للورد تأثير عجيب على حياتنا اليومية فلونها ورائحتها الذكية تبعث الراحة في أرواحنا المتعبة من روتين الحياة الحياة المملّة.
أحد الحكماء قال: إذا كان عندك قرشان فاشتر بواحد رغيفاً وبالآخر (وردة).
فالورود تدلُّ على السموِّ والذّوق واللُّطف، وهي تعطي لحياتنا معنى ولوناً، فهي لغة القلوب وتحلِّق بنا وتنقلنا من عبوس إلى فرح وانبساط، ومن خريف تساقطت أوراقه إلى ربيع أينعت أزهاره، ومن التشاؤم إلى التفاؤل والبهجة.
فالورود وسيلة التفاهم والتعارف ... وهي الكلمات الصامتة عندما يعجز اللسان عن البوح بمكنوناته، عندها تصبح الورود سيدة الكلام والمكان.
ما أجمل الحديث عن الورود .. فالورود تخفف المعاناة وتمسح الدموع .. فوردة واحدة تغني عن أغلى الهدايا .. فالكثير من الدراسات أثبتت أنّ للورود أثرها الكبير في تنشيط الذاكرة وإزالة التوتُّر والإجهاد وتحسن المزاج ورفع المعنويات .. أمّا إذا كنت غير قادر على التمتُّع برائحة الورود (فأنت عندك مشكلة) وهذا مؤشر على الاكتئاب.
والورود تصلح ما أفسده سوء الفهم وتمد جسور الوصال والحب والإخاء ... عندما يفتح (الزعل) أبوابه بيننا فنرسل لمن بنفسه شيء علينا باقة ورد لتعتذر له بالنيابه .. فمن يجرؤ أن يعبس في وجه الورد!!!
إنّ لألوان الورود معاني سامية وكلمات ترسلها بصمت وصدق، فهي تخبئ في أوراقها ورائحتها أحلى الهمسات وألطف اللمسات.
الورود ملهمة الشعراء وساحرة وأسيرة الرسامين وغاية التجار للثراء السريع.
فقد قال شاعرنا نزار قباني:
(حمل الزهور إليّ كيف أرده .. كم قلت إني غير عائدة له .... ورجعت ما أحلى الرجوع إليه!)
فمن يرفض جمال ورقة الورد لتنسى المحبوبة كل الزعل والخلافات.
أحد الفلاسفة كتب عن الورد (المرأة كالوردة إذا سقيتها حباً أزهرت وفاح عبيرها، وإذا منعت عنها الحب ماتت!) .. والفرنسيون هم أكثر الشعوب رومانسية لإيمانهم بقيمة الورد المعنوية ...
فلألوان الورود معانٍ ومناسبات:
الورد الأبيض يرمز للصفاء والنقاء والتفاؤل، والأحمر يدل على الحب بقوة وجرأة ... الحب لدرجة الاجتياح .. واللون البرتقالي يرمز للإثارة .. الورد الأصفر يرمز للغيرة وقد يكون للتعبير عن الكراهية! .. اللون الوردي .... عاطفة نقية.
ففي أحد الكتب الأجنبية قرأت عن أساطير وحكايا الورود وبقدر ما فيها من متعة وجدت الكثير فيها من الغرابة.
أسطورة (وردة الأوركيد): تهمس لك هذه الوردة باقترابك منها (سأجعل الحياة جميلة من أجلك) .. فهي ترمز للنقاء والصفاء وأسطورتها: إنّ القدماء يظنون إنها تطرد الأرواح الشريرة!!(وردة الأقحوان): ترمز للتفاؤل والابتهاج وهي (وردة السعادة) أسطورتها: تمثل لشعوب مالطا وإيطاليا التشاؤم لأنها وردة الأموات التي توضع على أضرحتهم.(وردة البنفسج): تهمس لمن يلامسها (بادلتك الحب بالوفاء) وأسطورتها تحكي أن نابليون كان مخلصاً لهذه الوردة التي تزينت بها محبوبته (جوزفين) في عرسهما .. وقدم لها باقة ورد من البنفسج الذي تعشقه في عيد زواجهما حتى أنه قبل رحيله للمنفى طلب أن يزور قبر (جوزفين) وهناك قطف ورود البنفسج، ووجدت أزهار البنفسج حول عنقه يوم وفاته واختار أتباعه هذه الوردة شعاراً لهم ووفاء له!
(زهرة النجمة): ترمز للتمني وتهمس لك (اعذر تهوري ولا تأخذني على محمل الجد).
تقول الأسطورة: إن ملك الأغريق كان يرسل كل عام سبعة فتيان وسبع عذارى لملك جزيرة كريت ليقدمهم قرباناً إلى - منيتور - وهو كائن خرافي (جسده ثور ورأسه إنسان)!! وفي إحدى السنوات تطوع ابن ملك الأغريق ليقتل (منيتور) فذهب بنفسه للجزيرة وأخبر والده بأنه سيرفع الراية البيضاء عند عودته لبلاده بدل الراية السوداء تعبيراً عن النصر .. ولكن ابن الملك عندما وصل الجزيرة وقع في غرام ابنة ملك كريت وبمساعدتها تمكن من قتل (المنيتور) وفي أثناء عودته لبلاده نسي أن يستبدل الراية السوداء بالبيضاء ... وعندما رآها والده أيقن أن ابنه قد مات ... فانتحر والده ويقال إنه في البقعة التي سالت فيها دماؤه نبتت ازهار النجمة بلونها الوردي.(وردة التوليب): وهي زهرة الحب والغرام، وتهمس لك (إني مشتعل بحبك كاحمرار هذه الوردة).وأسطورتها تحكي أن شاباً من إيران اسمه فرهاد وقع في غرام صبية جميلة اسمها شيرين، وفي أحد الأيام وصله خبر موتها فامتطى حصانه وقفز من أعلا الجبل ومكان نزف الدماء نبتت زهور التوليب ... هذه هي أساطير الورود بغرابتها وجمالها وخرافاتها .. فليس هنالك أجمل وأعذب من الورد لما يضفيه من جمال ورونق على الطبيعة وزراعتها لا تحتاج إلى وقت ومال كثير .... فلمَ لا نزين حياتنا وبيوتنا وشوارعنا ومكان عملنا بالورود التي تريح وتبعث السرور والبهجة على
أرواحنا وقلوبنا؟.
Reema450@hotmail.com