نبينا يا رسول الله نعتذر |
تعدو علينا أعادينا ونصطبر |
نرى ونسمع من أعدائنا جللا |
من الأقاويل مثل السيل ينهمر |
أضغانهم برزت لا شيء يسترها |
وكيف يستر أقوام وقد كفروا |
ذروا مع الريح أوراقاً مزيفة |
دعا إلى صنعها الإلحاد والبطر |
هاهم يسيئوا إلينا دونما سببٍ |
فإن يكن أيّ إحسان سننتظر |
في الدانمرك وفي النرويج أفئدةٌ |
مثل البراكين بالأحقاد تنفجر |
صحائف السوء يبدوها علانية |
عسى المطلّ بها يمحي له البصر |
هم بعضهم يتولى البعض يعضده |
وكم تواصوا على العدوان وائتمروا |
حتى انبرى منهم الأشقى وجرّأه |
على الإساءة عقل مسّه الخدر |
لم يلق إلا رسول الله يجعله |
لسهمه غرضا لا أمهل العمر |
أما درى أنه المبعوث قاطبة |
للناس تسبقه الآيات والسور |
ألم يسلْ كتب التاريخ تخبره |
بأن أسطارها في ذكره درر |
ألم يصلْ سمعه أصداء مئذنة |
بها يضاء عشيّ الكون والسحر |
ألم ير الناس أفواجا وقد دخلوا |
مستسلمين ودين الله ينتشر |
نبينا الملأ الأعلى يوقّره |
فكيف يعدل عن توقيره بشر |
عليه صلّى إله الكون واحتشدتْ |
له ملائكة صلوا كما أمروا |
آياته الزهر فاقت كل معجزة |
وانشقّ نصفين في أيامه القمر |
سرى البراق به والأنبياء له |
صفّوا قياماً وجند الله تنتظر |
أتى إلى عالم أهواؤه فسدتْ |
لا خير في أهله إذْ يعبد الحجر |
وجاء بالنور والآفاق مظلمة |
وبانت الشمس فيها وانجلى القمر |
أدّى الرسالة لم يحفل بمعترض |
يأبى سلاما فيغزوه وينتصر |
المصطفى هو بين الخلق أجمعهم |
بهديه يستنير الكون والبشر |
قد كان يشتاق حتى العود رؤيته |
وحنّ أو أنّ لمّا فارق الشجر |
يستهزؤون به والله أرسله |
من قبل أن يُنزل الإنجيل والزبر |
والأنبياء به كم بشرتْ أمما |
فاستفتحتْ باسمه إذْ جاءها الخبر |
أن إنْ أتيحت لهم في الأرض سانحة |
لنفث أحقادهم باعوا بنا وشروا |
وقائل ذرهم لا شيء يعقلهم |
صمّ وبكم وعمي كيف يدّكروا |
من حرّف القول قدما عن مواضعه |
أيؤمن اليوم أم بالوعظ يعتبر |
لم يثن أولهم عن كفره عظة |
إنْ يصدأ القلب ماذا تنفع النذر |
حبيبنا يا رسول الله أنفسنا |
تأبى الهوان إذا ما مسّها الخطر |
فكيف ترضى لأفّاك عليك عدى |
مستهزئا برسوم مالها أثر |
هيهات مانال شيئا من تطاوله |
مازاد إلا انتكاسا وهو ينحدر |
نحن الأعزة بالإسلام جاء به |
نبينا وبه نسمو ونفتخر |
إلى متى ولنا حلمٌ يؤخرنا |
حتى تمادى علينا البله والغجر |
كنا نطاردهم حينا ونحصرهم |
حينا إلى أن تفرقنا وقد كثروا |
كانت أوائلنا إنْ مسّهم أحد |
بالسوء لو خلف سدّ نحوه عبروا |
وأسلموه إلى حكم يجرّعه |
غيظا ولم يسألوه وهو يعتذر |
ما بالنا اليوم عما يحشدوه لنا |
من مكرهم طرفنا يغضي ويستتر |
كأننا لا نرى أو ربما انطفأت |
شرارة القوم لّما يسقط المطر |
أمسى التواكل ركنا في مسيرتنا |
والصف أعوج والأسياف تنكسر |
ولا نرى في بقاع الأرض منتصرا |
بسيفه أينها الأسياف يا عمر |
يا سعد يا عمرو ما للأسد غائبة |
واستأسد اليوم في مرعاهم البقر |
|