Al Jazirah NewsPaper Thursday  20/03/2008 G Issue 12957
الخميس 12 ربيع الأول 1429   العدد  12957
بدأ الركض خلف المجنونة منذ السابعة.. والحواري صنعت منه نجماً
أتليتكو مدريد يفتح أبواب العالمية «للطفل الإسباني»

إعداد - خالد عبدالرحمن الطياش

بعد تسجيله الهدف الثاني في مرمى ريدنغ في المباراة التي جرت السبت الماضي وانتهت بفوز ليفربول بنتيجة 2-1 وصل فرناندو توريس للهدف رقم 20 وبذلك يكون قد عادل رقم الهداف الإنجليزي الدولي السابق لنادي ليفربول روبي فاولر في موسم 1995 - 1996م، توريس تألق هذا الموسم بشكل ملفت للأنظار وأصبح مهاجماً نموذجياً بإمكانه التسجيل دون توقف متى ما تهيأت فرص التسجيل، تألق توريس لم يكن في الساحة المحلية فحسب بل إنه طال الساحة الأوروبية في لقاء فريقه ضد انترميلان الإيطالي حيث سجل توريس هدف المباراة الوحيد في لقاء الإياب الذي أقيم في ميلانو بإيطاليا.

فرناندو خوسيه توريس سانز ولد في 20 مارس 1984م في بلدة فينلابرادا التي تقع جنوب مدريد، بدأ تورس بلعب كرة القدم وعمره سبع سنوات فقط مع فريق الحي الذي كان يسكنه مع عائلته، وشارك في دوري الحواري مع فريق اسمه آنذاك الهولندي ماريوس كمهاجم، بعد ثلاث سنوات، وفي سن العاشرة التحق بفريق يسمى رايو 13 وتمكن من تسجيل خمسة وخمسين هدفاً خلال الموسم مع فريقه الجديد، في سن الحادية عشر لفت أنظار كشافي أتليتكو مدريد الذين تمكنوا من إقناع جد اللاعب الصغير من الموافقة على تسجيل حفيده عام 1995م، تدرج فرناندو في الفئات السنية لأتليتكو حيث شارك عام 1998م في بطولة نايك للناشئين الصغار في أوروبا حيث ضمت بجوار فريقه فرقاً كبيرة مثل ريال مدريد وبرشلونة وأي سي ميلان ويوفنتوس ومانشستر يونايتد، وحصل فيها أتليتكو مدريد على اللقب وصوت الأغلبية على أفضلية توريس على مستوى أوروبا للناشئين وهو بعمر الخامسة عشر، وقع توريس عقده الأول في العام 1999م محققاً بذلك جزءاً كبيراً من أحلامه وأصبح لاعباً محترفاً في درجة الشباب للنادي، وبدأ مسيرته الكروية عام 2000م عندما بلغ السادسة عشرة كأصغر لاعب في التشكيل الأساسي لنادي أتليتكو مدريد، لكنه بدأ موسمه بحظ سيئ حيث تعرض الموهبة الصغيرة لكسر في الساق حرمه اللعب حتى آخر أشهر السنة (ديسمبر 2000م)، بدأ فرناندو برنامجاً علاجياً ممتازاً مكنه من العودة في فبراير 2001م، وتم ضمه للمنتخب الإسباني تحت 16 عاماً وفاز ببطولة أوروبا للناشئين مع منتخب بلاده، ظهوره الأول مع فريقه كان في 27 مايو 2001م ضد فريق ليجانيس، بعدها بأسبوع فقط تمكن من إحراز هدفه الأول في القسم الثاني من الدوري الإسباني في مرمى ألباسيتي.. توريس قاد المنتخب الإسباني في بطولة العالم تحت 17 عاماً وتمكن من تسجيل هدف وحيد في ثلاث مباريات لم يكن كافياً لمرور إسبانيا للأدوار النهائية، ولكنه عوض بلاده في بطولة أوروبا تحت 19 عاماً حيث قاد إسبانيا للنهائي وتمكن من تسجيل الهدف الوحيد والفوز بالكأس وجائزة أفضل لاعب في البطولة، إدارة النادي منحت توريس إشارة القيادة كأصغر قائد في تاريخ النادي بعد عودة أتليتكو مدريد لدوري الأضواء، موسم 2002-2003م.

