى إيصال التيار الكهربائي عن طريق مد سلك من جيرانه الذين اضطروا إلى ذلك رغبة منهم في أداء حق الجار.
ويقول الموطن علي القرني: أنا والد لـ10 أطفال وفاتورة الكهرباء التي عليّ سدادها تبلغ قيمتها 3000 ريال لا أعلم من أين أتحصل عليها خصوصا أن مصدر دخلي الوحيد هو الضمان الاجتماعي ما أجبرني على إيصال سلك من جيراني وأعلم خطئي ولكن مجبر أخاك لا بطل.
أما المواطنة أم حسن فتقول: أنا لديّ ولدين أحدهما معوق والآخر مصاب بمرض نفسي ومقدار الفاتورة المطلوبة مني هي 1700 ريال لا أملك منها أي شيء ما اضطرني إلى إيصال التيار الكهربائي من الجيران وأنا أرجو من يستطيع أن يساعدني أن يفعل.
من جهته يقول المواطن محمد الحربي بعد فصل التيار الكهربائي عن منزلي بسبب فاتورة تراكمت حتى وصلت إلى مبلغ 8000 ريال: أخذت ابنتي وذهبت للعيش لدى أختي التي تقطن هي وابنها في غرفة واحدة وأنا لا أعرف حلاً لمشكلتي هذه.
أما محمد القرني والد 10 أطفال فيقول: فاتورتي بـ83 ريالاً فقط ولم أستطع سدادها حتى فصلت الشركة الكهرباء عني ما جعلني ألجأ إلى جيراني وإيصال سلك كهربائي منهم واليوم قررت إخراج أربعة من أبنائي من التعليم وإلحاقهم بعمل لكي أستطيع أن أصرف على الباقين.
ويقول يحيى القرني والد ل6 أطفال وفصلت عنه الكهرباء جراء فاتورة متأخرة مقدارها 2200 ريال وبسبب الغلاء وارتفاع الأسعار عجزت عن السداد ونحن نعيش في وسط جدة بدون كهرباء.
أما أم سعيد الزهراني فتقول: فاتورة الكهرباء التي وصلتني هذا الشهر قيمتها 1000ريال ونحن أربع بنات لدينا أخ مريض عجزنا عن دفع الفاتورة ونحن الآن بدون كهرباء.
عدد من المواطنين القاطنين في غليل طالبوا أن ترأف شركة الكهرباء بأحوالهم وأن تساعدهم بأي طريقة ممكنة حتى لو بالتنسيق بينها وبين الضمان الاجتماعي الذي يعتبره أغلب هؤلاء وسيلة الدخل الوحيدة لديهم.
من جهته أكد مدير الضمان الاجتماعي بمنطقة مكة المكرمة الدكتور علي الحناكي أن الضمان يرحب بمثل هذه الحالات حيث يتم استقبالها بشكل فوري ويتم تحويلها إلى المراكز لكي يتم مساعدتها بشكل فوري مع مراعاة التأكد من صدق الحالة.