يا مليكاً زانه النور بهاءا

في رياض العرب قد عز انتماءا

غرس الأرض سجايا فغدا

منبت الصحراء طيباً وغذاءا

صافح النجم فعزت هامته

فدنا النجم إليه واستضاءا

مجدكم في الأرض هَدْيٌ وارف

فبه تعلو شموخاً وارتقاءا

ما ونت منكم يد تبني العلا

وبها قد بارك الله النماءا

أنت للشعب حنان وأب

ترسل الخير بما الله أفاءا

إن عرتهم شدة خففتها

وسلكت الدرب بالناس اهتداءا

تمسح الدمع تواسي حزنهم

ولكم شاركت محزوناً بكاءا

خادم البيتين تلكم شيمة

رفرفت في الأفق صبحاً ومساءا

يا لِقَلبٍ مرهف قد ضمهم

وهمو قد بذلوا الروح فداءا

قلبك الخفاق يحنو رحمة

لضعاف الناس إن ضاقوا ابتلاءا

وعلى الغاوين سيف صارم

ما استباحوا العرض أو أجروا الدماءا

أمن الناس وهذا عهدكم

يرتع الناس بما صنت هناءا

وغدا العمران يعلو شاهداً

يحمل الفن تراثاً وبناءا

ولعبد الله جادت أربُعٌ

أغدقت في عهده ظلاً وماءا

ترف أضفى جمالاً يا له

تاه بالحسن على الدنيا رواءا

يا أبا متعب وهذا عهدكم

قد بنى فوق الذي كان ابتداءا

ومضى في الجد مداً زاحفاً

لرقي الناس وقاداً مضاءا

زدت في التعليم دُوراً فغدت

محضن العلم مساراً وارتقاءا

وغدا الطلاب في أفنائها

ينشدون العلم حباً وانتقاءا

وبدوا كالطير في روضاته

بشذا الزهر يهيمون انتشاءا

قلبهم بات دعاء لكمو

إنه الصدق إذا بث الدعاءا

وإذا العلم سرى في بلد

عمرت بالخير وازدادت رخاءا

شيمة حيزت لكم من والد

ولقد سرتم على الدرب اقتداءا

لم يغب عن بالكم إخوانكم

في ديار العرب لا تألو عطاءا

ففلسطين التي سيمت أذى

عمقت في القلب جرحاً وابتلاءا

أثقلت بالقيد حتى أنهكت

وجثت تشكو من الظلم اعتداءا

فبذلت الجهد في إنقاذها

وارتضيتم خطة تقضي الجلاءا

خطة لو وافقت حظاً لها

لاكتسى السلم من الخير رداءا

آلمتكم غزة في جرحها

بدمار حل فيها وشقاءا

فيهود البغي جاسوا أرضها

قتلوا الأطفال فيها والنساءا

فحشدتم طاقة العرب لها

ليكون البذل للناس وقاءا

تلكم الأوصاف ما أروعها

ملك جاد على العرب سواءا

وبحق نلتمو جائزة

خدمة الإسلام حباً وفداءا

شرف زيد لما أنجزتم

أنكم ماضون للمجد اعتلاءا

إنها من فيصل تهدى لمن

يخدم الإسلام لا يرضى التواءا

هو ذا الدين وإرث المصطفى

عز من ينشر في الأرض الضياءا

أمة الإسلام جمعاً هنأت

ملكاً يحمل في الحق اللواءا

ودعت رباً يبارك عمره

ربنا يا سامعاً واقبل دعاءا

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة