Al Jazirah NewsPaper Thursday  20/03/2008 G Issue 12957
الخميس 12 ربيع الأول 1429   العدد  12957
سحر التسامح الاجتماعي والثقافي للعيش المشترك بكرامة وسلام
د. فوزية عبد الله أبو خالد

لا أدري ما الذي ذكرني إلا أن يكون بعض المواقف المتشنجة التي قد تبدو منا إزاء بعضنا البعض في بعض الفعاليات الثقافية بهذا الملف الذي كنتُ قد كتبت فيه تصورا مبسطا عن التسامح في دعوة خليجية لبيتها للحديث عن التسامح لطلاب عدد من مدارس المرحلة المتوسطة غير أنني لا زلت أذكر ذلك الحماس والتجاوب الذي كان يفيض ....

....من تلك الوجوه الفتية أثناء وبعد اللقاء فيبعث الأمل بعيش كريم مشترك يقاوم حالات التشظي التي تحيط بمنطقتنا من الداخل والخارج وتهددها إما بانقسامات وجدانية وفكرية وسواها من أشكال الانقسام التي قد تذرينا أو قد تدفعنا إلى تقوقع وانكفاء لا تقوم لنا به قائمة لا سمح الله.

ولشراسة الاحتمالات فيما لو خلت حياتنا الاجتماعية والثقافية من التسامح فقد سمحت لنفسي أن أقوم بنشر مقاطع من هذا الملف هنا فرغم عدم خلوه من الأسلوب المدرسي لطبيعة جمهور اللقاء ممن كانوا تلاميذ في مقتبل العمر فلعل تقديم الموضوع بمثل تلك اللغة اليومية البسيطة التي طرح بها تساعد على أن يجد التسامح بمعناه الحضاري والمعيشي مساحة في عقولنا وممارساتنا ولئلا نخرج تماما عن أريحية ومرونة مقتبل العمر وقدرته على التفاعل البناء.

{يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ}(13) سورة الحجرات

* معاني التسامح:

التسامح من التقوى. ومن معانيه في السياق الذي يعني الحوار والتعايش السلمي والتنوع المثمر في العلاقات الاجتماعية:

التقبل، القبول، التكافؤ، العدل, سعة الصدر و سعة الأفق، والتفاعل التبادلي.

* معاني عدم التسامح:

الجور، التنافر، ضيق الأفق، المصادرة، جاهزية الأحكام، التشنج، العنف، الاحتراب.

* أدوات التسامح:

الشفافية، الإصغاء, الحوار، النقاش، المجادلة بالتي هي أحسن.

* أدوات عدم التسامح:

الإعراض، المقاطعة، التنابذ، المشاحنة، التجريح، الشجار، العنف والتقاتل (لا سمح الله).

* نتائج التسامح:

التنوع، التعدد، التبادل, التعايش، المشاركة، الألفة (التآلف)، الإثراء، التجدد، الحب و السلام.

* نتائج عدم التسامح:

التعصب الأعمى (حمية الجاهلية)، الحقد، الكراهية، الانقسام، الفرقة, القلاقل, وعدم الاستقرار، الحروب، الفناء (لا سمح الله).

* من محددات التسامح:

تساوي الناس في الإنسانية، والكرامة الإنسانية، التحلي بمكارم الأخلاق (صفح الرسول صلى الله عليه وسلم بعد فتح مكة)، احترام الاختلاف، التمتع بتنوع الاختلافات، الرغبة والحرص على التآلف، العقلانية والموضوعية في الحكم على الأمور، التحرر من إعاقاتنا العاطفية في تقبل ما يختلف عنا أو ما نختلف معه.

* من أسباب أهمية التسامح للسلم الاجتماعي:

اختلاف الخلق (البشر) في المظهر الخارجي (طويل.. قصير, شعر منسدل، شعر مموج)، في اللون (أسود، أبيض، أسمر)، في الأعراق (آسيوي، أفريقي، أنجلو سكسونين، أعجمي، عربي)، في العمر (أطفال، راشدون، شيوخ)، في الجنس (ذكر، أنثى)، في القدرات (عقلية، بدنية, نفسية)، في المواهب (رياضية، أدبية، فنية، لغوية) في المعتقدات (الأديان، القيم والمعايير)، في الأفكار (رومانسي، عملي، منفتح، ملتزم، طريقة الكلام)، وفي أساليب المعيشة (الملبس، المأكل والمشرب والعادات والتقاليد)، وفي الأحلام والطموحات. قول الرسول صلى الله عليه وسلم (لا يكن أحدكم إمعة يقول إن أحسن الناس أحسنت وإن أساؤوا أسأت ولكن وطنوا أنفسكم إن أحسن الناس أن تحسنوا وإن أساؤوا أن تجتنبوا إساءتهم) أو كما قال الرسول صلى الله عليه وسلم.

