Al Jazirah NewsPaper Thursday  20/03/2008 G Issue 12957
الخميس 12 ربيع الأول 1429   العدد  12957

إلى متى
جلوي الحكمي

 

نبينا يا رسول الله نعتذر

تعدو علينا أعادينا ونصطبر

نرى ونسمع من أعدائنا جللا

من الأقاويل مثل السيل ينهمر

أضغانهم برزت لا شيء يسترها

وكيف يستر أقوام وقد كفروا

ذروا مع الريح أوراقاً مزيفة

دعا إلى صنعها الإلحاد والبطر

هاهم يسيئوا إلينا دونما سببٍ

فإن يكن أيّ إحسان سننتظر

في الدانمرك وفي النرويج أفئدةٌ

مثل البراكين بالأحقاد تنفجر

صحائف السوء يبدوها علانية

عسى المطلّ بها يمحي له البصر

هم بعضهم يتولى البعض يعضده

وكم تواصوا على العدوان وائتمروا

حتى انبرى منهم الأشقى وجرّأه

على الإساءة عقل مسّه الخدر

لم يلق إلا رسول الله يجعله

لسهمه غرضا لا أمهل العمر

أما درى أنه المبعوث قاطبة

للناس تسبقه الآيات والسور

ألم يسلْ كتب التاريخ تخبره

بأن أسطارها في ذكره درر

ألم يصلْ سمعه أصداء مئذنة

بها يضاء عشيّ الكون والسحر

ألم ير الناس أفواجا وقد دخلوا

مستسلمين ودين الله ينتشر

نبينا الملأ الأعلى يوقّره

فكيف يعدل عن توقيره بشر

عليه صلّى إله الكون واحتشدتْ

له ملائكة صلوا كما أمروا

آياته الزهر فاقت كل معجزة

وانشقّ نصفين في أيامه القمر

سرى البراق به والأنبياء له

صفّوا قياماً وجند الله تنتظر

أتى إلى عالم أهواؤه فسدتْ

لا خير في أهله إذْ يعبد الحجر

وجاء بالنور والآفاق مظلمة

وبانت الشمس فيها وانجلى القمر

أدّى الرسالة لم يحفل بمعترض

يأبى سلاما فيغزوه وينتصر

المصطفى هو بين الخلق أجمعهم

بهديه يستنير الكون والبشر

قد كان يشتاق حتى العود رؤيته

وحنّ أو أنّ لمّا فارق الشجر

يستهزؤون به والله أرسله

من قبل أن يُنزل الإنجيل والزبر

والأنبياء به كم بشرتْ أمما

فاستفتحتْ باسمه إذْ جاءها الخبر

أن إنْ أتيحت لهم في الأرض سانحة

لنفث أحقادهم باعوا بنا وشروا

وقائل ذرهم لا شيء يعقلهم

صمّ وبكم وعمي كيف يدّكروا

من حرّف القول قدما عن مواضعه

أيؤمن اليوم أم بالوعظ يعتبر

لم يثن أولهم عن كفره عظة

إنْ يصدأ القلب ماذا تنفع النذر

حبيبنا يا رسول الله أنفسنا

تأبى الهوان إذا ما مسّها الخطر

فكيف ترضى لأفّاك عليك عدى

مستهزئا برسوم مالها أثر

هيهات مانال شيئا من تطاوله

مازاد إلا انتكاسا وهو ينحدر

نحن الأعزة بالإسلام جاء به

نبينا وبه نسمو ونفتخر

إلى متى ولنا حلمٌ يؤخرنا

حتى تمادى علينا البله والغجر

كنا نطاردهم حينا ونحصرهم

حينا إلى أن تفرقنا وقد كثروا

كانت أوائلنا إنْ مسّهم أحد

بالسوء لو خلف سدّ نحوه عبروا

وأسلموه إلى حكم يجرّعه

غيظا ولم يسألوه وهو يعتذر

ما بالنا اليوم عما يحشدوه لنا

من مكرهم طرفنا يغضي ويستتر

كأننا لا نرى أو ربما انطفأت

شرارة القوم لّما يسقط المطر

أمسى التواكل ركنا في مسيرتنا

والصف أعوج والأسياف تنكسر

ولا نرى في بقاع الأرض منتصرا

بسيفه أينها الأسياف يا عمر

يا سعد يا عمرو ما للأسد غائبة

واستأسد اليوم في مرعاهم البقر


 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد