Al Jazirah NewsPaper Wednesday  19/03/2008 G Issue 12956
الاربعاء 11 ربيع الأول 1429   العدد  12956
وتاليتها
د. هند بنت ماجد الخثيلة

المملكة العربية السعودية تسير قدماً في الإصلاحات، وتعمل جاهدة على تحقيق مصالح المواطنين وبخاصة المرأة السعودية، فالقرار الذي أعطى المرأة حق الدخول إلى الفنادق والإقامة فيها سهل الكثير على المرأة وعلى حياتها، وأضفى على نفسيتها بعضاً من الراحة والطمأنينة، وأصبحت تجد نفسها غير مضطرة إلى الدوران حول الحقائق لتصل إليها بطرق غير مباشرة. كم من النساء اضطررن للزواج ليس رغبة في الزواج بحد ذاته، ولكن ليكون إلى جانبها محرم يفتح لها الأبواب المغلقة في وجهها، بدليل أن الكثيرات تزوجن من رجال هم في عمر أبنائهن إن لم يكونوا في عمر أحفادهن!! كان لابد للمرأة أن تتعرض لاستغلال ذلك الرجل سواء في مالها أو في حلالها (سيارتها وبيتها وكل ما يخصها) علاوة على صبرها على رجل ما كان للنفس فيه خاطر ولا للعين فيه قبول!

ومع صدور ذلك القرار إلا أن الرجل نفسه لا يزال مفروضاً على المرأة ولكن في صور أخرى وتحت مسميات عدة بينها المعقب، والمراجع الذي لا تستطيع المرأة الدخول إلى أي مؤسسة لمتابعة شأن من شؤونها الإجرائية الخاصة إلا عن طريقه.

يستلم هذا الرجل الموكل لإنهاء المعاملات الخاصة بالمرأة، يستلم أوراقها ووثائقها ويذهب.. وتبدأ هي في ملاحقته، فلا يرد جواله، ولا يرد على رسائل هاتفه، بينما هي لا تعرف هاتف منزله ولا عنواناً تستطيع أن تصل إليه فيه، كثيراً ما تلجأ إلى استخدام جوالات أخرى بهدف الاحتيال ليرد عليها، وتقبل منه كل الأعذار والاعتذارات وهي تدرك أنها أعذار واهية، وكم وصل الأمر بالكثيرات إلى درجة الابتزاز المادي، ولأنهن لا يستطعن إلا مجاراة هذا الابتزاز فإنهن يقبلن به!

لست أدري ما الذي يمنع المرأة من مراجعة هذه المؤسسات بنفسها وقضاء حاجتها بأقصر الطرق وأكثرها أماناً وإنجازاً، لأنها الأعرف بموضوعها والأحرص على تحقيقه؟!

قد يقول قائل هناك أقسام خاصة بالنساء في هذه المؤسسات من الممكن للمرأة أن تراجعها، ولكن يجب على من يقول ذلك أن يكون متأكداً أولاً من أن هذه الأقسام تقوم بأداء دورها كما ينبغي في ظل عدم وجود الصلاحيات التي تفوضهن بإنجاز العمل للمراجع.

الغريب أن البعض يتستر خلف ازدواجية الأقسام الخاصة، الرجل والمرأة في الكثير من المؤسسات بحجة منع الاختلاط فأي اختلاط في مراجعة امرأة لقضاء معاملاتها بنفسها؟! ألا تذهب إلى المحكمة بنفسها؟ ألا تكون في الأسواق بنفسها ألا تستقل الطائرة مع الرجل؟ ألا تتقاسم الهواء ذاته والفضاء ذاته والحياة ذاتها مع الرجال؟ وهل هناك في الأرض كلها أقدس أو أطهر من الحرمين الشريفين ألا تكون المرأة بجوار الرجل في طوافها وسعيها وتنقلها؟

الموضوع ليس موضوع اختلاط، الذي تسعى إليه المرأة هو ضمان قضاء حاجتها بالسبل السليمة والمباشرة دون تعرضها للاستغلال أو الإذلال، ولكي يعي الكثيرون معنى هذا الإذلال عليهم أن يروا المرأة وهي واقفة وراء أسوار المؤسسات وعلى الأرصفة ولا يجرؤ أحد على الرد عليها حين تتوجه إليهم مستفسرة مخافة من أن يقع في المحظور ودرءاً للشبهات.. وتاليتها!!





لإبداء الرأي حول هذا المقال أرسل رسالة قصيرة SMS  تبدأ برقم الكاتب 5940 ثم إلى الكود 82244

 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد