يجيء إلى الدنيا كثير.. ويرحل منها الكثير.. وتباغتنا الأيام بالكثير..
ولكن وفاة صاحبة السمو الملكي الأميرة البندري بنت عبدالعزيز كان لها وقعها الخاص..
ومن يعرف الأميرة يتأكد له ذلك الإحساس..
فقد رحلت البندري تاركة حزناً وألماً في قلوب محبيها..
وهناك قصائدها المكلومة.. التي حملت لنا أسمى وأجمل معاني الرضا بالقدر..
وكما علمتنا في حياتها.. علمتنا في وفاتها كيف نذعن لأمر ارتضاه الله لخلقه..
رحلت تاركة لنا إرثاً عظيماً.. من الأخلاق والدين..
فماذا عساي أن أقول عن أميرة حفرت اسمها في ذاكرة التاريخ بأخلاقها وحبها للناس.. وعن أم فُجعت مرات ومرات برحيل فلذات أكبادها..
فسطرت لنا رغم الألم والحرقة أنبل معاني الصبر والرضا والإيمان بالقدر فكانت خنساء عصرها، كما بذلت في سبيل الخير.. الخير الكثير.. ولهذا فقد فقدتها دور الأيتام وجمعيات البر.
فوالله إن القلب ليحزن وإن العين لتدمع.. وإنا لفراقك لمحزونون
ولكن لا نملك إلا أن نرفع أيدينا لرب لطالما رفعتِ يديك الكريمتين له أن يجمعك بسعود ومحمد وفهد ومتعب.
وتقر عيناك برؤيتهم.. في مستقر رحمته.. ويلهم من آلمه وأحزنه فراقك، وهم كُثر الصبر والسلوان.