تعدد التجمعات البشرية (بدوية، حضرية، ساحلية، جبلية، شرقية، غربية).

تنوع المجتمعات والحضارات (عربية، صينية، هندية، أوروبية، أمريكية، يابانية، مكسيكية).

تعدد اللغة: (فارسي، أردو، إسباني، فرنسي، إنجليزي، عربي).

تعدد الأديان: (الإسلام، المسيحية، اليهودية، عقائد أخرى...).

وكذلك تعدد الثقافات.

من المقترحات التي جاءت من تحاور التلاميذ في اللقاءات المدرسية المشار إليها للتعامل الحضاري المتسامح في العلاقات ما يلي:

* تذكر أن الدين المعاملة.

* تذكر أن المعارف والحقائق والآراء نسبية وليست مطلقة.

* عدم الحكم على الآخرين بمنظارنا.

* العدالة في المواقف حتى مع الأعداء.

* توجيه نقد موضوعي وبأسلوب غير جارح للفكرة أو الرأي المطروح أو السلوك وليس للشخص.

* ألا نكون أكبر أو أصغر من التعرف على أناس جدد وأفكار جديدة على أن تأخذ ما يناسبنا دون تسفيه مالا يوافق هوانا أو مواقفنا.

* عدم إجبار الآخرين على تبني أفكارنا ولا نعاديهم لأنهم يريدوا أن يحتفظوا بأفكارهم فالمهم ألا يفرضوها علينا.

* عدم تكوين شلة تتحزب ضد من لا تعجبنا أولا تتفق معنا أفكاره أو تصرفاته أو من نختلف معه في اللهجة أو المنشأ أو العادات فهذا يخلق الحقد والفرقة.

* المشاركة مع زميلات أو زملاء ممن يختلفون عنا في قراءة قصة أو كتاب وتبادل الآراء حولها.

* لابد من التذكر أن ليس من وظيفتنا بالضرورة أن نجبر الناس أن يحبونا أو يتقبلونا فالذي بيدنا أولا هو أن نحب الآخرين ونعبر لهم عن حسن النية وعن الاحترام.

* اعتبار التعرف على والتعايش مع الآخرين المختلفين عنا نوعاً من المتعة والتجربة التي قد نتعلم منها الجديد أو يتعلمون فيها منا.

* الاعتزاز بالهوية لا يعني الاستعلاء على الآخرين.

* تقدير الآخر لا يتطلب الاستسلام لجميع ما عنده والانبهار به لدرجة التخلي عن ما عندنا.

* تقبل النصر والهزيمة بروح رياضية، لا بروح الشماتة من الخاسر ولا بروح الانكسار أمام الفائز.

* عدم الخجل من التراجع عن الخطأ والاعتذار فالرجوع عن الخطأ فضيلة.

* عدم تسبيق سوء الظن في الحكم على الآخرين وعدم ادعاء معرفة ما في ضمائر الآخرين.

* مراجعة المسلمات والأفكار بين الحين والآخر لأن كل إنسان بحاجة أن يعرض رأسه للهواء الطلق من حين لآخر لئلا تعطن بداخلنا الأفكار.

* قراءة الأدب والقصص من بلاد أخرى وعادات وتقاليد سلوك مجتمعات أخرى مع تأملها بحس تقديري وقراءتها بحس نقدي لا يكون على أساس المفاضلة.

* قراءة السيرة النبوية فهي ينبوع يتدفق صوراً للتسامح وأسساً للمشاركة والعيش بحب وسلام.



لإبداء الرأي حول هذا المقال أرسل رسالة قصيرة SMS  تبدأ برقم الكاتب 5148 ثم إلى الكود 82244

 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد