Al Jazirah NewsPaper Thursday  20/03/2008 G Issue 12957
الخميس 12 ربيع الأول 1429   العدد  12957

هَذِي سُمومُ الحيَّةِ الرَّقْطاءِ
محمد عباس عبدالحميد خلف

 

هِيَ دعْوَةٌ مِنْ حَاقِدِ الأعْدَاءِ

هيَ مِن سُمُوم الحيَّةِ الرقْطَاء

هَلْ ما أراهُ بأمتي مِن مِحْنةٍ

حَالٌ يليقُ بأمّةِ النبلاَءِ

هذِي بلادُ الرافدَيْن توهجتْ

فيها الحرائقُ دونما إطْفَاءِ

بلدُ الرشيد، وفخرُ كل عصوُرنا

تُسْقَى العذابَ على يد الحقَراءِ

بغدادُ يا عيني تطُوف بعِلْمها

بغدادُ موطِنُ أنبغِ الأدباءِ

بغدادُ مِنْكِ إلى الوجود تدفقَتْ

كل الحضارةِ في جديد عطاءِ

لولاكِ ما ذاعتْ هناكَ بلاغةٌ

أو نحوُ، أو وزنٌ لدَى الشعراءِ

لولاكِ ما عرفَ الوجودُ لأمتي

عِلْماً محيطاً من لدى النجبَاءِ

واليومَ هَدمٌ للصروح عتيقةً

ذَبحُ العقول وطمسُ للأضواءِ

نَزْفٌ بروحِيَ إذ أراكِ بِمِحْنَةٍ

عَيْني يُقرِّحُها سَخِينُ بُكاءِ

قَلبي تمزّقُهُ مشاهِدُ ما أرىَ

في أمةٍ كانتْ بلادَ هناءِ

صارتْ مذابح كالأضاحِي كثرة

لكنَّه الإجرام للسُفَهاءِ

الحاقدون لأمتي في رُوحِهِمْ

شَرٌّ يدمِّرهم من البغضَاءِ

الغربُ ينفث سُمَّهُ في أمتي

كيدٌ لماضٍ في عصور غَباَءِ

هم يطمسون عَقيدتي وحضَارتي

ويجنِّدونَ أرَاذِلَ الرُّعَنَاءِ

أسَفَاهُ يا روحي على بغداد، ها

شعبٌ يُلوَّعُ في طويل شقَاءٍ

أسَفاَهُ يا وطنَ الخلافة كم عَلَتْ

أسفاهُ أنَّت في الدُجَىَ النكداءِ

لبنان مثلُكِ بالتفرّق هُدَّمتْ

هُمْ كلُّ حزبٍ رافعٌ لِلِواءِ

لكنّها في الحقِّ ألويةٌ لهَا

أطماعُ ليسَتْ في طريقِ نَقَاءِ

كلٌّ لأَرْزٍ شاهِقٍ يَبْغي له

قَطعاً أليسُوا أمّةَ العَقلاءِ

كلٌّ له خَلْفَ الدعاية مأربٌ

والحقُّ مغلوبٌ بلا نُصَراءِ

لمَ تَسْفِكُونَ دِماءَكمْ يا إخوتي

وتدمِّرون حدائِق الفيحْاءِ

لبنان كمْ مِن فِتْنةٍ مَرَّتْ بِنَا

والجرحُ ضُمِّدَ، عُدْت للشَّحنَاءِ

كنتِ الجمال بكل أرضك سَاحةٌ

للسَّلْمِ، كنت القَصْدَ عند رخَاءِ

واليوم في كلِّ المآقي حُرقَةٌ

في صامتِ التعبيرِ كالخرسَاءِ

مَن ينقذُون بكِ الجمالَ أضاعَهُ

شَرُّ النزاع، وفتنَةُ الغوغَاءِ

قد صار أمركِ موجعاً، إني هنا

وطنُ الهداية في طويلِ دُعَاءِ

رباهُ وَحَّد صَفَّهُمْ وطريقَهُمْ

ليعودَ أمنٌ شاملُ الأنحاءِ

وكفَى لقلْبيَ ما على سَمْعِ الدُّنَا

من كلِّ فاجعةٍ من الأبناءِ

هذي فلسطينُ الحبيبة كم مَضَى

عَهْدٌ بها في شَقْوةٍ نَحْسَاءِ

المجرمون الغاصِبُون تجبَّروا

شَرُّ اليهودُ يفُوقُ كلَّ هِجاءِ

هُمْ في الحقيقة خلف كل مصائب

هُمْ والنصيرُ لهُمُ لكلِّ بلاءِ

مَن جاءَ أنكىَ مِن سِوَاه عداوةً

هُمْ منذُ بَدْءِ الخَلقِ أهلُ عَدَاءِ

تاريخهُمُ سِيَرُ الشرور، وكلهّمْ

شعبُ الضياع بتائهِ الصحراءِ

همْ ينشرون عداوةً وجرائما

ويفرِّقُون الصفَّ للفرقَاءِ

واليومَ في أرضي الحبيبة حققوا

أطماعهُمْ هذي بحارُ دِماَءِ

هذي فلسطينُ الصمُودُ كأنَّها

أعداءُ في رأيٍ بغيرِ لِقاءِ

هلاَّ جميعُهمُ ذراعٌ سانِدٌ

للحقِّ، يدفع شِرَّةَ السُّفَهاءِ


 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد