Al Jazirah NewsPaper Thursday  20/03/2008 G Issue 12957
الخميس 12 ربيع الأول 1429   العدد  12957
المنشود
أطفال، ومخاطر!!
رقية سليمان الهويريني

تطلق إحدى المؤسسات اليمنية المختصة بالطفولة والتنمية بالتعاون مع منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف) ثلاثة أشرطة تشتمل على أفلام كرتونية تتناول في قالب غنائي قضايا التحرش بالأطفال.

وتشير الأمينة العامة للمؤسسة مريم إبراهيم الشوافي أن الأشرطة الثلاثة عبارة عن (أناشيد للأطفال) مدة الأنشودة الواحدة خمس دقائق، تستهدف توعية الأطفال وتجنيبهم الوقوع في حوادث التحرش والخطف. وتنوي المؤسسة تقديم تلك الأناشيد بأسلوب سلس وتشويقي وتوجيهات غير مباشرة للأطفال حول كيفية تفادي الوقوع في حوادث التحرش، والابتعاد عن رفقاء السوء والغرباء. واستبعدت الأمينة العامة أن يؤدي ذلك إلى عزلة الأطفال وخوفهم من الاختلاط بأقرانهم.

وكانت المؤسسة ومنظمة الأمم المتحدة للطفولة قد قدمتا العام الماضي مشاهد كرتونية بعنوان (عودة أحمد) تتناول قضية تهريب الأطفال اليمنيين إلى دول مجاورة بغرض المتاجرة، وقد لاقت مشاهد الفيلم ترحيباً كبيراً في أوساط اليمنيين، وحدت كثيراً من انتشار تلك الظاهرة.

وتعد أناشيد الأطفال إحدى الطرق الإيجابية لنشر الوعي بينهم، كما أنها فرصة لتنبيههم للمخاطر التي تحيط بهم.

ولعلنا نتذكر في طفولتنا تأثير القصص الخرافية التي يرويها لنا آباؤنا رغبة منهم في تعزيز السلوك الإيجابي لدينا ونبذ السلوك السلبي، وتحذيرنا من الغرباء. وتبرز قصة (أم العنزين) الشهيرة التي ما فتئت تحذر أطفالها من الذئب وتعرض لهم أساليبه الهجومية الملتوية وكيفية تفادي اقتحامه للمنزل أثناء غيابها باعتبار أنها (ماعز عاملة) ومسؤولة عن رعاية أطفالها، لتقاعس والدهم (التيس) عن القيام بواجبه.

وتلك القصة التحذيرية تشير إلى الذئب (كرمز) على الاعتداء وكيفية انقضاضه على فريسته ليأكلها، بينما الآن تشير له ذاته باعتداء من نوع آخر، ربما لارتباط المرحلة السابقة بالجوع والفقر.

وهنا لابد أن يفهم الطفل ماذا تعني مصطلحات التحرش والاعتداء والاغتصاب بكل أشكالها وصورها ليمكنه تجنب الوقوع فيها.

ومن هذا المنطلق فإني أنادي بتأصيل ثقافة الحماية الذاتية للطفل من خلال نشر الوعي عن طريق الحرص والانتباه وتحاشي الدخول في الأماكن المشبوهة والمغلقة ومرافقة الكبار والابتعاد عن رفقاء السوء وعدم الثقة بالغرباء. وهذا من شأنه أن يسهم في انطلاق الطفل لشعوره بالثقة وحسن التصرف، كما يؤدي لراحة الوالدين وتخفيف التوتر الحاصل بفرض الحماية المكثفة والخوف المبالغ به، ولا لوم عليهم بسبب وقوع حالات تحرش واعتداءات متكررة!

ص.ب 260564 الرياض 11342










rogaia143@hotmail.com
لإبداء الرأي حول هذا المقال أرسل رسالة قصيرة SMS  تبدأ برقم الكاتب 6840 ثم إلى الكود 82244

 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد