هِيَ دعْوَةٌ مِنْ حَاقِدِ الأعْدَاءِ |
هيَ مِن سُمُوم الحيَّةِ الرقْطَاء |
هَلْ ما أراهُ بأمتي مِن مِحْنةٍ |
حَالٌ يليقُ بأمّةِ النبلاَءِ |
هذِي بلادُ الرافدَيْن توهجتْ |
فيها الحرائقُ دونما إطْفَاءِ |
بلدُ الرشيد، وفخرُ كل عصوُرنا |
تُسْقَى العذابَ على يد الحقَراءِ |
بغدادُ يا عيني تطُوف بعِلْمها |
بغدادُ موطِنُ أنبغِ الأدباءِ |
بغدادُ مِنْكِ إلى الوجود تدفقَتْ |
كل الحضارةِ في جديد عطاءِ |
لولاكِ ما ذاعتْ هناكَ بلاغةٌ |
أو نحوُ، أو وزنٌ لدَى الشعراءِ |
لولاكِ ما عرفَ الوجودُ لأمتي |
عِلْماً محيطاً من لدى النجبَاءِ |
واليومَ هَدمٌ للصروح عتيقةً |
ذَبحُ العقول وطمسُ للأضواءِ |
نَزْفٌ بروحِيَ إذ أراكِ بِمِحْنَةٍ |
عَيْني يُقرِّحُها سَخِينُ بُكاءِ |
قَلبي تمزّقُهُ مشاهِدُ ما أرىَ |
في أمةٍ كانتْ بلادَ هناءِ |
صارتْ مذابح كالأضاحِي كثرة |
لكنَّه الإجرام للسُفَهاءِ |
الحاقدون لأمتي في رُوحِهِمْ |
شَرٌّ يدمِّرهم من البغضَاءِ |
الغربُ ينفث سُمَّهُ في أمتي |
كيدٌ لماضٍ في عصور غَباَءِ |
هم يطمسون عَقيدتي وحضَارتي |
ويجنِّدونَ أرَاذِلَ الرُّعَنَاءِ |
أسَفَاهُ يا روحي على بغداد، ها |
شعبٌ يُلوَّعُ في طويل شقَاءٍ |
أسَفاَهُ يا وطنَ الخلافة كم عَلَتْ |
أسفاهُ أنَّت في الدُجَىَ النكداءِ |
لبنان مثلُكِ بالتفرّق هُدَّمتْ |
هُمْ كلُّ حزبٍ رافعٌ لِلِواءِ |
لكنّها في الحقِّ ألويةٌ لهَا |
أطماعُ ليسَتْ في طريقِ نَقَاءِ |
كلٌّ لأَرْزٍ شاهِقٍ يَبْغي له |
قَطعاً أليسُوا أمّةَ العَقلاءِ |
كلٌّ له خَلْفَ الدعاية مأربٌ |
والحقُّ مغلوبٌ بلا نُصَراءِ |
لمَ تَسْفِكُونَ دِماءَكمْ يا إخوتي |
وتدمِّرون حدائِق الفيحْاءِ |
لبنان كمْ مِن فِتْنةٍ مَرَّتْ بِنَا |
والجرحُ ضُمِّدَ، عُدْت للشَّحنَاءِ |
كنتِ الجمال بكل أرضك سَاحةٌ |
للسَّلْمِ، كنت القَصْدَ عند رخَاءِ |
واليوم في كلِّ المآقي حُرقَةٌ |
في صامتِ التعبيرِ كالخرسَاءِ |
مَن ينقذُون بكِ الجمالَ أضاعَهُ |
شَرُّ النزاع، وفتنَةُ الغوغَاءِ |
قد صار أمركِ موجعاً، إني هنا |
وطنُ الهداية في طويلِ دُعَاءِ |
رباهُ وَحَّد صَفَّهُمْ وطريقَهُمْ |
ليعودَ أمنٌ شاملُ الأنحاءِ |
وكفَى لقلْبيَ ما على سَمْعِ الدُّنَا |
من كلِّ فاجعةٍ من الأبناءِ |
هذي فلسطينُ الحبيبة كم مَضَى |
عَهْدٌ بها في شَقْوةٍ نَحْسَاءِ |
المجرمون الغاصِبُون تجبَّروا |
شَرُّ اليهودُ يفُوقُ كلَّ هِجاءِ |
هُمْ في الحقيقة خلف كل مصائب |
هُمْ والنصيرُ لهُمُ لكلِّ بلاءِ |
مَن جاءَ أنكىَ مِن سِوَاه عداوةً |
هُمْ منذُ بَدْءِ الخَلقِ أهلُ عَدَاءِ |
تاريخهُمُ سِيَرُ الشرور، وكلهّمْ |
شعبُ الضياع بتائهِ الصحراءِ |
همْ ينشرون عداوةً وجرائما |
ويفرِّقُون الصفَّ للفرقَاءِ |
واليومَ في أرضي الحبيبة حققوا |
أطماعهُمْ هذي بحارُ دِماَءِ |
هذي فلسطينُ الصمُودُ كأنَّها |
أعداءُ في رأيٍ بغيرِ لِقاءِ |
هلاَّ جميعُهمُ ذراعٌ سانِدٌ |
للحقِّ، يدفع شِرَّةَ السُّفَهاءِ |
|