(فيما يلي جدول يوضح مسيرته الكروية في الليجا والبراميرشب):

توريس أوضح أنه رفض عرضاً من تشيلسي الإنجليزي موسم 2005 - 2006م للاحتراف في صفوفه قبل مشاركته مع منتخب إسبانيا في كأس العالم 2006م، وارتبط اسمه بالعديد من الإشاعات للانتقال لإيطاليا وإنجلترا، وخرج رئيس أتليتكو مدريد السيد أنريكو سيريزو عن صمته معبراً عن غضبه الشديد في وسائل الإعلام من تلك الشائعات، وأوضح بأن النادي لم يتلق عرضاً رسمياً حتى هذه اللحظه، بعدها بأسابيع قدم ليفربول عرضاً قيمته 25 مليون جنيه استرليني بالإضافة لانتقال نجم المنتخب الإسباني لويس غارسيا لأتليتكو مدريد، تمت الصفقة وقتها بعد موافقة جميع الأطراف، لا أحد ينكر نجاح توريس في الدوري الإنجليزي الممتاز في الوقت الراهن بل إنه بات أحد أفضل الهدافين في العالم حالياً.

بين السطور

لفت انتباهي في مسيرة فرناندو توريس أنه عندما كان بسن السابعة فقط، خرج وقتها للعب كرة القدم في حي صغير تهيأت فيه كل سبل الإعداد والنجاح، وجد فيها اللاعب فرصة اللعب والمشاركة مع فرق تخوض بطولات مصغرة من شأنها تقديم كل ما يمكن تقديمه لأطفال الحي من لياقة بدنية ومهارات عالية وخبرات مبسطة تساعدهم على فهم مبادئ الكرة، قد لا يتمكن الطفل في السابعة من عمره من الإلتحاق بنادي كبير بسبب خوف أهله ولعدم اشتداد عوده بعد، ولكنه من الممكن أن يخرج الطفل في سن السابعة للعب مع أطفال الحي وتعلم مبادئ وأساسيات كرة القدم دون التقيد بأي أنظمة تجبره على التنقل من منزله لأي مكان آخر بعيد عن المنزل، دون وجود أي بوادر خوف من قبل الأهل على مستقبل طفلهم، فبمجرد ما يتبادر للأذهان أين يمكن أن يكون الطفل وهو ليس في المنزل؟ فإن الإجابة ستكون طبيعية ومقبولة لدى والده ووالدته بأنه يلعب مع الأطفال خارج أسوار المنزل في المكان المخصص للعب، هل يممكننا أن ندخل تلك المفاهيم في مجتمعنا وبين اطفالنا بتهيأت الأحياء بأماكن عامة وملاعب صغيرة يمكن عن طريقها تنظيم الفرق والبطولات بالقرب من المنازل؟، متى حدث ذلك فإن مهمة كشافي الأندية ستكون سهلة بكثير لضم المواهب للعب في صفوفها، فرناندو توريس انضم لأتليكو مدريد وهو بسن الحادية عشرة وفي سجله خمسة وخمسين هدفاً مع فريقه داخل الحي.. مهمة النادي ستكون سهلة في تقديمه كنجم بارز قادر على التميز والانضمام لتمثيل منتخبات االفئات السنية، توريس عندما يلعب ضد لاعبين صغار في البطولات العالمية فإنه سيكون متفوقاً عليهم في الخبرة وعدد المباريات وتسجيل الأهداف، ومن الصعب جداً أن يجاريه أي لاعب سعودي أو عربي في تلك البطولات العالمية حيث أننا لم نبدأ إعداد لاعبينا الصغار إلا في سن السادسة عشر فقط.




 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد