Al Jazirah NewsPaper Sunday  16/03/2008 G Issue 12953
الأحد 08 ربيع الأول 1429   العدد  12953
هذرلوجيا
عن سعيد سمنتر
سليمان الفليح

مات «سعيد سمنتر» أتستطيع أن ترثيه كما رثيت «الربعي» و«مشهور الشعلان» ؟!.. قارئ.

***

* واويلاه عليه، صديقي الصومالي النبيل الفذ الكهل الأشيب مثل الأيام والساحق كشجرة التوت الراسخة في تربة مقديشو السفلى، سيد قبيلة (جعلو) الذي أرغمه الدهر أن يكون (بارمان) للإنجليز في عدن ومسؤولاً عن مخازن ذخيرة الرصاص في الحرب العالمية الثانية للألمان ومديراً للملهى الإفريقي الباذخ في (هونغ كونغ) ومشعل السيجار (الهافاني) ل(هوشي منه) وصديق (عيديد) الذي يلعنه مئة مرة في الساعة الواحدة إبان الحرب الشعبية في الصومال وهو يقف على رأسي ب(دلة القهوة النظيفة اللامعة)، وآنذاك كنت أقول له يا سعيد. دع عنك الدلة وحدثني عن تاريخك الشخصي المجيد، إنني أستحي منك أيها التاريخ.

***

آنذاك تهللت قسمات وجهه السمراء ثم أشعل له سيجارة ليضع ساقاً فوق ساق ثم وقفت كل الشعرات البيض في هامته العالية ثم ابتدأ الحديث: كنت في صباي (مروضاً) ل(السناجب) و(القرود) ومقامراً (قذراً) لا يخاف الله، وذات يوم من أيامي (المجيدة) وقف على رأسي جندي استعماري حقير وقال لي اسمع أيها (الوغد) ما رأيك أن تعرض (خزعبلاتك ل(القواد) وأنا أضمن أنك ستكون سعيداً وثرياً حتى آخر العمر.

قال سعيد: مضيت معه وأنا (أضغن) شيئاً في القلب، إذ بعد شهرين بالتمام والكمال وحينما وثق (الخواجات) بي: عملت (شيئاً) لا يتسم تماما بما يفعله الإرهابيون الآن بل كل ما في الأمر أنني وجهت لهم تحية نبيلة ليست أكثر فحسب من مواطن إلى مستعمرين.

***

لويت (ساعد) سعيد سمنتر ولكنه لم يلتو.

تماماً حينما قلت له أن (شايك) رديء!! ساعتها كما قيل لي أن سعيد بكى كثيراً وقدم استقالته من العمل ولم أعد أراه.

***

بعد عدة أعوم وصلت إلى موقعي الإلكتروني ورقة بخط اليد كتبُ فيها ما يلي:

بخصوص المدعو سليمان بن فليح العنزي- (تراه) رجال طيب وكريم ويحبونه ربعه وما لقيت به شيء أكتبه لكم وخطي (بريء)، سعيد سمنتر.

***

تحايا يا سعيد سمنتر وليغمد الله روحك بالجنة وهاأنا كتبت عنك كما كتبت عن أصدقائي الرائعين الراحلين!



لإبداء الرأي حول هذا المقال أرسل رسالة قصيرة SMS  تبدأ برقم الكاتب 7555 ثم إلى الكود 82244

 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد